أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - تأملات في دفاتر مهجورة















المزيد.....

تأملات في دفاتر مهجورة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7070 - 2021 / 11 / 7 - 10:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ول ديورانت في موسوعته الجليلة (( قصة الحضارة )) يفاجئك وهو يقص تاريخ الأمبراطورية الرومانية .. بأنه لا جديد تحت الشمس وأن الأحداث تتكرر كما لو كانت معادلات كيميائية ..عندما تتم في أى زمن تعطي نفس النتائج .
دراسة التاريخ .. تحرمك من لذة الدهشة بما يحدث في الحاضر .. فكل ما يدور حولك الان و يحيرك .. جرى مثيل له في يوم ما و مكان ما .
بمعني عندما تصبح الظروف الموضوعية لزمان و مكان ما مشابهة للظروف في زمكان أخر .. فإنها في كل من الحالتين تفرزتقريبا نفس النظام وتعطي بشكل أو اخر نتائج متقاربة .
الباب التاسع و العشرين (( إنهيار الإمبراطورية )) (( 193 – 305 م ))..
((في أول يوم من شهر يناير 193 إجتمع مجلس الشيوخ ( الروماني ) بعد ساعات قليلة من إغتيال ( كمودس ) و إختار للجلوس علي عرش الإمبراطورية (برتناكس) ..عضوا من أعضائه و أجدرهم بالإحترام... )).
هذه هي ثمار الديموقراطية وصول الأجدر و الأفضل إلي مناصب القيادة .
((.. سلك سلوك الرجل العادى فكان يستمع إلي محاضرات الفلاسفة و يشجع الأداب و قد ملأ خزائن الدولة بالمال..و خفض الضرائب و باع بالمزاد كل ما ملأ به (كمودس) القصر الإمبراطورى من ذهب و فضة و أقمشة مطرزة و حرير و جوار حسان )) ... (( و الحق أنه فعل كل ما يجب علي العاهل الصالح أن يفعله )) .
و لكن
(( المعاتيق الذين فقدوا بفضل سياسته الإقتصادية ما كان يعود عليهم من نفع مع الحرس البريتورى الذى ساءه عودة النظام ..( لم يعجبهم الوضع ) .. فقام في 18 مارس ثلاثمائة من الجنود بكسر أبواب القصر و قتلوه و حملوا راسه إلي المعسكر علي طرف رمح .. .. ليحزن عليه الشعب و مجلس الشيوخ )).
و هكذا نتعلم أو ( لا نتعلم ) أن أعداء الحكم الرشيد الذين ينتفعون بالفوضي و بالفساد .. يستطيعون تحريك من يحملون السلاح لتحقيق أهدافهم والحصول علي فوائد شخصية .. و قد نجد في الأحداث السودانية الأخيرة تطبيقا لهذه النظرة .
(( أعلن قواد الحرس .. أنهم سيضعون التاج علي رأس الروماني الذى يمنحهم أكبر عطاء)).
بمعني طرح المنصب لمزايدة بين الطامعين تجرى لصالح فائدة المنقلبون .. وتنافس الراغبون في عرض الأموال علي الضباط و الجنود و إنتهت بتنصيب ( جليانس ) بعد أن ((وعد كل جندى ب 6250 دراخمة))
هل إنتهي الأمر هكذا ..جيش ينقلب علي إمبراطوره و يقتله .. و يبيع المنصب بالمزاد !!.. و الشعب و مجلس شيوخه ساكن .. لا فقد جاء تمرد القادة خارج روما شديدا
سيتميوس قائد جيوش ( بنونيا ) و كانت فيالقة (( قد غضبت لحرمانها من العطاء .. )) ... ((تفوق علي جميع القواد بفضل جرأته و سرعته و ما قدمة من رشا .. و قطع علي نفسه عهدا أن يهب كل جندى 12000 دراخمة)).. و هكذا سكنت باقي القوات ..و قاد جنودة المسلحين لروما .
