ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 7070 - 2021 / 11 / 7 - 20:52
المحور:
القضية الفلسطينية
ما أن أعلن نفتالي بينت رئيس وزراء الكيان الصهيوني العنصري إن إسرائيل لن تسمح بفتح القنصلية الأمريكية في القدس حتى توالت التصريحات والتنديدات الرسمية الفلسطينية، فحسين الشيخ وزير الشؤون المدنية يقول في تغريدة له على توتير صباح اليوم الأحد" إن إسرائيل تتحدى من جديد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أعلنت أكثر من مرة عن قرارها بفتح القنصلية شرق القدس" ونبيل أبو ردينة مستشار الرئيس يقول حول الموضوع" إن هذا التحدي الإسرائيلي للإدارة الأميركية وللمجتمع الدولي وللشرعية الدولية يؤكد مرة أخرى أنها أصبحت سلطة معزولة عن مجرى التاريخ".
وزارة الخارجية الفلسطينية اعتبرت أنّ تصريحات بينيت ولابيد بشأن الاستيطان وإعادة فتح القنصلية " تحد سافر لقرارات وسياسة الإدارة الأمريكية التي تعلن مرارًا وتكرارًا أنها ترفض الاستيطان وجميع الإجراءات أحادية الجانب".
من الملاحظ ان كل هذه التصريحات تستعمل نفس المفردة او التوصيف للموقف الإسرائيلي بأنه تحد للإدارة الأمريكية، وفي حقيقة الأمر ان إسرائيل لا تتحدى ولا يمكنها أن تتحدى الإدارة الامريكية بل هي تتخذ قرارات وتنفذ سياسات تأخذ موافقات ضمنية أو سرية مسبقة عليها من الإدارة الامريكية.
الحديث عن التحدي الإسرائيلي لأمريكا محاولة لتحميل كل المسؤولية على إسرائيل وتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع أمريكا حتى لا تقطع شعرة معاوية معها وتبقي الباب مفتوحا للعودة للتسوية السياسية التي لا يمكنها أن تكون دون موافقة أمريكا وحضورها.
لو كانت إدارة بايدن تريد بالفعل فتح القنصلية فلن تأخذ إذن من إسرائيل، ومع تلمسنا للموقف الصعب الذي تواجهه القيادة الفلسطينية والفلسطينيون بشكل عام إلا انه من السذاجة العودة للمزاعم القديمة التي كان الزعماء العرب يتذرعون بها لتبرير علاقاتهم مع أمريكا والتي مفادها أن إسرائيل واللوبي الصهيوني يتحكمون بالإدارة الامريكية وأن أمريكا صديقة للعرب والمسلمين ولكنها مغلوبة على أمرها.
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