أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد مضيه - سماء وسبعة بحور..رواية ناجي الناجي -1من3















المزيد.....

سماء وسبعة بحور..رواية ناجي الناجي -1من3


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


بحور الدم
على الغلاف نطالع كلمة رواية ، تتصفح بقراءة سطحية عاجلة لتجد قصصا لا رابط بين إحداها والتالية ؛ لكن.. أعرف الروائي ناجي الناجي ، الملحق الثقافي بسفارة فلسطين بالقاهرة، مغرما بالغموض، عنصر الجمال الأول في الإبداع الفني . يموه الراوي شخوص الحكايات، يسرب موضوعاته بين طيات السرد بمهارة الواثق من فنه ونبل القضية التي يقارب؛ يضفي جمالية على السرد الفني، تأسر القارئ، وتلح عليه.. يلاحق الحكايات والوقائع.. ليتأمل!
مذ كان طفلا ، يتشبع زياد محور عدد من فصول الرواية، بمآسي ومحن المواجهة الدامية مع العدوان الصهيوني المتواتر. زياد هو محور بعض فصول الرواية ، ينمو مع القصص 2 -4 -7- 12- 14-17 وأخيرا 6. متجولا مع الوالد الملتحق بالعمل الفدائي أولا ثم بالنشاط السياسي الخارجي ، ليجد القضية امامه مركز الاهتمام ومحور التضامن ، لأنها عادلة. واكب نمو زياد الفسيولوجي النمو الإدراكي – المعرفي. وفي بقية القصص، يحكي الراوي، بلسان المتكلم، رحلة تقصي . إنه هو الروائي ناجي الناجي ، اللاجئ المحروم من ان تطأ قدمهأرض الوطن ، يتقصى ، يجمع البينات من أرض الحكاية أثناء جولاته في زيارته للأراضي المحتلة.. وطنه فلسطين؛ تكتمل لديه شهادة مثبتة بالواقئع والبينات على نزعة الإجرام لدى إسرائيل منذ لحظات إنشائها، بدأت ، حسب تقويم الروائي، بمجزرة قرية العباسية يوم السبت 13 كانون اول 1947، قبل مجزرة دير ياسين، وبعد أقل من شهر على صدور قرارالتقسيم! لابد أنه امتص ذكرياتها المريرة مع حليب الرضاعة. لم يذكر الراوي صراحة أو تلميحا علاقة المسمى زيادا بزياد ، ابن قرية العباسية كانت "عائلات القرية معجبة بفطنة زياد ورجولته المبكرة ، وغوره في العمل والدراسة والرياضة والعلاقات الاجتماعية"؟ يُشرع نافذة تفتح الأفق على مكنون العلاقة.
يتميز السرد الفني للعدوان العسكري عن التقرير الإخباري. تجد الأديب يسوق مواقف الجرأة والإقدام، أو مصائر بشر ومواهب واعدة .. تتكسر او تتهشم مع العدوان؛ من خلال ذلك يولد الأديب مشاعر تعاطف مع شخوص من لحم ودم، يستثير حالة وجدانية تعدي المتلقي، والأدب من فضائله إشاعة التعاطف الإنساني مع الضحايا والانحياز ضد نوازع الشر. ونجد ذلك يتكرر في العدوان الهمجي "غزة كانون اول2008"، مع الطفل عصام ، الفنان الموهوب، " الكنز" ، تأخر إرساله لحضور معرضه الفني بتونس بعراقيل بيروقراطية.
من خلال مكالمة هاتفية وردته من زوجته، تحرص كل عام على تجديد الوصل بالوطن، دفعها الفرح الى نقل الخبر اليه حال تبلغها ، ولو في مساء متأخر. كان متمدد ا بالفراش ينشد نوما متعسرا. تعثر بالكتب المتناثر على أرضية غرفة النوم ، دلالة فوضى الفنان مع غياب الزوجة، بينما الفنان الملتزم مطالب بان يكون المثال والقدوة في تنظيم اوقاته وحياته بدقة متناهية؛ فذلك يستدر الإبداع الفني بصورة أفضل... في لجة الإرتباك يأتيه الخبر الذي تمناه طويلاـ فلا يتبينه؛ باغته في لحظة كرب ، واختلط الحزن بالمسرة. "ألقيت بهاتفي أرضا ، جلست القرفصاء فوق الفراش ووجمت ،أمقت الأحلام لما تحمله من خوازيق الارتطام بالحقيقة". إذن صاحبنا متشائل. شكك في ما سمعه.. فتش عن العنوان واتصل . "قهقهَت: ‘نعم نعم قلت لك التصريح قد صدر بالفعل!’ لا أدري لماذا داهم ذاكرتي وقتئذ مخيم اليرموك وحده، دون سواه".
