أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند البراك - ذكريات طفولة..تحطم طائرة .7.















المزيد.....

ذكريات طفولة..تحطم طائرة .7.


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


تحطم طائرة

ازدادت لقاءات سعدون بسعيد اكثر من السابق، ليس في بانسيون ماري وحده و انما في مكاتب العمل و في النزهات و المقاهي، و ازدادت نقاشاتهم حول البلد و الانكليز و ابن عمه الوزير عبد المحسن و مواقفه الوطنية التي تساندها مواقف نائبه السيد مولود والد سعيد و ازدادوا تعاهداً على موافاتهما باحدث الاخبار و المعلومات التي يمكن ان يستقوها بكل الوسائل، و خاصة ممن هم على احتكاك برجال القوة و النفوذ في البلاد . .
و توصلا الى ضرورة الاهتمام اكثر بريتا و جوزة لأنهما يملكان اكبر رأسمال في تلك العلاقات، و اضاف سعيد :
ـ لأنهما على احتكاك و صداقة ليس مع كبار الضباط الانكليز فقط، بل مع كبار الضباط و الموظفين العرب و العراقيين ايضاً.
و اتفقا على الكتمان و على ضرورة الاستفادة من علوم و خبرات الانكليز و العمل على مكافحة استغلالهم للبلاد من كل النواحي و على تحرر البلاد من التبعية للاجانب . . و من كثرة نشاطاتهم كوّنت صلاتهم و علاقاتهم، مايشبه اتصالات و علاقات منظّمة صارت تكبر بمرور الوقت، و توصلا الى ضرورة اقناع ماري بان تجلب فرق استعراضية راقصة اوروبية مثيرة تؤدي كل الخدمات للزبائن العرب و العراقيين، لتقوية معلوماتهما عن الضباط و السياسيين العراقيين و العرب و فرز من هم وطنيون و من هم عملاء . . خاصة و ان ماري تثق بقدراتهما لكونهما ضباط ذوي نفوذ و في اماكن حساسة، و سيساعدانها حتماً في تذليل المعاملات المطلوبة . .
الاّ ان سعدون بقي على عناده في الزعامة و في اعتقاده بأن القوة تأتي من النساء و مما يملكن من سحر و جاذبية و اغراء، و الاّ لما كان لمؤسس الجيش الفريق جعفر العسكري محظية ارمنية و لما كان لكبار الضباط و اصحاب القوة انواع العلاقات النسائية الثابتة و العابرة، و الاّ لما التقى بكبار الضباط و هم يقضوّن اوقاتهم بفرح و نشاط مع غواني بانسيون ماري، و بينهم ليس الضحكات المجلجلة فقط بل و انواع الاحاديث الهامسة كما كانت تخبره ريتا . . و هذه المسائل تتطلب الشجاعة و المغامرة و توطين النفس عليها، كما كان يردد مع نفسه . .
و تصور سعدون ان ابن عمه الوزير لابد و انه و نائبه يعملان لإشعال ثورة ضد الانكليز، و ان عليه المساعدة في توفير مستلزمات ذلك و بكل الطرق الممكنة، و قد فهم ذلك من معارضته العلنية لقرارات الحكومة بعقد معاهدات عسكرية مذلة مع البريطانيين، و تسببت تلك المعارضة بأزمة كبرى للحكومة و بانطلاق تظاهرات شعبية متزايدة في العاصمة بغداد . .
من جهة اخرى و من كثرة تردده على بيت السيدة ياسمين و ابنتها تعرّف سعدون على عم الماس السيد ميخائيل (ميخا) الذي كان فورمن في تنظيف المجاري و لديه فريق عمل في ذلك المجال، و قد عرف منه بأن هناك ثوّار آثوريين في الجبال يحقدون على البريطانيين لنكثهم بوعودهم لهم ثم لرفع يدهم عنهم لإنقاذهم، حتى صاروا هم و عوائلهم مطاردين من حلفاء البريطانيين بالسلاح . . و هم على علاقات قوية مع قادة كرد يواصلون ثورتهم من اجل حقوقهم القومية، لعبت قراهم دوراً لاينكر في انقاذ و مساعدة الآثوريين من المذابح آنذاك . . و بتواصل لقاءاتهما و نقاشاتهما، كسب سعدون ثقة العم ميخائيل و عرف منه انه على صلة وثيقة بثوّار الجبال . .