(( .... و خالف جميع السوابق بدخولة العاصمة ومعه جنودة بكامل سلاحهم ..و عثر علي جليانس يبكي في قصرة من هول تلك الحوادث فأخذة إلي الحمام و قطع رأسه 2 يونيو 193 ))
سيتميوس ..قائد جيوش بنونيا ..الذى طمع في نيل العرش بالقوة
..... (( ذهب إلي ( مجلس الشيوخ ) و حولة ستمائة من رجال الحرس وأقنعهم بأن يؤيدوه في إرتقاء العرش ..)).
مسرحية دائمة الحدوث في كل العصور في البلاد التي تدين بالحكم المطلق .. العسكر ينقلبون علي الملوك و الرؤساء .. و يقطعون رؤوسهم .. و يرشون الجنود ببعض الإمتيازات ثم يسخرون مجلس الشيوخ لتحقيق أهدافهم بالقوة.وبث الخوف . و كما هو معتاد .. يقوم المنقلبون بالتخلص من حلفائهم
..(( فلما تم له هذا أعدم العشرات من أعضائه ( المجلس ) وصادر كثير من ضياع الأشراف حتي ألت إلية أملاك نصف (شبه )الجزيرة .. ثم ملأ الأماكن التي خلت في مجلس الشيوخ بأعضاء إختارهم بنفسه)).
نفس ما فعله سليم الأول و هتلر و ستالين .. و عبد الناصر .. و يجرى حتي اليوم ( كأمر طبيعي ) من الزعماء الملهمين
.. ((و أخذ رجال القانون في ذلك العصر ...... يجمعون الحجج التي يؤيدون بها السلطة المطلقة)).
والله كتر خيرهم .. هكذا تحول الحكم الديموقراطي الذى يختار الأفضل إلي ديكتاتورية عسكرية تختار الأقوى والذى يستطيع رشوة المسلحين وما يتبع ذلك من تغييرات
(( و أغفل سيتميوس شأن المجلس إلا حين يبعث له بأوامره)) .... و(( بسط سلطانه الكامل علي أموال الدولة علي إختلاف مصادرها و أقام حكمه علي تأييد الجيش دون خفاء .. و حول الزعامة إلي ملكية عسكرية وراثية .. و زاد عدد رجال الجيش و رفع رواتب الجند و عمد إلي الإسراف في أموال الدولة حتي كاد أن ينضب معينها )).
أقسم بكل غال و رخيص أن هذه المقتطفات .. إقتطعتها من كتاب ول ديورانت صفحات ( 321 , 322 و 323) ولم أغير فيها أى كلمة ..
و إن كانت تتوافق بشكل أو أخر مع أحداث الماضي القريب فذلك لكونها تقص عن خصائص الحكم المطلق في أى زمان و مكان .. و تصف الطريق المنحدر السهل المؤدى للإنهيار
نعم كنت أعرف بيقين من (عاش الاحداث ) أنه عندما يحكم الضابط يعتمد في الاساس علي تأمين رجال الجيش بالعطايا و المنح و الإمتيازات ( حدث هذا مع كل سلاطين المماليك و بني عثمان) و تكوين أجهزة أمنية شديدة القسوة ،شديدة الارهاب ،متوغلة في كل نواحي الحياة ..( حدث مع عبد الناصر و من ماثله و من تلاه ) .. لتضمن له الحفاظ علي ألا يردد الدهماء و السوقة إلا نغمة واحدة (( بالروح بالدم نفديك يا فلان ))..
ولكنني لم أكن أعرف أن بداية التدهور و الإنحطاط لأمة ( مثل الرومان أو الأمويين و العباسيين ) قد حدث .. عندما تدخلت قواتها المسلحة في الحكم .. تعيد توزيع الثروة لصالح أفرادها .. و تجعل من برلمانها أضحوكة و لعبه تحقق بها قانونية إستمرار التواجد ..و تصبح الديموقراطية و الحكم الرشيد لديها كلمة يعاثب من ينطقها ..و أبغض الحلال .
