أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - برهوم جرايسي - تناقضات الخطاب الإسرائيلي تجاه سورية















المزيد.....

تناقضات الخطاب الإسرائيلي تجاه سورية


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ضجّت إسرائيل في الأيام الأخيرة، وخاصة هذا الأسبوع، بسلسلة من التصريحات، التي أطلقها وزراء ومسؤولون إسرائيليون، والداعية إلى العودة للمسار التفاوضي مع سورية، "حتى بثمن إعادة هضبة الجولان" السورية المحتلة، وتصريحات تقابلها رافضة لهذه الدعوة، وهذا في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل منشغلة بنتائج حربها على لبنان، و"بدء استيعاب قادة الجيش هول الهزيمة في لبنان"، حسب التقارير الإسرائيلية نفسها.
للوهلة الأولى فإننا في ما يتعلق بسورية، أمام مشهد إسرائيلي متكرر في كل مرّة كانت تعلق فيه إسرائيل بأزمة تفاوضية أو عسكرية، أمام الجانب الفلسطيني، وهذه المرّة أمام لبنان، حتى بات الشعور بأن "الثرثرة" الإسرائيلية حول المفاوضات مع سورية هي أحد أساليب إشغال الرأي العام الإسرائيلي لحجب الأنظار عن إحدى الأزمات الداخلية.
إلا أن في النقاش الدائر في إسرائيل حاليا هناك بعض المستجدات التي لم تكن في الماضي، وهذا لا يعني أننا قد نستيقظ صباح أحد الأيام القريبة لنلقى الجانبين الإسرائيلي والسوري على طاولة المفاوضات، ولكن هناك ضرورة لقراءة هذه المستجدات لمعرفة التوجهات الإسرائيلية، وأيضا لمعالجة سؤال مدى جدية إسرائيل في مفاوضات كهذه، ستلزمها بالانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة منذ أكثر من 38 عاما.
بداية فإن النقاش الحالي في إسرائيل بدأ قبل أسبوع، بعد خطاب الرئيس السوري، بشار الأسد أمام مؤتمر اتحاد الصحفيين، فعلى الرغم من "نارية" الخطاب، والتلويح بالخيار العسكري لاسترداد الجولان، كما قال الرئيس الأسد، فإن إسرائيل اختارت قراءة ما ورد بين السطور، والمتستر في صياغات الخطاب التي تم اختيارها بعناية، بالذات حين كان الحديث عن الجولان وإسرائيل.
فإسرائيل قرأت دعوة رئاسية سورية لإجراء مفاوضات معها، وتجاهلت تقريبا كليا، الخيار العسكري الذي لوّح به الأسد.
والأمر الثاني هو أن الحرب على لبنان، ومجرياتها ونتائجها على الساحة الإسرائيلية الداخلية، طرحت أسئلة جدية في أروقة المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، حول "جدوى استخدام القوة"، أو البحث في كيفية تفكيك "محور الشر" حسب التعبير "الأمرو- إسرائيلي"، الذي بات يقترب من إسرائيل من خلال حزب الله، الذي تعتبره إسرائيل "موالٍ لإيران، وينشط بأمرها".
وهذا الأمر يطرحه بالأساس قادة عسكريون سابقون متواجدون على الساحة السياسية بقوة، وأولهم في هذه الأيام، وزير الأمن الداخلي (الشرطة)، آفي ديختر، وهو من كان حتى قبل عام رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية العامة "الشاباك"، الذي قال بوضوح انه لا يعارض انسحابا من هضبة الجولان "حتى الحدود الدولية"، مقابل سلام كامل مع سورية.
واعتمادا على فرضية أن وزير الحرب عمير بيرتس، كان ولا يزال في الأسابيع الأخيرة ينطق برغبات قادة الجيش، فبالإمكان ربط تصريحه المشابه بضرورة التفاوض مع سورية، أيضا بأجواء محيطة به من قادة العسكر، دون الجزم بهذا الأمر.
فإسرائيل كانت تنظر إلى هضبة الجولان السورية، التي ينتشر فيها قرابة 23 ألف مستوطن، بغالبيتهم الساحقة في مستوطنات قريبة من الحدود الدولية، كمنطقة جغرافية استراتيجية من الناحية العسكرية بالنسبة لإسرائيل، إلا أن تقارير أمنية إسرائيلية ظهرت في السنوات الأخيرة أصبحت تتحدث عن تراجع الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، على ضوء تطور السلاح والوسائل القتالية في عصرنا هذا.
وهناك أمر آخر مرتبط بالوضع الداخلي في سورية، فنقرأ في كبرى وسائل الإعلام الإسرائيلية، اقتباسات لمصادر حكومية، تقول إن إسرائيل تفضل القيادة الحالية في سورية على قيادة أخرى مجهولة حتى الآن، وقد تكون من الحركات الأصولية، "ولهذا فإن اتفاق سلام مع سورية قد يعزز القيادة الحالية وتثبيتها".