الاّ ان كثرة تردد الضابط سعدون على بيت ياسمين و جلوسه طويلاً هناك مع امرأتين وحيدتين في ذلك المحيط الآثوري الضيق من اللاجئين، تسبب بالكثير من القيل و القال بحق المرأتين، و حيكت انواع القصص و الشائعات اللاأخلاقية حولهما، لعب فيها شابيّن حالمين بالزواج من الماس، و اهلهما ايضاً الذين لعبوا دوراً كبيراً فيها، اضافة الى الكثير من الحاسدين لقيام ضابط بخدمتهما . . حتى وصل الامر الى الم و غضب ياسمين الأم و دخولها في مشاجرات كلامية مع جيرانها، و وصل بالماس الى ان تترك المنزل كلما زارهما سعدون، تاركة الام تتعشى لوحدها مع سعدون باعذار متنوعة . .
و تزايد الم سعدون مما يجري و تزايدت استفساراته من الأم " ماذا يحصل ؟ هل تصرفتُ انا تصرفاً غير لائق بحق الماس ؟ هل صارت تكرهني ؟ انا بالحقيقة احبكم و احب ياسمين " و قال الجملة الأخيرة و الدماء تصعد الى وجهه " و كانت تجيبه دائماً " احنا هم نحبّك لانك صرت واحد مننا، الماس صاحبة مزاج، مرة هيج و مرة هيج " . .
الى ان اخبرت الأم ياسمين سعدون، بعد مشاجرة كلامية مع الجيران و كان جالساً في صالون البيت " عزيزي سيد سعدون، احنا ريفيين و نجونا باعجوبة من الموت بسبب المذابح المستمرة بحقنا، نجونا بانقاذ بعضنا البعض و بوقوفنا حتى الموت معه، و لدينا تزمّتنا و تقاليدنا اللي هي سرّ بقائنا في الحياة حتى الان، و نحن صريحين مع بعضنا، ابوابنا دائماً مفتوحة بوجه بعض، و الآثوري اللي يزورنا يدخل بدون استئذان، الاّ الصداقة مع الغريب عن ملّتنا، العفو . . . علينا ان نقدّم انواع التوضيحات و التفسيرات على صداقتنا معه. . "
صعدت الغيرة برأس سعدون و قال :
ـ آني الهم . . و الله لأعلّمهم !!
بعد ان عرف مع من تشاجرت ياسمين، جلب ميخا معه و وقف امام ذلك البيت و صاح :
ـ و الله اذا ما تنهون هوستكم مع السيدة ياسمين، اكلب الدنيا عليكم . . اشتكي عليكم بالمحاكم و النتيجة يشمروكم انتو و غراضكم برّه . . ويلك انتو مكان ماتشكروني على رعايتي لإمرأة ارملة تشتغل حتى تطلّع خبزتها، ترموها باتهامات . . ولكم لا الله و لا المسيح و لا الاسلام يقبلون بذلك ياسرسرية . . انتم الاخلاقسزيّه . . و تشوفون !!
ارتجف ميخا من كلام سعدون و هو واقف صامت جنبه، لأنه لا يعرف ماذا سيحصل بسبب امرأة اخيه، و ماذا عليه ان يعمل ؟؟ و تحرّكا و جلس سعدون على بقايا حائط و اخذ يدخّن . . و بعد فترة عاد الى بيت ياسمين و معه ميخا و الاثنين صامتين، و وجدا جمعاً من الناس في باب المنزل، و ابتعد الجميع عن طريقهما مسرعين . . و دخلا البيت و وجدا امرأة الجيران التي تشاجرت مع ياسمين قبل حين و هي جاثيه على ركبتيها تقبّل يد و ركبة ياسمين معتذرة منها و هي تسبّ حالها و لسانها و تحلف بالمسيح بانها تابت الى العذراء مريم !! كما ترجم ميخا كلامها الى سعدون.
