|
كتاب السعادة _ دفتر 3 و 4
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7067 - 2021 / 11 / 4 - 20:48
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
السعادة _ دفتر 3
مع أن الرغبة في التوصل إلى حل موضوعي ومتكامل ، منطقي وتجريبي بالتزامن ، هدف مشروع لكل بحث علمي أو منطقي . يبقى أقرب إلى الحلم والخيال منه إلى إمكانية التحقق الفعلي ، مرات ينتهي البحث دون التوصل إلى الهدف المقصود ، وقد يحدث الابتعاد عنه بدل ذلك . عملية التمييز بين اللذة والسعادة ، أيضا بين الألم والكآبة ، كانت _ وما تزال _ من أهم الأفكار التي أرغب بمناقشتها ، وتحليلها ، إلى أبعد وأعمق ما يمكنني التوصل إليه ، سواء على مستوى السلوك أو التفكير النظري . السعادة ، أيضا نقيضها الكآبة والشقاء أو الهستيريا ، أو ثنائي القطب ، تتعلق مباشرة بمشكلة الاشباع وتتصل بها على أكثر من مستوى . بدوره الاشباع يرتبط بثنائية الطعم والأثر ، غير القابلة للحل حتى اليوم . المثال المبتذل البصل والثوم ، يحب الغالبية طعمها أو فائدتها بالتزامن مع النفور من أثرها ( رائحتها ) . مشكلة السعادة مع اللذة أكثر تعقيدا ، ومع الألم هي الأهم والأصعب . العلاقة بين السعادة والألم ... السعادة بعد الألم ، وليست قبله ، أيضا السعادة أقرب للألم من اللذة . مثال بسيط علاقة السعادة والصبر ، الصبر والسعادة متصل واحد . والعكس الغضب والكراهية والعنف ، متصل ثابت مع الكآبة والشقاء . لكن القضية _ المشكلة _ أكثر تعقيدا ، وعمقا ، واتساعا بالتزامن . وأكتفي بمثال آخر شائع ، ومبتذل أيضا : _ العودة من تأدية واجب ، أو عمل غير مريح ، كزيارة مريض بحالة مستعصية أو المثال الأكثر تكرارا العودة من عيادة طبيب الأسنان . هي دوما مع نتائج مرضية ، وتفوق التوقع . _ العودة من سهرة أو حفلة وغيرها ، أو نشاط لذيذ وممتع ، تنتهي غالبا بنتائج دون مستوى التوقع . وتحت الرضا عادة . 1 ليست الحياة جميلة ولا قبيحة ، لا عادلة ولا ظالمة ، الحياة والزمن وجهان لنفس العملة _ العملة التي نجهلها إلى اليوم للأسف ، وربما يستمر الجهل لوقت يطول . موقف اللامبالاة من العلاقة بين الزمن والحياة يصعب فهمه ، وتقبله أسوأ . .... ليس السلوك هو المهم ، بل تفسير السلوك هو الذي يعطيه المعنى والقيمة . توجد أمثلة لا نهائية تدعم الفكرة ... الصيام المسيحي والصيام الإسلامي والصيام البوذي بدلالة الخمر ولحم الخنزير ولحم البقر مثلا ؟! هل يوجد تفسير واحد وموحد ؟ بالطبع لا . التفسير فوضى بطبيعته . ( كل قراءة إساءة قراءة _ جاك دريدا ) . لكن في المجال النفسي ، يتم التركيز على التفسير الذاتي أو التأويل الشخصي للسلوك _ الذاتي أو الاجتماعي وغيره . الطعام " الحلال " في البوذية يختلف عنه في الإسلام واليهودية والتباعد في المسيحية أكثر مع الخمر . بدل الطعام الحلال _ العبارة غبية وبليدة ، وعنصرية _ الصحي مثلا . مقبولة ، لكن تنقصها الاثارة . التفسير والتأويل أو القراءة الصحيحة ، قضية جدلية يتعذر حلها . ..... لحسن الحظ بدأت تتكشف بعض الجدليات التقليدية ، والمزمنة . مثلا الشكل والمضمون ، علاقة الزمن والحياة . الحياة مضمون الزمن ، والزمن شكل الحياة . 2 السعادة نمط عيش سليم وأداء مرتفع ، والعكس حالة التعاسة والشقاء نمط عيش أولي وبدائي وأداء منخفض . ينسجم نمط العيش السليم والأداء المرتفع مع العيش على مستوى عقل الفريق ، أيضا مع تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، وبالعكس تتصل التعاسة والشقاء بنمط العيش على مستوى الغريزة وقواعد قرار من الدرجة الدنيا . 