الفساد .. وسنينه 5

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فى الجلسة الأولى لورشة عمل "الشفافية ومحاربة الفساد فى قطاع الصحة" التى نظمها التحالف المصرى للشفافية بالتعاون مع منتدى الاصلاح العربى والمجلس القومى لحقوق الانسان، كان المتحدث الرئيسى هو النائب "الصعيدى" ممدوح عبدالرازق.
ولم تكن ورقة ممدوح عبدالرازق نمطية، بل يمكن أن نستعير لها عنوان رواية الأديب الكبير توفيق الحكيم "يوميات نائب فى الأرياف" لأنها شهادة ميدانية عن مظاهر التدنى فى مستويات الخدمة الصحية المتوافرة فى المناطق الريفية ومن أهمها:
1- الحضور والانصراف المنضبط: ودقة انتظام العمل، والتواجد فى الوحدة عى مدار 24 ساعة، كما تنص التعليمات، كل ذلك غير مطبق وغير سار فى غالبية الوحدات الصحية الريفية ، وبالتالى فمواجهة الحالات الطارئة كثيرا ما تنتهى بمآسٍ إنسانية.
2- عدم توفر بعض الأدوية أو الأمصال الضرورية للطوارئ فى الوحدات الصحية، والاكتفاء بتوفيرها فى المستشفيات المركزية بالرغم من بعد هذه المستشفيات عن هذه الوحدات الصحية، الأحق بتوافر هذه الأدوية والأمصال لديها.
فعندما يلدغ مواطن من ثعبان او عقرب وهو فى منطقة نائية، على سبيل المثال، ويهرعون به إلى الوحدة الصحية لإنقاذ حياته قبل تمكن السم من جسمه، ثم لا يجد الطبيب المناوب ولا من يحل محله أو لا يجد المصل اللازم من الأساس، فان احتمالية تشييع جثمانه بعد عدة ساعات تصبح حتمية، ومثل هذه الحالات شائعة فى القرى والنجوع المصرية النائية، وغالباً ما يتم دفن أصحابها فى إطار القضاء والقدر بدلاً من إطار الإهمال والتخلف واللامبالاة.

3- كثير من الأطباء يبدأون عملهم بالوحدات الصحية وفى نيتهم الإثراء السريع، ويجدون فى الكثير من موظفى هذه الوحدات ، من المنتفعين، من يسهل لهم السير فى هذا الطريق، بل ويشجعونهم عليه، حرصاً على مصالحهم ومكاسبهم الشخصية أولاً.

فعلى الرغم من الدخول المرتفعة نسبياً لهؤلاء الأطباء، والتى قد تصل فى مجملها إلى ثلاثة وأربعة آلاف جنيه شهرياً، فإن طموحات بعضهم تتعدى تلك الدخول بمراحل، وبالتالى يصبح تحقيق تلك الطموحات على حساب الخدمات المجانية المفترض توفيرها للفقراء، حيث يسخر الطبيب وجماعات المنتفعين كافة إمكانيات الوحدة لتحقيق هدف المكسب والثراء، فكل ما هو مجانى، على الأقل نظرياً، يدفع فى مقابله معلوم، من الشهادات الصحية وشهادات الوفاة، حتى الأدوية والأمصال.. إلخ.
فبالرغم من أن الكشف المجانى، على سبيل المثال، ثمنه جنيه واحد خلال مواعيد العمل الرسمية، والكشف الاقتصادى ثمنه 3 جنيهات، فى غير مواعيد العمل الرسمية، طبقاً لتعليمات وزارة الصحة ، وبالرغم من أن صرف الأدوية، من المفترض أن يكون بالمجان او بأسعار رمزية على أقصى تقدير، فإن معظم الأطباء يفرضون مبالغ تتراوح ما بين 7 جنيهات ونصف و11 جنيهاً للكشف الواحد بل ويبيعون أدوية الوحدة جهاراً نهاراً وتذهب حصيلتها لجيوبهم وجيوب معاونيهم فى الوحدة، كل حسب النصيب المتفق عليه.
ومع ضعف الرقابة وانعدام الخوف من الحساب أو العقاب، يتعود بعض الأطباء على التزويع من الوحدات الصحية بعد الانتهاء من الكشوفات الخاصة فى المساء، ويبيتون فى منازلهم ولا يعودون إلا ظهر اليوم التالى، متأخرين على المرضى والمصابين وذوى الحاجات العاجلة، ومن ذا الذى يتجرأ ويشكو طبيب الوحدة؟ ولمن ؟ وما هى النتيجة؟
فثقافة تحقيق أعلى مكسب بأقل مجهود وفى أسرع وقت، هى الثقافة الشائعة والمسيطرة على غالبية أطباء الوحدات الصحية فى الريف المصرى.

4- الحقن والعدوى
الكثير من (التمورجية) والممرضين يجهلون شروط مكافحة العدوى عند إعطاء الحقن، ثم نتساءل عن أسباب انتشار أمراض مثل الالتهاب الكبدى (سي)، الذى تضاعف من انتشاره الحق غير الآمن، بل إن هناك حالات تم فيها حق بعض الفقراء بالماء على أنه مضاد حيوي، وغيرها من مآس يندى لها الجبين!

وللحديث بقية

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات