أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 16














المزيد.....

جسر اللَّوْز 16


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


عندما قُتلت إيمان وخُطف ولدها من طليقها الأول لم يكن قد مضى أكثر من شهرين على طلاقها الثاني من "أبو أيمن"، الذي كسب ـ بحكم علاقاته الجيدة مع المسؤولين ـ معركة الطلاق بجدارة عائداً مع طفله إلى منزله الأول، حظيرته الرئيسية. ضبطها في منزلهما المشترك تمارس الحب العاري فوق سريرهما مع إحدى ممرضات المستوصف حيث تعمل. لم يُصدم بما رأته عيناه، بل رأى في الأمر حاصل تحصيل لحياة إيمان.
وأنا أيضاً لم أتفاجئ بالخبر ولا بترجمة ميولها الجنسية المطمورة في صدرها. ثم أن علاقتها بصديقتها الممرضة نوال لم تكن نزوة عابرة أو مجرد غيمة داكنة ستمطر بشدة وتشرق الشمس من بعدها، بل كانت علاقة حب وعذاب واشتهاء متبادل.
بعد أن اكتشف أبو أيمن علاقتها السرية قرر هجرها وفعل ذلك لعدة أسابيع. كتبت إيمان: لدي أمل كبير بعودة علاقتي بعمّار إلى نقائها الأول لأنه سندي بهذه الحياة التعيسة. وبالوقت نفسه لدي نزوع أو أمل من نوع آخر بترك هذا الزوج الممل، ذو المسار الواحد والولوج إلى نفق معتم لا نهاية له. ولأكون صريحة معك أرغب بالعودة إلى زوجي الأول ماهر رغم قساوته وبداوته. ثمة حنين لا يكل للحظات عشتها معه وخاصة قبل الزواج. وكان هناك حب وأمل بحياة سعيدة، لم نحظ بها كلانا. على النقيض من ذلك أرى نفسي سعيدة بتخلصي من ذلك الكابوس، كابوس الرعب عندما كان يضربني وكابوس الشفقة عندما كان يبكي.
علاقتي مع "أبو أيمن" أخذت شكلاً روتينياً يوماً بعد يوم. لا أرى فيه الآن إلا ذلك الفلاح السلبي الذي لا يعرف اللون الرمادي. صحيح أننا نقضي أوقاتاً سعيدة أحياناً، لكن على حساب أعصابي فقط. لا أرى في نفسي إلا تلك المرأة العارية الجالسة على سرير عريض، ولحاف أحمر يغطيها وبين يديها كتاب ألف ليلة وليلة. أقسمت له أنني سأقطع علاقتي مع نوال، لكنه لم يصدقني وقال ببرودة: من الواضح أن عشيقتك تحبك حتى العظم. ثم أضاف: لعلنا تسرعنا بالزواج، دعينا نلتقي كأصدقاء وحسب.
أعيش صراعاً مراً لا يُحل بكلمة أو كتابة قصة. هل تصدق يا أحمد بأنني مذ عدت إلى سوريا لم أكتب قصة قصيرة ولا خاطرة صغيرة. بالمناسبة كأنك لم تقرأ كتابي! لم تحدثني عنه أبداً. هل ما زال لديك؟ قل لي بصدق، هل قرأته؟
في الحقيقة لا أحب ماهر ولا عمّار. أتراني أحب نوال فعلاً!؟
كنت مستعدة للمغامرة معها والسفر خارج البلاد، خاصة وأنها عازبة، وعرضت عليّ أن نصطحب طفليّ معنا، لكنها كانت مترددة، أمها مريضة بحاجة لعناية يومية وهي من يعتني بها. رغم ظروفها العائلية القاسية لديها كم هائل من الحب تجاهي، حب أشبه بالتعلق، أحياناً يزعجني.
بعد أيام أو أشهر سأكون أكثر استقراراً، سيأخذني العمل وهموم الأسرة وما تبقى لدي من حب للرجال إلى مكان أفضل كما أتمنى. سأنهي علاقتي بحبيبتي نوال، سيكون عذاباً حقيقياً لجسدينا. قلت لها: إن حدث واقترب عمّار من جسدي سأغمض عيناي وأتخيلك معي إلى أن ينقضي الأمر.
كنت أظن بلقائي بعمّار أنني وجدت نصفي الآخر وخلص همي، لكن نصفي تفتت أنصافاً، سأخطو باتجاهه من جديد، سأعتذر منه وأكون مخلصة وصادقة، وإن لم تستقر نفسيتي سأتركه. أتمنى ألا يكرهني مع الأيام. هو لا يخطو باتجاهي، هنيئاً له فعلاً. لست نادمة على شيء أكثر من هذا الزواج الذي وضعني في المرتبة الثانية، سأحاول التأقلم رغم ذلك، أعد نفسي وأعدك. أحمد، لا تزعل من هذياناتي أحتاج ذلك لأتوازن من جديد.
يتبع



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 15
- جسر اللَّوْز 14
- جسر اللَّوْز 13
- جسر اللَّوْز 12
- جسر اللَّوْز 11
- جسر اللَّوْز 10
- جسر اللَّوْز 9
- جسر اللَّوْز 8
- جسر اللَّوْز 7
- جسر اللَّوْز 6
- جسر اللَّوْز 5
- جسر اللَّوْز 4
- جسر اللَّوْز 3
- جسر اللَّوْز 2
- جسر اللَّوْز ـ 1
- جاري الوزير
- رسالة إلى أم إسحاق
- إيميل إلى مارتا 3
- إيميل إلى مارتا 2
- إيميل إلى مارتا 1


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 16