لعله تناقض عبوره الى الوطن بينما سكان المخيم يشردون ثانية أو ثالثة بعيدا عن الوطن . مخيم اليرموك مسقط الرأس ، كما يستدل من السرد الروائي ، حضن ذكريات الطفولة، رأسمال الفنان ، أديبا أو تشكيليا . تبدأ مكابدة الراوي ، وهو طفل عام 1980. يؤرخ لوقائع ذكريات الطفولة والفتوة. خطر المخيم بباله لأنه عرضة لهجمات برسم التهجير الثاني على أيدي عصابات التكفيريين المرتبطين بإسرائيل وتحالفاتها الدولية، مستهدفين تشتيت اللاجئين الفلسطينيين ومحو قضية العودة. في مخيم اليرموك عاش الراوي طفولته المبكرة.
يذكر صديق الطفولة يحيى الذي يكبره سنا، ركض اليه بأقصى طاقته يبشره ان الوالد قد وافق اخيرا على اصطحابهما في رحلته الى معسكر التدريب ؛ وهناك خزنت الذاكرة الغضة اول مجزرة إسرائيلية، أنقذ منها بأعجوبة.. انصبت حممها من الجو ، وانسكبت ذكراها في وجدانه، ذهب ضحيتها سمير من معسكر التدريب، تركه والده مع الطفلين الى ان ينتهي التدريب. انخرط الطفلان في حوار يشي بمدارك فجة ، وفجأة.." صوت كالرعد هز فضاء المعسكر صاحَبَه أزيز هادر لطائرات منخفضة الطيران...عبأ الغبار الفضاء، وأمست الأجساد المنتصبة منثورة لا يستدل عليها إلا من أنين أصحابها. كر وفر وأجساد تحمل أجسادا، وركام حجارة، ومبان سويت بالأرض؛ كانت أرضية المعسكر خليطا من الأحمر القاني والأخضر المموه وقتام طاغ!!...حضر بسرعة والد زياد، "نظر ابو زياد الى الجسد المسجى على جنبه، نصفه الأسفل مضرج بالدم، محتضنا ابنه ومخبئا راسه بين ضلوعه".
أتعمد إيراد مقتطفات مطولة نوعا ما ضمن مهمة إعلامية. فهذه هي رسالة الرواية.. والوقائع احق ان تعرف..
وتتكرر المجزرة في عين الحلوة، نيسان 1982, " صوت هدير الطائرات ترج بيوت المخيم الصغيرة المتراصة كحجارة لعبة الدومينوز. صراخ أنثى يرتفع ويشتد من داخل حجرة... فتحت سيدة باب الغرفة صارخة : "يا زيااااد اذهب سريعا... إبحث عن القابلة ام غسان في كل المخيم". ولادات جماعية تزامن الموت الجماعي. ركض زياد بين الأنقاض . " تعثر وسقط ارضا ، سحبه شاب مسلح الى جانبه صارخا : هل جننت؟! ألا ترى القصف؟!"
اخبرزياد عن وجهته وتجمع المسلحون ، البعض يأمره بالعودة الى بيته وهو يصر على تأدية المهمة . عرف من الشبان أن زوج المراة النفساء خارج البلاد في مهمة، وأن الزوجة تعلقت به رغم معارضة الأهل ، وهي وحيدة في هذا المخيم. يلقى المساعدة من شبان آخرين، ويصل بيت القابلة، ليتبلغ انها خرجت من بيتها الذي هدمته الطائرات . لكن امرأة في بيت مجاور تسمع بالحكاية ، سألت: هي "الصفدية؟"، طلبت الانتظار .. يحاول الشاب المسلح منعها فلا تعيره الاهتمام . دخلت وأحضرت صندوقا خشبيا عليه صور اطفال يمرحون.
أحجية وجد الشاب المسلح المرافق نفسه حيالها : "يا حاجة ان جهنم الحمراء تشتعل في الخارج، وهذا الولد شغلني بسيدة تلد، وأنت الآن تأتين بلعب أطفال؟!" لم ترد السيدة .
"سار الثلاثة من ركام الى بيت الى تمترس خلف حجارة وصوت القذائف والانفجارات وهدير طائرات يصم الآذان. وصلوا البيت الذي كان مفتوح الباب . وقف الشاب المسلح على الباب .."