جلس سعدون بقيافته العسكرية و تحدّث بمنتهى الهدوء :
ـ ياسيدة ياسمين . . انا احب الماس على نيّة الزواج منها و اعتقد انها ايضاً تحبني، و سأكون خير سند لكم، في هذه الاوقات العصيبة . .
سكتت ياسمين ثم قالت :
ـ سيّد سعدون احنا يشرّفنا طلبك و الماس يمكن لديها نفس شعورك و لكن . . المشكلة مشكلة الدين و يستطيع عمها ميخا ان يشرح لك ذلك . . و حسب ما اعرف انه في هذه الحالة عليك الحصول على اذن من الحبر الاعظم لكنيستنا و ملّتنا و مقره الآن في قبرص كما اعرف، اذا تمت الموافقة . .
سكت سعدون مفكّراً تتقلبه اكثر من فكرة في مقدمتها، هل الدين عائق الى هذا الحد ؟؟ لاجئين و حسرة عليهم لقمة العيش و بهذا الموقف ؟؟ هل يشكّل الدين و ايمانهم به الرابط القوي في تلاحمهم الى هذا الحد ؟؟ ام هو ردّ الفعل الطبيعي البشري على سلوك الحاكمين المدّعين، بانهم يحكمون باسم الإسلام و يحاربون الاديان السماوية الاخرى و انهم مكلفون بذلك ؟؟ و لايُعرف ممن مكلفون ؟؟ ام ان الإنسان يحتاج الى قوة مادية و معنوية نفسية ليدافع عن وجوده، و يشكّل دينهم تلك القوة في ظروف المذابح الإجرامية المقامة ضدّهم ؟؟
الاّ ان سعدون فرح كثيراً بكلام ياسمين لأنه عرف ان الزواج ممكن . . بل و فرح كثيراً جداً و هو يلمح ابتسامة الماس الخجولة المطلّة من الكوّة بين الصالون و بين المطبخ، و هو يقول سابذل كل جهدي و ثقي باني سانجح !! و سأوفر لألماس حياة هانئة سعيدة . . و غادر سعدون المنزل بعد السلام مسرعاً و كأنما كان يركض من شدّة فرحه، بعد ان عادت اليه الروح و احيَتْه . .
. . . .
. . . .
و بعد ان سرّ صديقه سعيد بمشروعه للزواج، سأله :
ـ كيف ؟ هل تحب امرأتين في وقت واحد ؟ ماذا ستفعل مع ريتا ؟
ـ ريتا بالنسبة لي كجوزة بالنسبة لك . . اننا نهتم بهما و نحميهما و نصرف عليهما، مقابل مانحصل على معلومات منهن، و طبيعي نحن مستعدين لمساعدتهما ان ارادا ان يتزوجا بمن يحبّان . . انا لا اعتقد اننا نحبهما ذلك الحب من اجل الزواج و هما بخبرتيهما مع الرجال يعرفان ذلك، هما يداريننا و نحن نداريهما و نحميهما، حتى صرنا اصدقاء . . هل نسيت كيف حميناهن من الشقي (محمد ماما)
حين هدد ماري و العاملات عندها، حين هددهم بالطعن بقنينة كسرها على البار ؟؟ نحن لانضحك عليهن او نستغلهن و لا احنا من جلبهما او تسبب بجلبهما الى بانسيون ماري، و احتمال هناك من يشغّلهن لحسابه نحو اهداف لا نعرفها الى الآن و نحن حذرون . . هنّ بعملهن يعرفن الكثير من اسرار البلد من انواع الخرفان من الحكّام . . وافقه سعيد على كلامه الذي قوىّ علاقتهما اكثر من السابق و نظّمها نحو هدف مساعدة المناضلين الوطنيين .
