أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - نماذجَ العَيْشِ والحُكم في عراق الرماد














المزيد.....

نماذجَ العَيْشِ والحُكم في عراق الرماد


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7065 - 2021 / 11 / 2 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلّ وزارة، أو"دائرة" أو "مؤسّسة"، أو "هيئة"، أو جامعة ، أو كُليّة(حكوميةً أكانت أم أهليّة)هي عراقٌ مُصغّرٌ، بكلّ ما يحملهُ ذلك من معنى وتفاصيل.
وعندما يتدهور وضع العراق"العام"، يتدهورُ الوضع"الخاص" لهذه التشكيلات، بدرجةٍ أكبر بكثير من تدهور أوضاع العراق ذاته.. و في "أفضل" الأحوال يتماهى الوضعان معاً، ويصلان معاً إلى حدود المهزلة.
لا أطالبُ هنا لنفسي أو لأبناء جيلي بشيء، فـ"نحنُ" جزءٌ رئيس من هذا الخراب"الحاليّ"الذي قوّض كلّ مرافق هذا البلد، وفي جميع المجالات .. وحدث ذلك أمّا بصمتنا، أو بتواطئنا، أو بعجزنا وتكاسلنا عن فعل أيّ شيءٍ ذي قيمة، باستثناء الكثير من اللغو، و المزيد من الهراء الذي لامعنى له، ولا جدوى منه ، ولا نفع فيه.. أو أنّ عجزنا هذا(في أفضل تقييم لنا)كان بسبب ضعف قوّتنا، و قلّة حيلتنا، وهواننا على الناس.
أنا ، و "جيلي" (إلاّ ما رحمَ ربّي .. ومهما كانت الأسباب)، تنَكّرنا لدورنا(في مراحل مهمّة من تاريخ هذا البلد) في صناعة مستقبلٍ أفضل لنا، ولأبنائنا، و تركنا مصير الأجيال الشابّة رهينةً لدى سياسيّين فاسدين وطائفيّين وخونة، و رجال دينٍ باعوا قيم السماء لأرباب الثروة والسلطة، وزعماء قبليين تخلّوا عن "منظومة" الأخلاق العشائريّة التي يتباهون بها بين الأمم المتحضّرة، وباتوا يستثمرون مكانتهم، وصعودهم السريع في سلّم الحراك الإجتماعي "الزائف" كأداةٍ في الصراع من أجل المال، والنفوذ السياسي، و"الهيبة" الفارغة.
و هذه "القوى" الصاعدة في تاريخ العراق الراهن(والمُلتَبِس الآن)، ليست معنيّةً بالتنمية الإقتصادية - الإجتماعية الشاملة والمُستدامة، ولا ببناء دولة مؤسّات رصينة وقويّة، ولا بتعزيز قيم المواطنة والحَداثة، ولا بترسيخ نظام تعليم متطوّر، ولا حتّى ببناء مرافق خدميّة حديثة.
إنّ هذه "القوى" الغاشمة، والمُتعسِّفة في استخدام العُنف واحتكارهِ بشراسةٍ تفوق شراسة "النظام" السابق عليها، تلجأُ في سياق دفاعها المستميت عن "حقوقها" و "مكتسباتها" و "غنائمها"، إلى استمالة السُذّج والتغرير بهم واستغلالهم بكلّ نذالة، وإلى كسب رضا الأوغاد الصغار، وفتيان العصابات الجوّالة، و إلى تعزيز وترسيخ قوّة ودور و وظيفة "نظام" المافيّات التي تغلغلت عميقاً في كلّ شيء .. هذه المافيات التي تبدو في الظاهر مستقرّةً ومُتعايشةً ومُتصالحة مع نفسها ومع غيرها من المافيات، غير أنّها في حقيقة الأمر ما تزالُ أسيرةً لعُقَد النقص الغائرةِ عميقاً في الروح، و لمرارات الجوع القديم التي لا ترحم.
اتركونا ، (نحنُ الجيلُ البائدُ)للنسيان.. ولتأنيب الضمير الذي سيقضُّ مضاجعنا إلى أن نموت.. وأرحَموا جيل الشباب في هذا البلد المنكوب.
لن نقولَ لكم .. إرحلوا.
هذا يفوقُ الانَ قدراتنا بكثير ..