لم تمض سوى دقائق حتى خرج زياد ممسكا بكتلة مطاطية ضخمة ... مسبح مطاطي... "ان تنفخه كبيرا جدا ويلزمه نفَسٌ قوي!" نفخ المسبح مديرا ظهره للشارع، خجل أن يشاهَد، والشبان منخرطون في الجهد العسكري، بينما هو ينفخ في بالون كبير! بعد ذلك، انشغل الجميعفي تجميع مدخرات الماء من بيوت الجيران وتم تسخين الماء في المسبح الصناعي كي تجلس فيه النفساء ويسهل نزول الوليد. وسيلة تعلمتها السيدة من كنة لها أوروبية ، استهجنت الحماة في حينه فعلة الكنة الأوروبية . جهود متضافرة حثيثة بذلت لإنقا ذ حياة امراة ووليدها في وقت يصرع فيه الناس بالجملة !! خرج الى الحياة طفل لأسرة فدائيين. تحفل إبداعات ناجي الناجي بأمثال هذه المفارقة.
وبحر الدم الثالث علق بوجدانه ، إذ امتصه مع حليب الرضاعة:
بالطريق في رحلة التقصي الى يافا صمم صاحبنا على المرور على قرية العباسية سابقا. وسأل ماذا حدث بها؟ اجاب السائق: "اقيم على معظمها مطار بن غوريون والباقي أحياء يهودية ، أعتقد لم يعد هناك معلم للقرية.. لن نتأخر ، إن شك أحد بنا سيطلبون الشرطة على الفور ". بالقرية يبدي الراوي خبرة بحارات القرية ومعالمها. "... حدق بي سهيل في مرأة السيارة ، هتفت: "ها هي المئذنة، قف، قف."
"ترجلنا متجهين نحو جامع القرية المكون من بناء حجري مهجور ، وضع على واجهته لا فته من حجر أبيض حديث كتب عليه بالعبرية، سالت سهيل : ما المكتوب؟ ‘هذا المبنى كنيس يهودي’" مكتوب تحت الحجر جامع قرية العباسية 1363 هجريا.
سألْتُ سلمى المرافقة : كم يوافق؟ فقالت: 1944
" خلف هذه المباني المعلم العربي الثاني بالقرية قبة تعتلي مقام النبي هود ، هيا بنا هناك..
"أوقفني سهيل: لن نستطيع ، لا بد ان نغادر ، إن شعروا بشيء سيبلغون الشرطة !
ترددت : على الأقل سنمر نراه من السيارة!
"حسنا... رنوت الى البيت العربي ، اعلم تمام العلم ما حدث خلفه في بيارة البرتقال، وأمام المقام"!
يرجع بنا في التاريخ _ "العباسية ، السبت 13 كانون أول 1947، موسم قطف البرتقال وتصديره الى أوروبا. يشرف على العمال الطفل أنيس ابن زياد صاحب البيارة ، علاقته وثيقة مع خاله ، الشاب يونس.. يأخذه الى البحر الذي يحبه كثيرا.. أثناء نقل البرتقال شاهد العمال " سيارتين كبيرتين تحملان جنودا يرتدون الزي العسكري البريطاني، كانت الأولى مكشوفة والثانية تقف خلفها مباشرة وبعض الجنود يحاولون إصلاحها ، وعلى حين غرة صاح رجل من أهل القرية: يزرعون لغما ، حي على القتاأأأل.. في ثوان معدودات تحلق الجنود الذين اقترب عددهم من العشرين حول السيارتين وأخرجوا مدافع رشاشة ، كما تجمع رجال القرية ببنادق عادية وبدأ الاشتباك. تراجع المعتدون، وجدت آثار دماء في موقعهم؛ لم يكونوا جنودا إنجليز،عرفهم أهل العباسية عناصر من عصابة الأرغون الإرهابية.
شأن كل مواجهة مع جيش العدوان، يتضح انعدام التكافؤ في الحرب وانهيار المقاومة العربية بوجه الهجمات المتكررة بأسلحة لا يحوز المقاومون مثيلا لها . قاتل الفلسطينيون على شكل فزعات عشوائية محلية، تتجمع بصورة عفوية ارتجالية..تنازل جيشا منظما ومدربا يقوده ضباط عسكريون وهيئة أركان تخطط الهجمات لعموم فلسطين..