نكمل حديث ديورانت .. في الفصل المعنون ب(( التدهور الإقتصادى )) ذكر
(( لقد عجلت الفوضي السياسية تدهور الأمبراطورية الإقتصادى .. كما عجل التدهور الإقتصادى إنحلال البلاد السياسي .. فكان كلاهما سببا للأخر و نتيجة له )) .
إنه مثال محلول .. تم تطبيقة بواسطة ( بول كنيدى ) في كتابه ((صعود و سقوط القوى العظمي ))..علي كل الإمبراطوريات الزائلة ( خلال الخمسائة سنة الماضية ).. و كان صحيحا حتي مع الأقطار الأصغر .. و المستوى الفردى
فلنتابع الدرس عن خطوات التدهور الإقتصادى التي حدثت بالأمس و أدت للإنهيار ..
أولا .. (( .... وكان يقلل من إنتاج الحبوب ( في روما ) منافسة الحبوب الرخيصة الواردة من صقلية و إفريقية و مصر .. كما أن أنواع الكروم العظيمة أخذت تفقد أسواقها التي إستولي عليها كروم الأقاليم .. و شرع الفلاحون يشكون من أن الضرائب الفادحة تستنفذ مكاسبهم المزعزعة و لا تترك لهم من المال ما يحفظون به قنوات الرى و الصرف صالحة ... )).
بتعبيرات عصرية.. إن إرتفاع قيمة المنتجات الزراعية المحلية .. بسبب الضرائب المبالغ فيها .. يزيد من طاقة الإستيراد للمواد المثيلة الرخيصة .. و يهدد الزراعة الوطنية بالبوار.. كما يحدث الأن في بلدنا حيث نستورد معظم طعامنا ( قمح، ذرة، فول، سكر و زيت ).. و يهجر الفلاحون مهنة الأجداد .
ثانيا .. (( و يضاف إلى هذا أن مساحات واسعة من الأرض الخصبة قد حولت من الزراعة إلى مساكن للأثرياء أصحاب الضياع الواسعة ... وكان أصحاب هذه الضياع البعيدون عنها يستغلون العمال والأرض إلى أقصى حدود الاستغلال)) ...
بمعني تجريف الأرض .. و البناء عليها .. و إهمالها ..مع إستغلال العاملين عليها ..
ثالثا .. (( وازدهرت العمائر الفخمة والألعاب الرياضية في المدائن في الوقت الذي أفقر فيه الريف، ومن أجل ذلك هجر كثيرون من ملاك الأراضي وعمال الريف المزارع إلى المدن ))....
بكلمات أخرى .. رغم إفقار مصادر الغذاء و الثروة و هروب الفلاحين من الأرض .. إلا أن أعمال البناء الفاخر تزدهر في المدن الجديدة و العلمين و يسكنها الأغنياء الجدد في حصون محصنة يعيشون في رفاهية ممرضة
رابعا .. (( وتأثرت الصناعة بكساد التجارة ونقصت تجارة المصادر الإيطالية حيث انتقلت الولايات من عميلات لإيطاليا إلى منافسات لها، وجعلت الغارات والقرصنة الطرق التجارية غير مأمونة))،
أى أنه عندما تتدهور الصناعات المحلية و يقل التصدير .. لصالح المستورد الذى و يحل مكانها .. يحدث الكساد فإذا أضفنا لذلك عدم إستتباب الأمن ..فإن تبادل السلع يصبح غير مأمون
خامسا .. ((وكان إنخفاض قيمة العملة وتقلب الأثمان من العوامل غير المشجعة للمشروعات طويلة الأجل)) في نفس الوقت ((أصدرت دور الصك الحكومية كميات لم يسبق لها مثيل من العملة الرخيصة ))...
كانت العملة تقدر قيمتها بما تحتوية من الذهب أو الفضة .. ثم بالتدريج خفض المسئولين نسبتهما .. حتي أضحت لا تزيد عن 10% لذلك سميت عملة رخيصة .. و هذا يشبه ما يحدث اليوم من طبع أوراق النقد بدون رصيد عمل إجتماعي فتنخفض قيمتها.
و مع تدهور قيمة العملة و إفتقاد الأمن .. يصبح المكان غير مشجع للإستثمارات المحلية أو الخارجية .
سادسا .. ((وأخذت الأثمان ترتفع ارتفاعاَ سريعا، فزادت في فلسطين إلى ألف في المائة من القرن الأول إلى القرن السادس، وفي مصر لم يعد في مقدور الحكومة وقف تيار التضخم حتى صار مكيال القمح الذي كان يباع بثمان درخمات في القرن الأول، يباع بمائة وعشرين ألف دراخمة في القرن الثالث)) .
كارثة تشبه ما حدث لقيمة البضائع في بلدنا خلال عشر سنوات فقط من 2011 حتي 2021 ..عندما أصبحت الشقة التي ثمنها عدة الأف تباع بالملايين .. و هكذا يحدث التضخم .. عدم إنتاج ..ندرة في الإحتياجات .. إستيراد المنتجات الزراعية .. و المصنوعات ..مع توفر عملة رخيصة بمعني صك نقود ليس لها رصيد .. و تدهور قيمتها .. فتستثمر في بناء مساكن مترفة.
سابعا .. (( ولكن التضخم خرب بيوت الكثيرين من أهل الطبقة الوسطى وزعزع قواعد جميع الأعمال المالية فأحجم الناس عنها وأضاع جزءَ كبيرا من رؤوس الأموال المستخدمة في التجارة والاستثمار.)).
و هكذا كانت
((حروب الطبقات والضرائب الفادحة ( سببا في أنها ) بددت الثروة أو إضطرتها إلى الاختفاء، )) .
كأن والت ديورانت بتحدث ليس عن نهاية القرن الثاني الميلادى .. في الأمبرطورية الرومانية .. و لكن عن السنوات الخمس الماضية في بلدنا .. منذ تخفيض قيمة العملة و حدوث التضخم والكساد .. والفقر للطبقات المتوسطة .. و ثراء مبالغ فيه للأغنياء .. من الحكام و الضباط .. و مستغلي الأزمة ..
فإذا أضفنا لهذه العوامل ما إخترعته بنوك القرن التاسع عشر من ترويض الحكومات عن طريق إغراقها في القروض و سداد فوائدها فإننا سنتعرف علي مأساتنا الحاضرة و أننا نعيش نفس الدرما التي نكبت بها روما .. بعد أن حمل الجنود راس إمبراطورهم علي أسنة الرماح
المثال المحلول هذا عندما نطبقة علي زمننا .. نرى أن الضابط ( الإمبراطور ) الحاكم لا يُقدر له أن يدير عمله إلا إذا إعتمد علي أجهزة دولة مدجنة (أو فلنقل إلا إذا أفرزته هذه الاجهزة لصالح تحقيق إرادتها )..
ثم أن عليه الحفاظ علي علاقة (الشد و الجذب ) بينه و بين الجماهير.. بواسطة ضلالات جماعيه تبثها وسائل الدعاية و أجهزة الاعلام المتحالفة ..أو المُصنعة خصيصا لهذا الهدف. و رجال الدين المتحالفين معه .
الضابط المصرى عموما (سواء كان في جيش الملك أو جيش عبد الحكيم عامر او جيش طنطاوى ) كان دائما غير معدا أو مؤهلا لان يحكم بصورة معاصرة .
فهو لا يعرف عن السلطة إلا الامر والطاعة ،و لم يدرس التاريخ و بتعلم منه أو علوم إقتصاد و يفهم تأثير قراراته ..أو إجتماع أو سياسة ..أو نظم حكم
إنها كلها مجاهيل لا يعرف منها إلا ما خرج للوجود فوجدة ليكرر الأخطاء ويردد منذ اليوم الاول ((إنا وجدنا آباءنا علي أمة وإنا علي آ ثارهم مهتدون )) سائرا علي نهج من سبقة من ضباط ..
الضباط الحكام لا يملك أى منهم حلولا لمشاكل الجماهير .. فهو لا يعرفها .. ولم يتحرك بينها و لم يخض صراعات تؤهله لان يحمل من خلال خبرته في العمل السياسي الاجابات الصحيحة .. أو لرسم خطه إستراتيجية لتعديل الاوضاع .
و هو عادة ما يبدأ في تعلم أصول الحكم وهو في السلطة فلا يلتف حوله إلا كل متسلق، مهلل، مكبر و مصفق لاداء (عطية الرحمن لشعبه المقهور) ومنقذه من التخبط و الفشل والعوز .
ضباط الجيش حتي لو كانت لهم مهن أصلية ( كالطب والهندسة والحقوق ) يبتعدون عن روتين الحياة الطبيعية يعيشون في فقاعة قوقعة حامية.. فلا يعرفون مرارة الوقوف في طابور العيش أو قسوة الحصول علي رخصة قيادة أورزالة الموظفين حين يتم إستخراج بطاقة هوية .. أو ذل وتعنت مسئولي الضرائب و التأمينات بعد أن أصبحت لديهم سلطة الضبطية القضائية أو العلاج في المستوصفات الرخيصة التي تستخدم دواء واحدا لكل الامراض .
إنهم قوم خارج المجتمع .. بدخولهم العالية (نسبيا ) و إبتعادهم عن المسارات التي يتحرك فيها المواطن العادى .. فما بالك لوكان هذا الضابط من الصفوة المحظوظة التي تمتلك الملايين و تأمر فتتحرك لامرها القوات.
الجيش .. ورجالة لم يوصفوا علي مر التاريخ منذ زمن فارس و روما و المغول و التتار و الأتراك ..بأنهم من أنصار الديموقراطية أو الحكم الرشيد .. بقدر ما هم أتوقراطيون يجمعون السلطات في أيديهم و يتصرفون علي أساس أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة و يمثلون الأمل و الرجاء لاهل بلدهم.
في مصر حكم العسكر بشكل مستمر لمدة تقترب من القرن .. لم نصل فيها سياسيا إلي تلك النقلة النوعية الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت مع بلاد حكمها ديموقراطيون بدأوا في نفس الزمن
بل سقطنا سقطات متالية سببها جهل الحاكم حتي علي مستوى المعارك العسكرية (صنعته) وعدم قدرته علي تحقيق إنتصارا إلا في الاغاني و الاناشيد و علي صفحات الجرائد و حكايات المذيعين و علي المساكين الذين يوقعهم سوء حظهم بين أيدى زبانيته .. أو يزيل مساكنهم و ممتلكاتهم و يستولي عليها من أجل تحقيق ( الإنجازات ) .
في رايى أن مركز الثقل في الفشل المستمرللمصريين كان دائما هوتحالف المصالح غير المقدس الذى تم بين العسكر و رجال الدين ثم أثرياء القوم الجدد( نوفو ريش ) .
وهو ما أدى إلي سقوط الطبقة الوسطي في فخ التسطح و الغوغائية و العمالة المتسمة بالانانية ، وتحلل العقد الاجتماعي لنصبح في غابة تخرج يوميا الاف الكائنات التي لا يوجد أمامها فرصة للحياة إلا من خلال الصراع الضارى المحطم للاضلاع و المدمر لكل بناء .
المصرى بدون أحزاب تدعمه و تدافع عن حقوقة .. كان دائما فريسة سهلة لاجهزة الدعاية والامن الموجهه ..التي هدفت إلي تدمير الحياة السياسية .. و دعك ومرمرطة أحزابه و منظمات المجتمع المدني بالتراب .. فأصبحنا حقا وفعلا عبيد إحسانات من هم غير مؤهلين لان يحكموا .
و هكذا فالوجه الأخر للعملة التي وجهها الأول العسكر .. الذى حرصت علي صكة كل قوى الإستعمار
هو أن يسود الخطاب الديني الراكد منذ القرن الثامن عشر..الذى رايناه عندما جاء (الشيخ) نابليون يبشر بمحاربة السلطان العثماني الكافر الذى خرج عن أصول الدين الاسلامي .. و ظل مستمرا .. حتي مقالات كوندليزا رايس و هيلارى كلينتون عن تشجيع التيارات الاسلامية المتطرفه للوصول للحكم .
