|
انتهاء الصلاحية -4-
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 7064 - 2021 / 11 / 1 - 14:27
المحور:
الادب والفن
لم آت إلى هذه الدنيا بإرادتي ، لكنّني أتيت، أردت الحياة . كلما وصلت إلى مكان يلتغي حلمي و أبدأ من جديد. ليس لديّ مهارات في الحياة ، كلما رأيت سيدة تسوق سيارة أغض بصري كي لا أراها. أصلاً لا أفكّر بالسيارة، ولا أعتقد أنني سوف أسوقها يوماً. أرغب بحلم جديد أتمسك به . لم يبق لدي حلم سوى الزواج كي أتخلص من هذا الواقع ، فالبارحة أبلغوني بطردي من وظيفتي ، خبّرت للمعلم ، يجيب الهاتف أن هذا الرقم غير موجود . . . . -مرحباً يا حياة. -أهلاً نمر . هل خبرت المعلّم ؟ تبدين حزينة . ما بك؟ لا شيء يستحق . فقط قولي ما الأمر؟ -نعم خبّرت، المعلم غير رقم هاتفه ، ورُفضت من عملي أيضاً ، لا أعرف كيف يمكن أن أنهي دراستي . -إن كنت حزينة من أجلي، لا يهم ، فلن تفيدني الشهادة لأنني لن أعمل بها، ولا أحد يستطيع الحصول على الوظيفة . سوف أحاول أن أجد عملاً خاصاً ، أو أعمل خارج الوطن . -لكن لديّ مسؤوليات ، كنت أساعد أهلي ، و أساعد نفسي . - هناك أعمال يومية على الدّوام ، إن كنت تقبلينها . -مثل ماذا ؟ -تشطفين الدرج. لو شطفت درج ثلاثة بنايات في اليوم لكن مرتبك أكثر من الوظيفة . أنا أعمل حمالاً ، ولست خجولاً . -كيف يمكنني الحصول على العمل ؟ -الأمر سهل ، سوف أساعدك . أرجوك لا تفقدي الأمل . -حاولت أختي الانتحار ، و لم تنجح ، و أنا أتمنى الموت في هذه اللحظة . يبدو أننا عالمان لماذا نكون فريسة ؟ لماذا نكون ضحية الظروف و الحرمان؟ رغبت بلحظة أمان كنت على استعداد لكل الأشياء لم أكن أعرف أنني أحب عائلتي لا . ليس هو الحبّ بل الخوف عليهم من هذا الزمان -أرجوك! كفي عن الندب و البكاء نحن هنا غرباء أينما حللنا يحلّ الظّلم كأنهم اختارونا لممارسة الظلم علينا سوف نفكر في الخلاص من هذا العذاب يبدو أن نمراً يواسيني ، وقد بدأت أشعر ليس بالعنوسة فقط ، و إنما بالستين من عمري ، كأنني خلقت عجوزاً ، اليأس يملأ عالمي . في الليل أعيش وحيدة أراقص الأشباح و الخيالات ، في الصبح أنطلق لملاقاة التسيم ، أقول جميلة هي الحياة ، لا أعرف إن كنت مصابة بالاكتئاب ، فجيناتي مساعدة لتقذفني إلى المجهول . -وضعت يدك كل جرحي ، أتساءل: لماذا خلق الإنسان؟ نكرّر أيامنا ، نبدّل أمانينا نهدأ مثل كومة ثلج عندما أقرأ عن الذين غيّروا حيلاتهم أصدّق الكتاب لكنني حول نفسي لا أجد الجواب هل تتزوجيني يا حياة؟ لا أعدك بالحياة بل سوف نغني الألم سوف نؤلف قصائد ندب سوف نجعل السماء تبكي على أرضنا فيغسل قلوبنا ذالك البكاء -للأسف يا نمر! لا اصلح للزواج ، أنا خاطئة ، ولست عذراء ، قبلت دعوة الحبّ من المعلم ، لم أفكّر عندما عشت معه ، رماني كقشرة موز ، ولا أقبل أن أكذب عليك الكلام. هكذا أنا ، لكن لماذا تعلّقت به ، فإنني لا أدري ، ربما الحاجة، ربما حاجتي للحب ، كنت في علاقتي معه ناجحة ، كسبت عملاً، شأناً ، حياة، وفرحاً . لو طلب الزواج مني لقبلت ولن يمنعني فرق السّن، حتى لو كنت زوجة ثانية ، أو ثالثة ، أو مجرد جارية ، لكنني سوف آكل و أسشرب و أسافر ، لكنه هو من رفض الاستمرار، سحب مني كل شيء . -فلنكن صديقين على الأقلّ . أتفهم لماذا تبيع النساء أجسادها ، و أخشى لو تزوجنا لن أستطيع تقديم الحياة الكريمة لك فتبيعين جسدك من جديد ! -اطمئن !لبيع الجسد شروط لا يتوفر في شرط واحد منها كنت غير فاعلة في العلاقة مع المعلم يقال أن بعضهن استولين على ثروة منه عن طريق الغنج. قل لي : من أين يأتي المعلمون بالمال؟ سوف نكفّ عن التشاؤم ، قد يكون الغد في صالحنا . هذا البوح قد يساعدنا على الخروج من أزماتنا . . . . غداً سوف أبدأ بغسل الدّرج قد تكون مهنة حقيقية أكثر من صحبة المعلّم علي أن أغسل أدراج ثلاث بنايات ، في كل بناء أربعة طوابق . إنني محظوظة ، أصبح دخلي المالي كافياً ، وهو أكبر من مرتب الوظيفة. وداعاً للاكتئاب . لم يعد لدي الوقت للتفكير. عرضت علي إحدى النساء تنظيف بيتها مرتين في الأسبوع ، وعرضت عليّ أخرى البقاء مع أولادها في المساء فهي تعمل فنانة ، ودوامها ليلي . سوف أقبل جميع العروض . البيوت التي أعمل بها مليئة بالفراغ لا أجد فيها رجالاً فقط نساء و أطفال لا أتجرأ على السّؤال تحاول النساء أن يكنّ لطيفات هؤلاء النسوة لسن كما أمي لا يهددن أطفالهن بالعقاب هن مرهقات ، يحاولن استرضائي كي أستمر . . .