.... أخذت تتزايد المناوشات " وصلت العديد من الأخبار عن الفظائع التي ارتكبتها العصابات في أكثر من قرية وبلدة، فحصّن الرجال قريتهم وبنوا[حفروا] حولها خندقاعمقه متران وعرضه ثلاثة أمتار، وأدوا تدريبات كبيرة مشكلين حلقات متناوبة حول حدود القرية..
" في الخامس من كانون ثاني أفاق أهالي القرية على سيل من نيران مدافع ‘ الموتر’ التي لم يروها من قبل. كانت النيران تطلق من بعيد وتهبط مدوية ومتسببة بحرائق سريعة في البيوت والبيارات.... ثم دبابات ضخمة". بدأوا بإخراج الكهول والنساء والأطفال وإيصالهم الى اقرب نقطة آمنة... في الخامس من أيار احكم الصهاينة تطويق المنطقة الممتدة من راس العين في الشمال الى قولة في الشرق ، ومن بيت نبالا الى الرملة واللد جنوبا، وامست العباسية محاصرة من جميع الاتجاهات... علم الأهالي بانهيار المقاومة في يافا القريبة وما حدث في دير ياسين واللجون وحيفا وصفد... وقعت النكبة وسار زياد وام أنيس وابناؤهما حتى رام الله محملين ببقج تحوي ما تبقى معهم من البلاد... .لم يعد انيس يرى خاله يونس. .. بحر دم أغرق يونس!
***
أول رحلة تقصي كانت الى مخيم جنين ، اسطورة المقاومة لعمليات اجتياح جيش الاحتلال مناطق السلطة الفلسطينية عام 2002، وشطب اوسلو. شطب من جانبهم ، وبقينا نتمسك بنصيبنا من وهم . تشاطر الراوي،يموه على الزوجة والمهنئين الذينتقاطروا للسلام عليه، وعد بأن يعود مع تجهيز طعام الغداء. " ... لا يستطيع المرء التنبؤ وتقدير وقت الرحلة عبر خرائط ‘غوغل’". .. ربما يغلق حاجز وينقطع السفر.
انطلقت بهم السيارة، وفي الطريق تلة على يمين الطريق ،"عيون الحرامية" الموقع الذي منه "اقتص الشاب العشريني ، ثائر حماد ، من ... "إذلال الكهول والنساء والأطفال خلال تنقلهم من قراهم ، سلواد ويبرود وسنجل وعين سينا ". حكم بالسجن المؤبد أحد عشر مرة، بعدد الجنود الذين صرعهم ببندقية من عهد الحرب العالمية. على اليمين واليسار "أسماء قرى حفرت في الذاكرة لبطولات .... لو كان للأمريكانى عُشرها لصنعوا منها آلاف الشرائط السينمائية الهوليوودية".
بالمخيم كانت تنتظرلجنة المخيم.."إخواني ...أنأ لست سويسريا، وإنما فلسطيني مثلكم ، اعرف جيدا كافة معلومات المخيم ..." . كالمألوف، هناك مآثر يسهو عنها الإعلام وتحفل بها إبداعات أدب التقصي. مبادرات البشر المشتبكين في نزال غير متكافئ:
- امام عناد المقاومين حضر شارون وشاؤول موفاز وزير الحرب وضباط آخرون؛ وقفوا على مرتفع وقرروا "ما لا يفعله سوى الطغاة... هدم المخيم على من به... القرار كان إنهاء المخيم بأي شكل ". مجزرة استشهد خلالها مقاتلون وغير مسلحين... سُوّيَ اربعمائة وخمسة وخمسون منزلا بالأرض، وثمانمائة منزل بشكل جزئي وشرد سكانها.
- على ناصية زقاق راقب أحد المقاومين ، وفي الوقت نفسه، مراسل فضائية اجنبية، "بيت ام مروان، التي كانت وحدها كتيبة إمداد للمقاتلين. كانت وباقي النسوة يطهين الطعام ويخبزن ويوزعن الماء على المقاتلين...قذيفة من طائرة اباتشي تدك الدار على راسها ، وعندما هرعت سيارات الإسعاف لنجدتها قوبلت بوابل من الرصاص، بقيت تنزف حتى استشهدت على إناء العجين!!"
- أبو جندل، قائد المقاومة، حاول رفاقه إخراجه من المخيم، فقد بات مستهدفا من الغزاة. "رفض بحسم ترْك المعركة... خرج من غرفة العمليات للالتفاف على عدد من الجنود، متقدما كان ابو جندل والشاب خلفه حين سمعا صوت رصاص، كتب وصيته لابنه ووضعها في جيبه حينما خرج ، ثم أطلق قناص النار عليه ، ركض واصلوا إطلاق النار عليه ، حاصره ستة جنود، أصيب، سحبوا من يديه ‘الكلاشينكوف’، وهو مضرج بالدماء. حدق به جندي وصاح : هو هو ، ثم اخرج هاتفه مصورا إياه. بعد دقيقة كان الخبر الذي جاء الجنود لتأكيد هويته، كادوا يرقصون فرحا ليقينهم بجسارته القتالية ومكانته المعنوية بين رجاله...".
