رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 21:25
المحور:
الادب والفن
النصوص النثرية تمثل استراحة أدبية للقارئ، خاصة عندما تأتي بلغة سلسة وبسيطة، وهذا يعود إلى أنها يمكن تناولها على دفعة واحدة أو على دفعات، حسب ما يراه القارئ، ولأن مواضع هذه النصوص متعددة، الوطني، المرأة، الهم الشخصي للأسير الكاتب، ومنها السياسي، واللافت في هذه النصوص أن الكاتب يركز على الأرض، الزيتون، التين، اللوز، الزعتر، القمح، وكأنه يقول بطريقة غير مباشرة: أنه فلاح، يعتني بالأرض التي ينتمي إليها، كما نجده يركز على الشمس في أكثر من نص، وهذا يعود إلى تعلقه بالحرية والتحرر من سجون الاحتلال.
سنحاول أخذ نماذج من هذه النصوص لتبيان ما فيها من سلاسة، يقول في نص بعنوان "قادمون":
"مع الريح نأتي
ومع الشمس نشرق
ومع الفجر نصلي
روحنا لا يحاصرها سجن ولا سجان
سواعدنا أكبر من كل قيود الطغاة
فكرتنا تنمو على بذار القمح وحبات الزيتون
أعلامنا تعتلي جدار الندى
...
وعلى لهيب الألم عيوننا تخوض الحرب
ووسط الجراح شراييننا تغزل ثوب النصر
قادمون إلى حقيقة الحرية" ص20و21
نلاحظ أن الكاتب يتحدث بلغة "نحن"، وهذا يشير إلى محافظته على التنظيم/الحركة التي ينتمي إليها، ورغم أنه محكوم بالسجن 37 عاما، إلا أنه حامل راية الأمل والتحرر، لهذه نجده يذكر "الشمس، الحرية"، لهذا نقول أن مجرد وجود هذا الأمل/ الثقة/ الإيمان بالتحرر يحسب للكاتب وللكتاب.
وجاء في "بطولة لا تنكسر":
صعد النسور وحلقوا
راياتهم لم تنكسر
ووجوههم باللوز، تنمو تزدهر
والقلب فيهم عاشقا للنور... والزيتون .. والوطن الجميل" ص32
أيضا نجد حضور الأرض: "باللوز، والزيتون" ونجد الأمل/ الحرية في: "حلقوا، للنور" فالعلاقة بين الأرض والسماء نجدها في أكثر من نص، فالكاتب يؤكد علاقة الأرض/ فلسطين بالسماء، وكأنه يستمد القوة/ الأمل/ الإيمان من السماء/ من الله، رغم أنه يقبع في الزنزانة منذ عام 2000، وهذا ما يجعل قيمة لهذه النصوص، فنحن الذين ننعم بالحرية، تجدنا نمر بحالات يأس/ قهر/ اغتراب، بينما "قتيبة مسلم" ينعم بهذا الأمل والإيمان، أليس هذا كافياً لنقول إننا أمام عمل يستحق التوقف عنده لما يعطينا من طاقة/ قدرة على مواجهة صعاب الحياة؟
دائما المرأة تمثل الملاذ الذي يلتجئ إليه الكاتب، كحال الطبيعة، الكتابة، التمرد، وهنا يؤكد الكاتب هذا الأمر يقول في نص بعنوان "أحتاج اليك":
"يا سيدتي الطالعة من نهر الجنة
أحتاج إليك
يا سيدتي الواقفة على رمش العين
أحتاج إليك
يا سيدتي.. يا من تحملين ضوء الشمس بين عينيك
ونجمة السماء في طلة وجهك
ورائحة الياسمين في صدرك
احتاج إليك" ص68
الفكرة واضحة، لكن استخدام الكاتب لألفاظ بيضاء وناعمة: "الطالعة، نهر، الجنة، العين، ضوء، الشمس، نجمة، السماء، الياسمين، صدرك" يؤكد الأثر الناعم الذي تتركه المرأة فيه وفي القارئ على حدّ سواء
* الكتاب من منشورات المكتبة الشعبية، ناشرون، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2022.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