و بعد مناقشات متنوعة عن كيفية الحصول على موافقة الحبر الاعظم، و آراء اصدقائهم في وزارة الخارجية و اتصالاتهم بمن يعرفوه في الممثلية العراقية في قبرص، توصّلوا الى ان الحل الوحيد هو ان يتزوجا في قبرص و يتسجلا هناك حيث لاتدقيق بمسألة الديانات و بحضور ممثل عن مكتب الحبر الاعظم هناك، و على سعدون و الماس ان يرسلا اوراقهما الثبوتية التي حُددت، على ان تكون مترجمة للانكليزية، و في حالة الموافقة . . سيرسل مكتب الحبر الاعظم رسالة مسجّلة تفتح بتوقيع المستلم و فيها بطاقة السفر و الفيزا كهدية من المكتب للزوجين الشابيّن . .
و غرق سعدون في توفير الاوراق الثبوتية و اصدارها و خاصة مايخص الماس منها، و في مساعدة السيدة ياسمين اسبوعياً في نقل الاغراض من سوق دانيال و التسوق الاسبوعي، اضافة الى عمله كمرافق للوزير عبد المحسن و مراسلاته و ضيوفه من انواع السياسيين و وجوه العشائر و المجتمع، في ظروف ملتهبة بسبب نيّة البريطانيين بعقد المعاهدة العسكرية الجديدة، التي كان يرفضها السيد عبد المحسن كاحد الوزراء البارزين في الحكومة آنذاك، لكون لا داعي لها للبلاد و لأنها ستكبّل العراق بقيود جديدة . .
من جهة اخرى، كان سعدون يفكّر كثيراً بما يقرأه في الثكنة العسكرية في اوامر القسم الثاني الخاص باطلاع الضباط ، و هو يلاحظ قوائم متواصلة باحالة عديد من الضباط و خاصة من الشباب على التقاعد، بتهم : الشيوعية و الصهيونية و الافكار الهدّامة، و كان يعرف قسماً من المحالين جيداً بكونهم من اكفأ الضباط، و اندهش اكثر بإحالة الضابط الطيار الشهير بكفاءاته و علمه العسكري . . جلال الأوقاتي . . و كان يتساءل مع نفسه و مع صديقه سعيد و عدد من الضباط الشباب المقرّبين، هل يريدون انهاء الجيش العراقي و معاقبته اثر نجاحاته في حرب 1948 مع اسرائيل ؟؟ و هو يتذكر كيف كان ابن عمه الوزير يقول بعصبية و الم : هي نفس السياسة . . تسريح الضباط الأكفّاء و عقد المعاهدة العسكرية الجديدة لإيفاد ضباط انكليز بدلهم !!
. . . .
. . . .
في ظهيرة احد الايام و هو في قاعدة الرشيد الجويّة و في خضم تلك المشاغل الكثيرة و المتنوعة، اتّصلت به السيدة ياسمين تلفونياً و هي شاهقة ببكاء مرّ :
ـ الله يخليك سيد سعدون . . انقذ الماس، الله يوفقك . . هاجت عليها آلام كليتها و لم تعد المسكّنات التي وصفها لها الطبيب تنفع، و يقول ضروري نقلها بسرعة الى مستشفى تتوفر فيها اجهزة تشخيص و تخطيط و انواع الفحوص الحديثة . . انا لا افهم فيها . . ارجوك بسرعة بسرعة !!
اضطرب سعدون و قد افقدته تلك المكالمة صوابه، المكالمة التي جعلته يخاف على الماس من الموت، و ان كل دقيقة هي هامة جداً للحفاظ على حياتها . . فذهب مسرعاً الى طائرة التدريب، و اخبر برج المراقبة بانه سيطير الى الغدير !!! و كان يعرف ان هناك مهبط طوارئ عسكري سابق متروك، اعده البريطانيون ايام مايس 1941 لمواجهة محاولة انقلاب عقداء المربع الذهبي العراقيين على سلطة الوصي على العرش عبد الإله، و انه لايزال مدرج على لائحة المطارات العسكرية . . رغم تركه و عدم استخدامه منذ سنين.