- في مقبرة الشهداء ، صبي يمسك دورقا يسقي زرع القبور: " هل تعلم لماذا تختلف أشكال شواهد القبور ؟....هذه المجموعة لمن استشهدوا خلال معركة المخيم ، وأما تلك لمن استشهد بعدها بظروف فردية ... من يرقدون في هذه القبور الأن هم من كانوا يسقون زرع قبور من يرقدون في الجهة الأخرى قبل استشهادهم... حدق الشاب بي مجددا ، ثم تركني ليكمل سقي ذلك الزرع".
... في العام 1990 تحط الترحالات بزياد في تونس، بلد الياسمين...." كانت ارواح التوانسة تنفض الغبار عن ارواح ثوار احتفظوا بالبنادق وفقدوا أرض المعركة... أمست بلاد الياسمين حاضنة لثورة لم تكتمل وجروح لم تندمل . قدم التوانسة الأمل وعلامة النصر ، وشاطروا الفلسطينيين الدماء عندما لاحقتهم ثماني طائرات من سلاح الجو الصهيوني في ’حمام الشط‘ ، ,أجهزت على ثمانية وستين شهيد اوأكثر من مائة جريح من فلسطينيين وتونسيين، ليعود الفلسطينيون الى عاداتهم بزيارة مقابر الشهداء صباح كل عيد حتى على بعد آلاف الكيلومترات من البلاد". للمرة الخامسة يشهد زيادفيحياته بحر دماء!.
وكان لابد من شمول الخليل بزيارة التقصي... يرجع الحاج أمين مشاكل الخليل مع الاستيطان الى وزير الحرب الراحل ، موشيه دايان، يستغل الاستيطان لمصادرة الأرض . تحدث عن بحر الدم الساد س يطلع عليه الراوي، مستوطن أميركي قتل المصلين..." أمريكي ، وأبوه وأمه أمريكيان ، ومولود بأميركا، جاء هنا وانضم الى المدارس الخاصة بالمتدينين ، ماذا فعل؟ دخل على المصلين في رمضان وقتل تسعة وعشرين مصليا وأصاب مائة مصل ، هل تعلم ماذا كان العقاب؟!! أكيد تعلم من الكتب ، اقاموا له نصبا تذكاريا ... قسموا الحرم... ,اصبحت شرطتهم هي المسئولة بالكامل عن الحرم". وفي الانتفاضة الثانية "أكملوا ما يريدونه ، جعلوا وسط الخليل مدينة أشباح ، اغلقوا الطرق الرئيسية وأقاموا فصلا بي الفلسطينيين واليهود في كل شيء، اماكن السير واماكن التبضع وكل شيء، أغلقوا محال وحوانيت المدينة"
...............................
*طبعة اولى- القاهرة2020 عن دار ابن رشد وكلاء وناشرون



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانعتاق من استرقاق الأبارتهايد، او كارثة التهجير الجماعي!
- قوة ضاربة للفاشية
- في غياب الحاضنة العربية للمقاومة الفلسطينية
- هل بالإمكان تفكيك السلسة الشيطانية ؟-6
- اليس بالإمكان أبدع مما كان ؟-5
- أليس بالإمكان أبدع مما كان ؟-4
- اليس بالإمكان أبدع مما كان؟_3
- أليس بالإمكان أبدع مما كان ؟-2
- أليس بالإمكان أبدع مما كان ؟-!
- كيف الخروج من المتاهة
- ما نطلع من بلدنا وفينا روح ..قال الشيخ للضابط
- تفجيرات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر-4
- تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول بعد عشرين عاما(3من4)
- تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر بعد عشرين عاما(2من4)
- تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر / أيلول (1من 4)
- بناء الثقة في زمن التقويض
- الثورة والثورة المضادة في أفغانستان
- ثماني نقاط مفصلية حول هزيمة الولايات المتحدة في افغانستان
- الجذور الاجتماعية التاريخية لأزمة اليسار
- الثقافة والهوية( 3من3)


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد مضيه - سماء وسبعة بحور..رواية ناجي الناجي -1من3