3 مشكلة اللون خداع بصري بالتواطؤ مع الدماغ . الدماغ البشري يشابه جهاز الكمبيوتر ، ولا يقيم وزنا للحقيقة والواقع ، بل هو نفعي بطبيعته . ويفضل الحاضر والمباشر على الماضي والمستقبل ، ويهتم لمصلحة الجسم والعضوية المباشرة فقط ، بغض النظر عن أي اعتبار آخر علمي أو ديني أو أخلاقي وغيره . هذه التأملات الشاردة ، اثارتها قراءة كتاب " فن السعادة " حوار مع الدلاي لاما أجراه المحلل النفسي الأمريكي هوارد سي كتلر . ونقله إلى العربية عبد الكريم ناصيف . .... التمييز بين الفعل وما يحدث وبين تفسيره ، أو بين ما يحدث لنا وبين فهمنا وتفسيرنا الشخصي لما يحدث . الفكرة تتصل بالتمييز بين ذات وموضوع ، وهو ما يرفضه الفكر الشرقي القديم والتنوير الروحي بصورة عامة . وهي محور الاختلاف مع العلم ، حيث يقوم العلم على التجزئة والتكامل ، وعلى التصنيف وغيرها من المناهج الحديثة ، وخاصة الفصل المبدئي بين الذات والموضوع . هذه الفكرة تحتاج إلى قراءة مركزة ، ومتكررة ، ومثالها عملية البصر : ما الذي نراه ؟! هل نرى الواقع كما هو ، أم اعتقادنا وتفسيرنا يغيران الواقع ؟! هذا موضوع جدلي ومزمن ، وقد تقدم البحث العلمي خطوة جديدة بالفعل ، ما نراه هو علاقة بين الواقع والجهاز البصري متمثلا بالعين والدماغ . بعبارة أوضح ، نحن لا نرى الواقع الحقيقي ، بل صورة رمزية وتأويلها . .... .... السعادة _ دفتر 4 ( السعادة بدلالة الحب )
1 القانون العكسي : الألم من أقرب الطرق إلى السعادة ، واللذة بالعكس ، من أبعد الطرق عن السعادة . هذه الفكرة ، الخبرة ، معروفة منذ عشرات القرون . وتمثل إحدى الأفكار القليلة ، شبه المشتركة ، إلى اليوم بين التنوير الروحي والفلسفة وعلم النفس الحديث _ الاجتماعي خاصة . ما يبقينا داخل دائرة الراحة يبعدنا عن السعادة ، والعكس صحيح أيضا ، الخروج من دائرة الراحة أقصر الطرق إلى السعادة . والاختلاف حول هذه الفكرة ، بين التنوير الروحي ومدارس الفلسفة الإنسانية ( سبينوزا واريك فروم ) وعلم النفس الحديث يكاد يقتصر على المصطلحات والجانب اللغوي ، بينما التشابه بينها يقارب التطابق . .... بعد اللذة ألم ، نفسي أو جسدي . بعد الألم راحة وهدوء . نهاية الألم _ لا أحد يجهل تلك الخبرة اللذيذة والمرضية ، والهادئة . بالمقابل لا أحد يجهل ألم ما بعد اللذة ، أو الحزن والمرارة . .... المشكلة المزمنة تكمن في فهم ذلك وتفسيره . لا خلاف على ما سبق ، خلاصة الثقافة العالمية في القرن العشرين . لكن المشكلة في التوصل إلى التفسير العلمي ، المنطقي والتجريبي . أعتقد أن ذلك التفسير ، مع الدلائل والبراهين التجريبية ، تقدمه النظرية الجديدة بصيغتها الثانية خاصة ، وهي تكملة مباشرة للكتاب الأول . .... أمام الانسان أحد الخيارات الثلاثة : 1 _ التركيز على الماضي ، واعتباره الأهم بين الأزمنة الثلاثة . ( الخطة آ ) 2 _ التركيز على الحاضر ، المباشر . ( الخطة ب ) 3 _ التركيز على المستقبل . ( الخطة ج ) الخيار الأول السلفي والتقليدي بطبيعته ، التمحور حول الماضي واعتباره المصدر المشترك للحياة والزمن . وأعتقد أنه باتجاه المرض العقلي . الخيار الثاني ، التركيز على الحاضر بطبيعته وهمي ، لا شيء اسمه الحاضر . نتيجة هذا الخيار العصاب والاغتراب ، ثنائي القطب بالتسمية الحديثة . الخيار الثالث والتركيز على المستقبل ، أو الغد خلال 24 ساعة القادمة ، يمثل الصحة المتكاملة ، واتجاه الموقف العقلي الصحيح . .... بدون فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يبقى الانسان حبيس أحد الخيارين 1 و 2 . لا يعني هذا الأمر ، أن من سبقونا كانوا مرضى عقليين بالطبع . يشبه الأمر الموقف العقلي ، الحالي ، من الكون ... قبل غاليلي كانت الأرض ثابتة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ( لم يكن يخطر في بال أحد أن الأرض هي التي تدور حول الشمس ) وكانت هذه الحقيقة المشتركة ، والتي تدعمها الحواس والدين والفلسفة . بالطبع ، ليس جميع من عاشوا قبل تلك الفترة مجانين أو مخطئين ، بل هم يشبهون غيرهم في بقية الأزمنة . وأعتقد ، انه من الممكن خلال هذا القرن ، أن تحدث اكتشافات جديدة ، قد تعزز النظرية الجديدة أو ترميها في نفايات الماضي . 