ومثل هذا الموقف قرأناه قبل نحو عام في إطار حوار إسرائيلي أمريكي، حين قالت إسرائيل لواشنطن بوضوح أنها تتخوف من انقلاب في سورية، يكرر تجربة العراق على الحدود الشمالية لإسرائيل، التي تعتبرها جميع التقارير العسكرية الإسرائيلية، "الأكثر أمنا واستقرارا على مدى 32 عاما".
ومقابل هذا فإن رئيس الحكومة إيهود أولمرت الذي يعلن معارضته للشروع بمفاوضات مع سورية، "في المرحلة الراهنة"، فإنه يقول جهارة انه لا يريد خرق المقاطعة على القيادة السورية التي فرضتها الإدارة الأمريكية.
إلا أن الصحافة الإسرائيلية اقتبست في اليومين الماضيين كثير من "المصادر الحكومية الرفيعة"، التي تتحدث عن تغير في توجهات الإدارة الأمريكية بالنسبة لسورية، خاصة في وزارة الخارجية الأمريكية.
ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح الآن في خضم هذا النقاش الإسرائيلي الدائر، هل إسرائيل معنية بالفعل باستحقاقات السلام مع سورية، بمعنى الانسحاب من هضبة الجولان، والجواب نجده في هضبة الجولان ذاتها.
فإسرائيل ومنذ وصول أريئيل شارون إلى رئاسة الحكومة في شتاء العام 2001 عادت لترصد ميزانيات ضخمة في البنى التحتية في الهضبة، إضافة إلى مشاريع إسكانية إستيطانية وبرامج تشجيع للاستيطان في الهضبة، تشمل محفزات مالية ضخمة للمستوطنين، فشارون لم يكن على استعداد لسماع حتى الأحرف الأولى لمصطلح "مفاوضات مع سورية"، معلنا انه ليس لديه ما يعيده لسورية.
ونحن نتحدث عن ميزانيات بمليارات الدولارات علاوة على ما تم إقامته خلال أكثر من 32 عاما قبل وصول شارون لرئاسة الحكومة.
ولكن هذا قد يكون جوابا مرحليا لهذه الفترة، وقد يتغير في حال توفر عدة شروط وقناعات لدى قادة إسرائيل ومن خلفهم "الموجّه الأكبر" لهم، مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وكما يقول أحد المحللين الإسرائيليين، "إذا توفرت قناعة لدى إسرائيل بأن مفاوضات مع سورية ستضمن انسلاخها عن إيران، ووقف دعمها لحزب الله بالأساس، وإبعاد الحركات الفلسطينية الناشطة في سورية، فإن مفاوضات كهذه ستكون أمرا واقعيا في إسرائيل".
ولكن ليس هذا وحده، فهناك شروط أخرى يجب أن تتوفر، حسب الرؤى الإسرائيلية، لدفع عجلة المفاوضات بين الجانبين السوري والإسرائيلي، مثل تطورات على الساحة اللبنانية، ومستقبل التعامل الدولي مع إيران، وغيرها من الأمور.
في المجمل العام فإن مثل هذا النقاش سيخبو في إسرائيل بعد أيام، ولكن في نفس الوقت لا يمكن الاستهتار به لأنه يكشف عن تعدد الرؤى في المؤسسة الإسرائيلية، السياسية والعسكرية، في كل ما يتعلق بمستقبل المنطقة، وكيفية معايشة إسرائيل لها.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل أولمرت وحكومته مرهون بنتائج الحرب بعيدة المدى
- حين تبكي -حيفانا-
- الإحباط الإسرائيلي يستدعي حربا أوسع
- أولمرت يحظى بدعم يمين هش ومؤقت
- ثلاث ملاحظات سريعة على الحرب
- أسرع حروب إسرائيل
- تخبط تقديرات الخسائر الاقتصادية الاسرائيلية من الحرب
- أولمرت وبيرتس ومعركة إثبات النفس
- الإعلام الإسرائيلي ينشد الحرب ويستوعب الورطة
- إسرائيل بين الغطرسة وسقوط الأوهام
- هدف التصعيد أبعد من حماس
- إسرائيل تثأر لإرهابي
- البلبلة ربح صاف للاحتلال الاسرائيلي
- خماسية ليست متجانسة أزمة القيادة في حزب -العمل- ترفع رأسها م ...
- حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، ...
- اعتادت على البحث عن انشغال عالمي بعيد عن ساحتها- اسرائيل وشم ...
- التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلا ...
- مفاتيح -ملعب- المفاوضات بيد اسرائيل المواصفات الاسرائيلية -ل ...
- اختلاف الرؤى الأمنية بين اولمرت وبيرتس - مشهدان لتعثر الحكوم ...
- وليس فقط النازيين الجدد- اسرائيل: العنصرية والصهاينة الجدد


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - برهوم جرايسي - تناقضات الخطاب الإسرائيلي تجاه سورية