الغرب يعرف .. ما لم نستوعبه نحن من سقطاتنا المتكررة .. بأن نقطة ضعف هذه الشعوب هي ..الكهنة و العسكر .
هكذا حرص البريطانيون .. عندما حرضوا الشريف حسين حاكم مكة للحرب ضد الامبراطورية العثمانية وساندوا أبناء عبد الوهاب وسعود ( كهنة وعسكر ).. وعندما إستخدموا و دعموا الاخوان المسلمين في مصر..و أعطوا الضوء الأخضر للضباط كي ينقلبوا علي نظام الحكم الليبرالي ( كهنة وعسكر) .
و هكذا كان الفرنسيون في الجزائر و المغرب و تونس و سوريا .. ثم أن الامريكان ساروا علي نفس الدرب بعد أن ورثوا الشرق الاوسط في أعقاب الحرب العالمية الثانية ..عندما حشدوا السلفيين ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان .. و دعموا الحكم العسكرى في المنطقة ..لقد كانوا يطبقون نفس المنطق
ثم مع غزو العراق و تشجيع فصيل ديني ضد الاخر تبادليا .. ومع الربيع العربي الذى دمر دول و كيانات كانت قائمة بواسطة إثارة و تقوية النعرات الاثنية.. و الخطاب الاسلامي المشجع للجهاد و إتاحة الفرصة للمليشيات المسلحة لتعيث فسادا في المنطقة .
وكان هذا هو هدفهم أيضا عندما زرعوا إسرائيل كشوكه في جانب الشام و العراق و مصر..و ظلوا علي حمايتها و نصرتها مع تحويل الصراع في المنطقة الي حروب و إختلافات دينية بين المسلمين و اليهود تعود جذورها لغزوة خيبر .
اوروبا و أمريكا كانوا يعرفون ..أن روح التعصب التي لم تتوقف أوارها منذ الصراع المسلح لعلي و معاوية و أنجالهما .. قادرة علي تدمير كل أمل في تطويع الخطاب الديني الاسلامي و المسيحي الشرقي لمتطلبات العصر .
ووقفوا مضادين لاى تغير ديموقراطي يمكن أن يضع هذه الشعوب المغيبة (في دخان و هيلولة الحماس الديني ) أمام مصيرها و مستقبلها .
الخطاب الديني غير المتوافق مع الزمن( إسلامي أو مسيحي ) المدعم من حضرات الضباط في الداخلية و الجيش ..و أصحاب الثروة و النفوذ .. هو البؤرة و المركز و الاساس .. لتوقف المنطق و الابتعاد عن العلم وسيادة التواكلية التي تدعو للاستكانة و الاستسلام... حدث هذا في روما القديمة .. و يحدث اليوم في دولنا المعاصرة دون أن نتعلم الدرس .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (5)
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (4).
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (3)
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (2) .
- أفكارغير مترابطة ..و لكنها مرتبطه .
- أخبارلا نتداولها عمدا
- ثاروا.. ثم أقاموا قصورا وسجونا
- ما فائدة إضاءة الانوار في منزل يقطنه عميان.
- أحاديث ما بعد التقاعد (4)
- أحاديث ما بعد التقاعد (3)
- أحاديث ما بعد التقاعد (2).
- أحاديث ما بعد التقاعد (1) .
- و تعفنت عراجين البلح علي أكمامها .
- المتوافق مع مجتمع مريض .. هو نفسة مريض
- أن نفر حتب في قاعة ماعت (3)
- أن نفر حتب ..في قاعة ماعت (2 )
- أن نفر حتب ..في قاعة ماعت
- البردية المجهولة ((الجزء الثالث))
- ((البردية المجهولة))..الجزء الثاني
- أحلامي المحبطة ..(( البردية المجهولة ))


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - تأملات في دفاتر مهجورة