2 ما هو الحب ؟ لا احد يجهل الحب ، ولا أحد يمتلك التعريف الكافي للحب إلى اليوم . خلاصة بحث طويل في مشكلة الحب ( طبيعته ، وأنواعه ، وماهيته ) تختصر في التصنيف الثلاثي للحب : ثلاث مستويات ، أنواع ، متدرجة من الأدنى والأقدم إلى الأرقى والأحدث 1 _ الحب على مستوى الحاجة . 2 _ الحب على مستوى العادة . 3 _ الحب على مستوى الثقة والاحترام . ويمكن اختصارها إلى نوعين : الحب السلبي ( التعلق ) ، والحب الإيجابي ( الاحترام والعطاء ) . .... من لا يحب نفسه لا يحب أحدا . ومن لا يحب الإنسانية لا يمكنه أن يحب نفسه . ( إضافة أريك فروم ونقده لفرويد ) . هي جدلية بالفعل ، حيث يعارض فرويد الدعوة المسيحية لمحبة الغريب ، بالتركيز على محبة الابن والشريك والشبيه . الصحة العقلية عتبة الحب الحقيقي ، الإيجابي ، والذي يتمحور حول الثقة والاحترام والعطاء . .... المشكلة الحقيقية مع الحيوان الداخلي . الشخصية الغاضبة العدوانية والعنيفة ، ما يزال الحيوان الداخلي يسيطر على حياتها : السلوك والتفكير والمشاعر . الشخصية المتسامحة ، نجحت في عملية التحرر من الحيوان الداخلي بدرجة متقدمة . الحب على المستوى الثالث : الحب بدلالة الثقة والاحترام تبادلي بطبيعته . من يحترم نفسه يحترم غيره بالتزامن ، والعكس صحيح أيضا . .... الاحترام عتبة الحب . الحب يتضمن الاحترام ، والعكس حالة خاصة . العلاقة بين الاحترام والحب علاقة تتام ، مثل المراهقة والشباب . .... العدو الداخلي بتعبير الدلاي لاما . العدو ( الداخلي ) أسوأ من أي عدو خارجي بتعبير الدلاي لاما أيضا . .... ليس الحب فقط غياب العداوة والغضب . الحل فعل وموقف بتعبير أريك فروم . 3 الحب والسعادة والمصلحة الشخصية : هل يعرف الانسان الحالي ، أنت وأنا ، مصلحته الحقيقية ؟ الجواب بنعم ، حماقة وتسرع بلا مبرر . الجواب بلا ، يحمل إدعاء معرفة الآخر أيضا . الحقيقة بينهما . .... المصلحة الإنسانية ، على المستويين الفردي والاجتماعي ، تقبل التصنيف الثلاثي : 1 _ مصلحة مباشرة وضيقة ، انانية بطبيعتها . 2 _ مصلحة متوسطة ، اجتماعية ، توازن بين المصلحة المباشرة والحقيقية . 3 _ المصلحة الحقيقية ، تتمثل بتحقيق القيم والمعايير المشتركة والمرغوبة . وتحقيق التجانس بين الأقوال والأفعال . ملحق القانون العكسي في العلاقات الإنسانية والعاطفية خاصة : الطرف الأضعف والسلبي في العلاقة ، لا يرضى بالتكافؤ والمساواة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب السعادة _ دفتر 4
-
كتاب السعادة _ دفتر 1 و2
-
كتاب السعادة _ مقدمة عامة
-
كتاب السعادة _ دفتر 2
-
كتاب السعادة _ دفتر 1 مع المقدمة والهوامش
-
كتاب السعادة _ دفتر 1
-
مقدمة كتاب السعادة
-
كتاب السعادة _ دفاتر جديدة
-
النظرية الجديدة _ الصيغة النهائية
-
خلاصة ، مؤخرة ، بتكثيف شديد النظرية الجديدة
-
خلاصة ، ملخص بتكثيف شديد ، النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة _ المخطوط الكامل
-
الفصل الأخير _ النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة _ الخاتمة
-
النظرية الجديدة _ الفصل 13
-
هوامش وملاحظات بين الفصلين 12و 13
-
مخطوط النظرية الجديدة _ حتى الفصل 12
-
الفصل 12 مع التكملة
-
ساعة الزمن وساعة الحياة _ مؤخرة الفصل 12
-
جملة اعتراضية
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|