أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - ثورة السودان ودروسها الثمينة














المزيد.....


ثورة السودان ودروسها الثمينة


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في ليلة 25 اكتوبر 2021 انقلبت الطغمة العسكرية على السلطة الانتقالية بالسودان واعتقلت ريس الحكومة وقيادات من قوى الحرية والتغيير. ياتي هذا الانقلاب كتتويج لعدة محاولات انقلابية وعدة مناورات لشق صف القوى المدنية التي انخرطت في الثورة منذ دجنبر 2018. لقد تسلم عبد الفتاح البرهان الضوء الاخضر للتقلاب من ادارة بايدن وانظمة الجوار بما فيه مباركة الكيان الصهيوني الذي ربطتته بالطغمة العسكرية علاقات سرية وعلنية.
مثل أخيل كان للثورة السودانية نقطة ضعفها القاتلة وهي قبول وجود الطغمة العسكرية ممثلة في البرهان وحميدتي ضمن مكونات السلطة الانتقالية. هذا الوجود يعني ان النظام القديم نظام البشير ضمن لنفسه مكانة تحت شمس السيرورة الثورية مكانة تعطيه الفرصة للانقضاض على الثورة كلما سنحت الظروف وها هي تجمعت الشروط الداخلية والخارجية لسقوط القناع عن هذه الطغمة المجرمة.

في واقع الأمر أكدت الثورة السودانية أحد الدروس المستقاة من تجارب سابقة وفي عدة بلدان وهي ان الجيش هو العمود الفقري للدولة وللنظام المراد الثورة عليه والاطاحة به. فما لم يتصدع الجيش وتخترقه تناقضات اللحظة الثورية فان خطر اغراق الثورة في الدم واستعادة النظام لسلطته تبقى مسالة وقت ليس الا. فجميع الثورات التي استطاعت استبدال نظام باخر نقيضا له تمكنت من حل معضلة المؤسسة العسكرية واستطاعت ان تشقها الى طرفين واحد في صف الثورة والاخر معاد لها. وفي الغالب حصل ذلك لما تكون تلك الانظمة منخرطة في حرب خارجية او تواجه حرب اهلية. في السودان استطاع الجيش ان ينزع فتيل الحرب الاهلية وفي عدة جبهات التي بقيت قواتها وميليشياتها على الحياد تراقب من بعيد وتحاول تجميع انفاسها لعقد اتفاقات ومعاهدات سلام كما فعلت بعض الفضائل في السنتين الاخيرتين. هكذا حافظ الجيش السوداني على لجمته بل ادمج في حاضنته ميليشيات الجنجويد الارهابية والمجرمة واصبح حميدتي عضو في السلطة الانتقالية يشارك في استصدار قوانين تحميه من المحاكمة على الجرائم ضد الانسانية التي اقترفها مع مرتزقته وكان يدفع نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وادارة ترامب بحتا عن الحماية.

إن الثورة السودانية ستبقى رهينة الانقلابات ما لم تجد الحل السديد في التعامل مع المؤسسة العسكرية من اجل تفكيكها واعادة تشكيلها على اسس تخدم مصالح الثورة وتحميها باخلاص وبعقيدة جديدة لا تمت بصلة الى الدولة الرجعية المطاح بنظامها.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لنضال المناسبات لا للنضال النخبوي
- نهاية معارضة مزيفة
- أفريقيا منطقة ساخنة في إطار الحرب الباردة
- في معركة القيم والمعايير
- بلاد شنقيط وبلاد مراكش
- الانتخابات وموجة العنف الرجعي
- قيادات يسارية تستحق المحاسبة
- البيجيدي بعد أن قضى المخزن به حاجته
- القاسم الانتخابي مناورة مخزنية قسمت اليسار الانتخابي
- لفت انتباه وتسجيل موقف
- في ذكرى 100 سنة على معركة انوال
- ماذا تخفي نسبة 51.25% لمناديب العمال الغير منتمين نقابيا
- كريدو “عدم هدر الزمن السياسي”
- فلتتوجه الارادات لمعالجة الاسباب لا النتائج
- عودة الى مفهوم اليسار الجديد
- ما تخفيه اطروحة الاشتراكية المطبقة
- هذا ليس إلا قمة جبل الجليد
- أي لبن رضعه المخزن في الآونة الاخيرة؟
- الانتخابات المهنية والوحدة النقابية
- مفتاح النموذج التنموي في يد الحكم الفردي المطلق


المزيد.....




- بعد مشادة البيت الأبيض.. أمريكا توقف المساعدات العسكرية لأوك ...
- فوضى رصدتها الكاميرا.. شاهد مصير شخص هدد روّاد مطعم بسكين بي ...
- محمد علي الحسيني يُجيب على سؤال -هل أنت عضو في الماسونية؟-.. ...
- كرنفال كولونيا الألمانية.. ألوان وورود وسخرية لاذعة من ترامب ...
- الخطة المصرية لغزة: رؤية سياسية لمواجهة مقترح ترامب ولا مكان ...
- القادة العرب الواصلون والغائبون عن القمة العربية في القاهرة ...
- من موسكو إلى برلين حتى باريس!
- الإعلام العبري: إسرائيل تحذر واشنطن من دور تركيا في سوريا
- زيلينسكي يعين أقوى منافسيه في منصب جديد
- ?خطاب ترامب أمام الكونغرس.. ما نعرفه والمتوقع


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - ثورة السودان ودروسها الثمينة