ولكنّنا سنطلبُ منكم فقط ، بل ونرجوكم(كعادتنا دائماً) أن تُخفّفوا من ضغط أذرعكم الغليظة على أعناق هذا الجيل، الذي لا يجدُ لهُ أُفُقاً ولا أمل، بينما أنتم تجثمون فوقه، وتقطعون عليه سبل الخلاص.
إنّهُم ليسوا أبناءنا وأحفادنا فقط .
أنّهُم ليسوا"أبناءهم" و "أحفادهم" فقط.
أنّهُم ليسو أبناء وأحفاد "جماعةٍ" دون أخرى.
إنّهُم أبناءكم وأحفادكم في نهاية المطاف ..
فأمنحوهم سلامهم الممكن الوحيد في "وطنٍ" مُعافى من الرمادِ والسَبَخِ والسَخام.. رمادنا وسَبَخَنا وسَخامنا .. ورمادَكُم و سَبَخَكُم وسَخامكم ، على حدٍّ سواء..
وأتركوا عار التاريخ لنا، ولكم، ففيه من التفاصيل ما يكفي لأن يتذكّرنا العالم إلى الأبد، كأسوأ نماذج الحُكمِ و العيش التي مرّت على هذا الكون.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورطتنا و ورطة جورج قرداحي و ورطة لبنان
- الشِيّاح - عين الرُمّانة .. الرشاد - نهر الإمام
- عندما تكونُ دكتوراً في العراق العظيم
- كما يقولونَ في الإقتصاد
- تارا التي لا تُحِبُ الجنود
- الفائز في الإنتخابات والحكومة القادمة والتعافي الإقتصادي في ...
- جدل الإنتخابات.. جدل الضرورات.. جدل التغيير
- صوِّتوا لاُمّي .. صوِّتوا لسيّداتِ الهموم
- أهمُّ الإنتخابات الشائِنة ، و آخرُ الإنتخابات المُشينة
- إنتخابات و تصويت خاص و طائرات مقاتِلة .. وجمعة مُبارَكة
- عن مستوى الخطاب السياسي الراهن في العراق
- تصريحات بوريس جونسون-الإفتراضيّة-حول-العيد الوطني- للعراق
- الموتُ أهونُ من -خَطِيّة-
- البكاءُ أقدمُ من التمر
- الولايات المتحدة الأمريكيّة وأفعالها المُدهشة في أفغانستان و ...
- الأيادي البيضاء في ايطاليا، والأصابع السوداء في العراق
- تقلبّات أسعار خام برنت و تحوّلات الإقتصاد والسياسة في العراق
- عن ظاهرة القَشْمَرَة وبُنية التَقَشْمُر في العراق
- الدولة التقليدية والدولة المُوازية: ترتيبات وتنظيمات المرحلة ...
- التنمية والنمو والناتج بين زعماء المافيا وزعماء العصابات


المزيد.....




- تونس: ملايين الناخبين يصوتون لاختيار رئيسهم الجديد وقيس سعيّ ...
- مسيرات مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء العالم قبل الذكرى الأولى ل ...
- الضاحية الجنوبية لبيروت تشهد -أعنف- غارات.. والجيش الإسرائيل ...
- استطلاع: ربع الإسرائيليين يرغبون في مغادرة البلاد
- مأساة في البوسنة: عائلة تفقد أربعة أفراد في انهيار أرضي
- النيران تشتعل في طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار لاس فيغاس
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ سلسلة غارات ضد مواقع عسكرية تابع ...
- أول رئيسة لإندونيسيا تصف بوتين بالقائد القوي المتمسك بمبادئه ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخين أرض - أرض أطلقا من لبنا ...
- تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة... مظاهرات بعدة مدن ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - نماذجَ العَيْشِ والحُكم في عراق الرماد