أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - نوبل بين محفوظ وأيتماتوف














المزيد.....

نوبل بين محفوظ وأيتماتوف


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


في 13 أكتوبر 1988 أعلن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل. في ذلك الوقت كنت أدرس بجامعة موسكو في الاتحاد السوفيتي. مازلت أذكر الفرحة التي عمت المغتربين هناك، مصريين وعرب، فرحة فاقت كل الحدود. لم تتوقف أجراس الهواتف لثلاثة أيام بين المصريين الدارسين والعاملين في موسكو يتبادلون التهاني مقرونة بالدهشة والشعور بالفخر، أما فتح لنا أصدقاؤنا الروس بسخاء أكبر كمية من زجاجات الشمبانيا احتفالا بالحدث، أصدقاؤنا الروس فقد احتفلوا بنا وفتحوا لنا زجاجات الشمبانيا الفاخرة كأنما نحن تحديدا من فاز بها وليس محفوظ. وفي واقع الأمر كانت الجائزة تكريما شخصيا لكل مصري وعربي، كأنما رد إليه اعتباره، غير أنها كانت بالطبع اعترافا بدولة الأدب العربي الحديث على خارطة الأدب العالمي. ومن شدة فرحي قررت أن أعكف على جمع كل أو معظم ما كتبه المستشرقون السوفييت عن نجيب محفوظ، ورسائل الدكتوراه التي حصل عليها الدارسون الروس في أعماله، والمقالات الأدبية، ومقالات كبار المستشرقين، وردود أفعال الصحف السوفيتية. وبفضل الأستاذ محمود أمين العالم صدر الكتاب في القاهرة بعنوان" نجيب محفوظ في مرآيا الاستشراق السوفيتي". وأرسل الأستاذ نجيب رسالة رقيقة للعالم يعرب له فيها عن تقديره للكتاب. بعد ثلاثة أعوام اختفى الاتحاد السوفيتي وأمسى ذلك الكتاب شهادة لا يمكن أن تتكرر لأنها من أدبيات دولة لم تعد موجودة. وثار في حينه لغط أن جزءا من الجائزة جاء بسبب موقف نجيب محفوظ من موضوع " السلام"، وقد عبر محفوظ عن موقفه ذلك وفهمه لهذه المسألة بوضوح في كتاب مع رجاء النقاش، وكتابين مع محمد سلماوي، ولم يخف موقفه، وهذا حقه، وكان لنا أن نلومه لو أنه تاجر بموقفه أو تربح منه أو ساقه إلى الآخرين ليفوز بشيء، لكنه لم يفعل ذلك قط ، بل إنه في رسالته إلى الأكاديمية السويدية أشار بقوة إلى حقوق الشعب الفلسطيني. على أي حال لم تكن سعادتي بالجائزة حينذاك السبب الوحيد وراء حماسي واهتمامي بإصدار الكتاب، ففي تلك السنوات كان جنكيز أيتماتوف أشهر الروائيين السوفيت قاطبة وراجت أعماله وترجمت إلى كل اللغات تقريبا، وقد التقيت بأيتماتوف عام 1987، قبل عام من فوز محفوظ بنوبل لاجراء حوار صحفي معه، ووجدته مقتضبا متجهما كأنما كنت أقتطع الدقائق من لحمه، لكني أرجعت ذلك إلى أنه من " قرغيزيا " وهي بلد جبلي ذي طبيعة قاسية دخلها الاسلام أوائل القرن الثامن ميلادي، ونشأت ثقافتها وآدابها وتطورت تحت تأثير الثقافتين العربية والتركية، لهذا كان من الطبيعي أن أسأله عن تأثير الثقافة العربية في أدبه وعما إن كان قد قرأ شيئا من الأدب العربي؟ وأجابني باقتضاب: " عندما يكون لديكم أديب بقامة جابريل جارسيا ماركيز فسوف نقرأه "! واصلت الحوار معه، أو تظاهرت بذلك، لكني لم أنشره قط رغم إلحاح الجريدة علي نشره. بعد عام واحد فقط من ذلك اللقاء فاز محفوظ بنوبل، وتذكرت لقائي بأيتماتوف وشعرت كأنما ردت إلي روحي بهذه الجائزة، وقلت لنفسي : " نعم يا سيدي لدينا أدباء بقامة أي أديب عالمي". لم يسع نجيب محفوظ إلى نوبل، لكنها سعت إليه، أما أيتماتوف فقد بذل كل جهد ممكن للحصول على الجائزة من دون جدوى رغم أنه أصبح مستشارا للرئيس جورباتشوف عام 1989، ورغم أنه راح وفق الموضة حينذاك يتحدث عن " الأخطاء الاستعمارية للاتحاد السوفيتي" ، ثم زين له البعض أن زيارة إسرائيل ستفتح له الطريق إلى الجائزة، فقام بزيارتها والتقى برئيس الحكومة اسحق شامير وقدم له مؤلفاته مصحوبة باهداء حار. ورغم ذلك لم يفز بالجائزة. أما محفوظ الذي لم ينكر يوما رأيه في ضرورة السلام حسبما يفهم هو السلام ، فإنه لم يتاجر قط بهذا الرأي، ولم يقم ببيع موقفه في سبيل الحصول على جائزة، ورأيه في تلك القضية قديم، يشترك فيه بعض المفكرين من أبناء جيله، ومن حقه وحق أي إنسان أن يكون له رأي " آخر"، المهم ألا يكون ذلك الرأي ذريعة للتربح والتكسب، وهو ما لم يقم به محفوظ قط ، ولا لحظة. تحية له في ذكرى فوزه بالجائزة والاعتراف العالمي بإسهامه الأدبي، وهو اعتراف في الوقت ذاته بدولة الأدب العربي وبزعمائها وقادتها وهم كثيرون.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة والحب هذه الأيام
- نساء من العطر والبارود
- الديانة بين البطاقة والعلاقة
- الخيال والحرية والفلسطينيون الستة
- المرأة والأغاني والحب
- ثـيـودوراكــيـــس.. الـفـنـان والـمـوقـف
- من الأمريكان لطالبان .. يا قلبي لا تحزن
- حنا مينا .. الكفاح والفرح الإنساني
- الأم .. إكـــرام
- هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ
- تذكرة الكاتب .. وآخرين أيضا
- بيير بوردو .. آليات التلاعب بالعقول
- أشــرف زكــي .. دفـــاعـــا عـــن الـــفــن
- ثورة يوليو بهجة التاريخ
- أليفة رفعت .. تحطيم الأقلام
- في ذكرى غسان كنفاني
- وفاة جيهان السادات
- واشنطن بين الدب والتنين
- جوائز العلومي والبحوثي .. لغادة وبوسي !
- حقول الموت قصة قصيرة


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - نوبل بين محفوظ وأيتماتوف