سامي عبد الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 13:01
المحور:
الادب والفن
يقصد بالمسرح التحريضي ما يقدم من مسرحيات تدعو الجمهور الى التفكير في الواقع المر الذي يعيشونه تحت سلطة ظالمة تفكر بمصالحها اكثر مما تفكر بمصلحة الشعب وبالتالي تحرضهم على الوقوف ضد تلك السلطة الحاكمة وربما الثورة عليها وتغييرها.
وكان الشاعر واستاذ اللغة العربية (محمد مهدي البصير) اول من كتب مسرحية تحريضية في العراق مدفوعاً بموقفه من الاستعمار والثورة ضد الاحتلال الاجنبي.
قام (الدكتور علي الربيعي) وهو استاذ الدراما في جامعة بابل بنشر مسرحية البصير الموسومة (وفود النعمان على كسرى انو شروان) ومسرحيته الثانية (دولة الدخلاء). ويصف (الدكتور علي) كلتا المسرحيتين بكونهما تنتميان الى المسرح التحريضي ويذكر بأن المسرحية الاولى ظهرت عام 1920 على مسرح سينما اولمبيا في بغداد، ويدور موضوع المسرحية "عن مدافعة النعمان عن حقوق العرب في حضرة كسرى ملك الفرس". وكانت مسرحيته الثانية (دولة الدخلاء) قد كتبت عام 1925 ولم يثبت انها قدمت على خشبة المسرح ويقول عنها كاتبها "غرض هذه الرواية قبل كل شيء تنبيه الافكار الى ما نشأ او ينشأ عاجلاً ام آجلاً من الويلات والمصائب عن تكالب الزعماء على منافعهم الذاتية الخسيسة واشراك الدخلاء في مصالح الوطن وخبراته، كأنهم من ابنائه".
تعد مسرحية (وحيدة) لمؤلفها الدبلوماسي العراقي المعروف (موسى الشابندر) والتي كتبها اواخر العشرينات من القرن العشرين، من ابرز وانضج المسرحيات التحريضية العراقية. والمسرحية اشبه بالدراما الاجتماعية الشبيهة بمسرحيات اسكندر دوماس الابن ، وهي ان تناولت في موضوعاها "الحب الشريف القوي بين وحيدة وابن عمها احمد – واستطاع ان يضع هذا الحب بين قوى الشر الكاسحة وقوى الخير الضعيفة في مجتمع متأخر حيث يتغلب الشر على الخير". فانها في محورها الثاني تحرض على الوقوف ضد الاحتلالين العثماني والانكليزي، وتحرض ايضاً على تغيير المجتمع المتخلف وعاداته البائدة الى مجتمع افضل.
#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