فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 13:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعتبر الحياة المعاشية والاقتصادية هي الأساس في حياة الإنسان باعتبارها الظاهرة التي تشغل فكر الإنسان ووجوده في الحياة وتقدم الإنسان وتطوره واستقراره واطمئنانه يأتي من خلال اكتفاءه الذاتي في توفير جميع تفاصيل مستلزمات الحياة الضرورية فمتى اكتفى الإنسان منها ذاتياً توفرت لديه وفتحت أمامه جميع فرص الحياة من حيث الثقافة والوعي الفكري وتربية أبناءه والاستقرار الأسري والروابط الاجتماعية والترفيه النفسي والمعنوي والاستقرار النفسي والمادي ومن خلال ذلك يشمل الإصلاح للبيت والمدرسة وسلطة الحكم وإذا اكتفى منتسبي الدولة اقتصادياً ومعيشياً وانتعشت ظروفهم سوف يقضى على ظاهرة الفساد الإداري لأنه يمثل أقسى الإذلال والتعاسة الإنسانية للإنسان حينما يتجاوز على حقوق وأموال الآخرين ما زال هو يعيش مع أفراد عائلته والمجتمع باحترام ومصداقية وحسن نية وعلاقته العائلية تقوم على الاحترام والتعامل مع أبناءه وأفراد عائلته كالصديق يسودها الاحترام والمودة وهذه الظاهرة تأتي من خلال الثقافة والوعي الفكري بين أفراد العائلة والمجتمع ويأتي ذلك أيضاً من الاهتمام بالمرأة التي هي نصف المجتمع وهي الأم والأخت والبنت والزوجة وتصبح كما قال الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها ---- أعددت شعباً طيب الأعراق.
وتصبح واجب ومهمة المدرسة (تربية وتعليم) وسلطة الحكم (مراقبة وإرشاد وتنفيذ واجبهم الإنساني في حماية أرواح أبناء الشعب وأموالهم من الشاذين والمنحرفين).
إن الواجب الأساسي في تحسين وانعاش الحالة الاقتصادية والمعاشية للشعب تتحملها سلطة الحكم لأنها كيفما تكون يكون الشعب ولا تقل أهمية ذلك من حيث المسؤولية الإنسانية عن دور المثقف في إشاعة الوعي الفكري لدى الشعب من خلال إنارة المناطق المظلمة في حياة الإنسان بمصابيح العقل حتى يمكن الإنسان أن لا يقع ضحية للقوى الظلامية التي تستفيد من غموض وجهل الإنسان على معرفة الطريق الصحيح.
ومن خلال ذلك يتبين الدور الكبير للأسس التربوية في إصلاح المجتمع ومن واجب الدولة الاهتمام ورعاية الأسس التربوية الذي يؤدي بدوره إلى إصلاح المجتمع الذي يبدأ من البيت والمدرسة وسلطة الحكم الذي أساسه الإصلاح الاقتصادي وتوفير العيش الرغيد والاكتفاء الذاتي للشعب. يقول أحد الحكماء : إذا أراد الحاكم أن يحسن من شأن شعبه فلا يعطيه نصائح عن الخطيئة وإنما يجب عليه أن يوفر له أطيب الطعام لأن الإنسان هو الذي يأكل. وإذا توفرت أمام الإنسان جميع هذه الأسس ومستلزمات الحياة الضرورية يستطيع عن طريق القيم المعنوية والنفسية والسياحة والعلاقات الاجتماعية والسلوك الجيد يصبح لديه الوقت للمطالعة والذهاب إلى السينما وإلى المسارح وممارسة الرياضة وغيرها من الأمور الترفيهية عندما تصبح الدولة تهتم بهذه المرافق كالمتنزهات والملاعب الرياضية والمسارح وغيرها.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