و كان يردد مع نفسه:
ـ لم اعرف ان الماس مريضة بالكلية . . ان شاء الله تكون بخير اسألك ربيّ . . الطائرة تختصر الزمن عشرين مرّة، ساحملها بالطائرة و ارجع بها الى مستشفى الرشيد العسكري، هناك عندهم كل شئ، و اذا لم تصلح طائرة التدريب لحملها لصغرها، ممكن احملها باية سيارة من الجيران . .
و رغم صياح برج المراقبة بالجهاز عليه بأنه لم تأتِ موافقة بالطيران . . بعد دقائق وصل منطقة الغدير و حسَبَ : بالنظر و التخمين و الدوران بالطائرة، حتى قرر اين موقع المهبط . . هبط على مهبط الغدير بسلام الاّ ان الطائرة بعد هبوطها و في سيرها على الارض و قبل ان تتوقف اخذت تجنح و تميل الى جهة و لم يعرف السبب، الى ان نزل من الطائرة و تفحّص الجانب الجانح و عرف ان السبب يكمن في ارتطام احدى عجلات الطائرة بصخرة ناتئة تسببت بتمزيق اطارها و تهشيم الاطار المعدني لها . .
حمد الله على ان الطائرة لم تتحطم و على نجاته . . لإنقاذ الماس، و اخذ يركض الى بيتها و هو تحت انظار اهالي الغدير الآثوريين الذين احتشد قسم منهم بهوساتهم و تحياتهم في باب بيت السيدة ياسمين . . مبدين استعدادهم لمساعدته بأي شكل و هم فخورين بوجود ضابط مسلم من الحكاّم يهرع لإنقاذ ابنتهم . .
حملوا الماس و هي تأنّ و تصيح من الاوجاع صحبة امها ياسمين . . حملوها بنقّالة عسكرية كانت في احد البيوت، الى سيارة بيك آب مغلقة بشادور احضرها سائقها الشاب الذي يشتغل عليها للاجرة، متبرعاً . . جلس سعدون جنب السائق، و الام و عمّها ميخا و زوجته جنب الماس، يعملون على تثبيتها مع الاغطية و التخفيف عليها من ارتجاجات السيارة السريعة على شوارع لم تكن مبلّطة
و تثير غباراً اقلّ من السابق لانها زُفّتت قبل شهر . .
بعد اربعين دقيقة وصلت البيك آب الى الباب الرئيس لمستشفى الرشيد العسكري، و سمح الحرس بعد ادائهم التحية العسكرية، بدخولهم فوراً بعد رؤيتهم للضابط الطيار الجالس في الصدر بقيافته العسكرية الميدانية ذات النجمتين . . و عمل سعدون كل مايستطيع لإدخال الماس للمستشفى بصفة قريبة ضابط طيّار، و ادخلت الى قسم الطوارئ للحالات الحرجة، امها كمرافقة رسمية معها، و تحت عناية و متابعة سعدون . .
و في تلك الأثناء ضجّ مجمّع الآثوريين في الغدير بانواع العواطف، اضافة الى القصص و الروايات و الأحاديث التي لايُعرف صدقها من كذبها عن البطل الطيار سعدون و حبيبته الآثوريّة :
ـ اعزائي هذا البطل الطيار فعلاً يحب الماس، و الاّ ماقام بكل تلك المغامرات في سبيلها
ـ صدك انسان شريف
ـ عطب الطائرة و خرابها هي مؤامرة بريطانية لتحطيم القوة الجوية العراقية . . صدك هاي طائرة تدريب لو طائرة خبط لزق . .
ـ هذه من الخطط لقتل الطيارين العراقيين، و جلب المزيد من البريطانيين ليحلّوا محلهم
ـ الحكومة غير راضية على زواج الطيار سعدون من آثورية
ـ يحكي اقاربي في جيش الليفي انه ممنوع ان يتزوج ضابط عراقي بمسيحية . .
ـ و المسيح . . اذا تزوّجوا سيكون هذا الطيار خير عون النا
ـ و العذره . . علينا نساعدهم و نبارك الهم زواجهم
. . . .
. . . .
و بينما اجريت عملية جراحية لألماس لإستئصال احجار من كليتها اليسرى و بقيت راقدة في المستشفى لتتمائل للشفاء و تخرج الى البيت . . استُدعي سعدون على عجل الى مقر وزارة الدفاع و أُحيل الى مجلس تأديبي عسكري فوري، قرر عدم صلاحيته للقوة الجوية و احالته الى القوات البرية حسب حاجتها . . بسبب عدم انضباطه و لتصرفه باملاك الدولة و تلفها بحماقة، و بسبب انصياعه لعواطفه الهائجة التي لاتُعرف غاياتها، و يُحرم من جدول الترقية المرشح له اصولياً . . حيث كان مرشحاً لنيل النجمة الثالثة ليكون نقيباً !
و عند مقابلته لإبن عمه الوزير عبد المحسن، انهال عليه بشتى النعوت التي لم ينطقها بحقه من قبل :
ـ تريد تهجم بيتي و سمعتي ؟؟ انا اواجه انواع الأعداء و المتربصين و سارقي قوت الشعب و هم يترصدوني و يحاولون ايقاعي بفخاخهم . . هل نسيت انت مرافقي و مدير مكتبي و موضع اسراري و تقديري ؟؟؟ بهذا تجازيني ؟؟ قلت انك احببت هذه الآثورية و هي تحبّك، و انا ابديت كل استعدادي لمساعدتك و لسفرك معها الى قبرص و و . . لكن ان تزورها بالطائرة و تحطّمها عند قدميها ؟؟ و اين ؟؟ في الغدير اللي فيها انواع الاشقياء و القتلة و المجرمين كما يصفوهم، و تجينا بحقهم يوميّاً انواع الشكاوي من (محترمي) مجلس النواب، اللي اكثرها كما اعرف ملفقة و كاذبة، و لكنها شكاوي مسجلة رسميّاً و تطالب و تطالب و تطالب بطرد هالمساكين من ضحايا المذابح . . الله لايسامحك تدخّلنا بهالمشاكل و هاي اكبر ضربة اواجهها حتى الان لتلويث سمعتي باني اعتمد على خير و اقرب مساعد لي يقوم بذلك و يُطرد من القوة الجوية، لأسباب لايصفوها الاّ بكونها تخريبية او لناس لا يحترمون القانون !! احنا مو بين اهلنا و عشائرنا نتحرك بكيفنا و نصادق من نريد نصادقه بحرية، احنا في دولة و خاصة انت، لأنك ضابط اللي جايّه من الضبط و الربط !!
(يتبع)

27 /10 /2021 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات طفولة سعدون .6.
- ذكريات طفولة .5.
- ذكريات طفولة .4.
- ذكريات طفولة .3.
- ذكريات طفولة .2.
- عن بيان سماحة المرجع الاعلى حول الانتخابات
- ذكريات طفولة .1.
- الانتخابات: التشرينيّون و صراع الميليشيات .2.
- الانتخابات: التشرينيّون و صراع الميليشيات .1.
- المناضل الكبير كاظم حبيب . . وداعاً !
- افغانستان و تغيّر الستراتيجية الاميركية .2.
- افغانستان و تغيّر الستراتيجية الاميركية .1.
- التغيير: روح الدستور، مطالبات تشرين !
- من اجل بقاء العراق موحداً .3.
- من اجل بقاء العراق موحداً .2.
- من اجل بقاء العراق موحداً .1.
- الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد و الإرهابيين ! .2.
- الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد و الإرهابيين ! 1
- عندما يكذب الحكام !
- عندما يكون الفساد حاكماً !


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند البراك - ذكريات طفولة..تحطم طائرة .7.