من عادتي أن أففل الباب عندما أذهب لرعاية الأطفال في المساء ، أقفل الباب بناء على توصية الأم . أصبحت الساعة التاسعة ، أطفأت النّور على الأطفال كي يناموا ، وذهبت لأجلس قرب التلفاز ريثما تأتي السّيدة ، لكنها قالت لي يمكنك أن تنامي معنا كي لا تعودين بالليل وحدك . أحدهم فتح الباب بالمفتاح.إنّه رجل ومعه حقيبة سفر ، أمسكت باب غرفة الأولاد خوفاً عليهم. قال لي: لا تخافي! أنا والدهم. إنني رجل أعمال . عدت للتو ، جلست لا أتحدّث ، بينما قال لي أن زوجته لا تهتم به ، وهجم عليّ ، لم أستطع مقاومته ، فاغتصبني . قفلت الباب ، نزلت من على السلم ، ذهبت مشياً إلى غرفتي ، وهي بعيدة ، ولا يوجد في الليل حافلات . بعد دقائق رنّ هاتفي: أين أنت؟ ماذا حدث ؟ هل تصرف زوجي بشكل غير لا ئق يسوف آتي لأوصلك بسيارتي . وقفت السيارة قربي: أتت السيدة . قولي لي ماجرى . أعرفه ، هو وحش ، كان يجب أن أطلّقه ، لكنني لم أطلقه كي لا يستقوي علي أمثاله . لا عليك يا حياة . لقد اغتصبني قبل الزواج ، هكذا نحن في هذا المكان . هل تدرين أنه كلما التقيت برجل أعتقد أنه سوف يغتصبني ، ومهما حاولت أن أهدئ نفسي ، ومع أنني محاطة بالحراس الشخصيين . أتصور أنه سوف يحاصرني ، ويغتصبني ، ثم يطردني . -هل الرجال سيئون إلى هذه الدرجة ؟ - لا الرجال ليسوا سيئيين إلا إذا كانوا أصحاب سلطة أو مال . زوجي لديه مال ، لكنني لا أرى شيئاً من ماله ، فأنا أنفق على أولادي. أحببتك ياحياة ، وسوف أساعدك . أما زوجي ، فحسابه عسير . عندما رأيتك تركت المنزل عرفت ، ربطته إلى السّرير ، هو جبان، ومخمور ، لم يقاوم ، لن أفك قيده حتى الغد. -كنت أحمل في جيبي حجراً أبيض مسنناً استعملته لعقاب صهري ، ثم رميته بعد أن بعت نفسي للمعلم . لا أعتقد أنني بحاجة للحماية بعد الآن فجسدي أصبح مشاعاً . هناك طريقة واحدة لأحمي نفسي ، وهي أن أختفي من هذا العالم ، أو أعيش في غابة ليس فيها بشر . -لو أصبحت تملكين المال، أو السلطة لن يتجرأ عليم أحد ، عليك الوصول يا حياة . اضربي أعراف المجتمع بعرض الحائط ، لم تستطيعي حماية نفسك ، ولن تستطيعي ما دمت ضمن العامة ! . . . أقفلت باب غرفتي . بكيت . أكلّت الأشباح من زوايا الغرفة لا حاجة بك إلى مجتمع نحن هنا. نواسيك نرقص معك رقصنا حتى الصّباح رأيت نفسي مكومة أمام الباب من أتى بي إلى هنا لن أتخلى عن الحلم ماذا بقي لك من الأحلام؟ سوف أرتب أحلامي اليوم سوف أغيّرها سوف أبصق على الماضي . . . لن أعيش في الماضي سوف أعيش كل يوم فقط من أجل أن أعيش سوف أستعمل عقلي لم تعد الحجارة تنفع في الحماية علي أن أجيب: كيف أحمي نفسي لا أحد يستطيع حمايتي إن لم أستطع أنا لن أتراجع عن الحلم حتى لو استأسد عليّ الرّجال أمرّ بين القبور كل ليلة كي أقتل الخوف أتأبط ذراع شخص ميت أجلبه معي شبحاً في ذلك الاغتراب عن الحياة لا بد من شبح يملآ الفراغ
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هلوين العرب
-
نساء أمل -11-
-
انتهاء الصلاحية -3-
-
-المسامح كريم-
-
انتهاء الصلاحية -2-
-
قصة هروبي من العالم الافتراضي
-
انتهاء الصلاحية -1-
-
العمر مزحة
-
العدالة
-
حكايات غير مترابطة
-
لغة الصمت
-
بيع الجنس الشّرعي
-
نساء أمل -10-
-
قادمة من الأساطير
-
نساء أمل -9-
-
تداعيات في يوم خريفي
-
كسرة خبز
-
الهولوكست
-
عالمي الرّوحي
-
نساء أمل -8-
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|