أوراق حراك تشرين 2019 -نريد وطن-

سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)

الحوار المتمدن-العدد: 7057 - 2021 / 10 / 25 - 22:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

سأنشر بشكل متسلسل أوراق حراك تشرين

الحلقة الأولى

من عزلتي في غرفة بشمال الأرض، كنت على مساس يومي بمجريات ما يحدث من فوران بين شباب العراق الذين سدت السلطات أمامهم كل سبل الحياة، ولمست ذلك الحماس والفوران منذ مطلع عام 2011،
ففي كل ندوة أقمتها أو حضرتها في زياراتي السنوية للعراق ومدينتي الديوانية قمت بالتحريض المباشر والكلام بوضوح عن الأوضاع والمستقبل والسلطات، وإحدى هذه الندوات مسجلة بجزئين في اليوتيب، والندوة أقيمت 2013 في كازينو -مرتضى تومين - التي يؤمها الشباب وسط المدينة وحضرها نائب مجلس المحافظة الذي رفضت "درع" التكريم الذي حمله، وقلت سأكرم حينما تحّلون مشاكل شباب مدينتي وناسها بتوفير العمل وإعمار المدينة وتوفير الخدمات فغادر مع حمايته، ومنذ ذلك الوقت نسجت علاقة من شبابها وخصوصا ممن لهم طموح أدبي، شعراء وكتاب قصة ونقد ممن تبلورا لاحقاً وهؤلاء كانوا من مشعلي ثورة تشرين التي غيرت مزاج العراقيين وزرعت الأمل في إحداث تغيير وتحقيق حياة أفضل، وأعدها أنا بروفة عظيمة لثورة قادمة ستجرف كل هذه القوى الفاسدة وتبني العراق الجديد.
كنت مقدراً حجم الانفجار القادم، وأصدرت بياناً مستقلاً باسمي في يوم 1-10-2019 مبشراً بثورة جارفة أتية في الأيام القادمة قبل أي حزب أو جمعيات والتي ترددت كثيراً والتحقت لكن بعد أشتعال الثورة وبعضها كالحزب الشيوعي الذي قضيت حياتي أناضل في صفوفه إذ لم يقدر ويتنبأ بأعصار تشرين إلا بعد انفجاره فالتحق ساحباً ممثيله من البرلمان. وفي تلك الأيام وفي طور التهيئة للانفجار العظيم نسجت علاقات قوية ويومية وتفصيلية مع منسقي التظاهرات في الساحات كان العمل اليومي الدؤوب وتداول الآراء يجري بحماس وأدى إلى صياغة بيان الثورة، وكان لي الشرف إذ بعثته تنسيقة التظاهرات في بغداد كي أطلع عليه وأبدي ملاحظاتي، وفعلت ذلك بدقة وحماس وأنا منتشي أحلق بجناحين في فضاء الغرفة، أخرج من النافذة احوم فوق الغابة القريبة والبحيرات وأصرخ
ما أسعدني يا إلهي ما أسعدني
فطوال حياتي التي قضيتها بين السجون والكفاح المسلح والتشرد والمنفى لم تتيح لي الحياة السياسية الخروج في تظاهرات إلا بعد الاحتلال أثناء زياراتي وكانت تظاهرات معزولة تنظمها الأحزاب التي لها قدم في السلطة وقدم في الساحات ولكن في 25 تشرين كانت مختلفة.
كنت ألمس بروحي وقلبي هديرها العاصف" وللأمانة والتوثيق كانت الشاعرة العراقية الشابة "نور درويش" حلقة الصلة بيني وبين شباب الساحة وهي من بعثت لي مسودة البيان، وعقب الإنفجار نشأت لي علاقات مع العديد من شباب الساحات في بغداد والمدن الأخرى وكتبت كل يوم بيانات تحريضية ومقالات ودراسات مكثفة عن قصائد الثوار وفعالياتهم وأرشفت ما أستطعت من أحداث ووصلتني عشرات الرسائل من الثوار التي أحتفظ بها لكن قبل أشهر من أنتشار فايروس الكرونا مضاف لعوامل أخرى أدت إلى خفوت نار الثورة التي لا تزال خابية تتأجج تحت الرماد وستنفجر في مستقبل الأيام القادمة فعوامل تفجرها لا تزال قائمة، في تلك الأيام ساء وضعي الصحي فجأة وقضيت عام 2020 تقريباً في شلل تام مما عطل مشروعي بكتابة كتاب عن هذه الثورة العظيمة، والآن سأحاول تنسق كل ما جمعت وكتبت من مقالات وتوثيق وأحداث في سلسلة مقالات علهّا تنسيق المواد وتوثقها من الضياع، وهنا سأنشر ما كتبته في يوم 23-10-2019 عن بيان الثورة
(شكر تنسيقية تظاهرات 25-10-2019 لبعثها البيان قبل نشره ولثقتها بيّ، ولبيتُ طلبها بنشره بالموعد المحدد الساعة الثالثة عصر اليوم 23-10
كتبت كلمة أول يوم الهبة 1-10-2019 وقلت أنها بداية أعصار في بيان وقعته باسمي قبل كل الأحزاب والحركات، أدرك بعمق المأزق ويأس الشباب من المستقبل أدرك عن قرب لأختلاطي بهم بالرغم من وضعي الصحي السيء وتقدم العمر من خلال زياراتي السنوية التي تكرست أخيراً لمخالطة الشباب الناشئ الشجاع والذي لا يعرف الخنوع والخوف.
أفتخر بهم وبالشباب وواثق من حلمي بعراق حرٌ مزدهر سعيد الذي أكرره في كل حوار صحفي ولقاء ومحفل
أفتخر بكم أكثر مما فخركم بي يا ضوء القادم
صلاة لكم
وعناق
والفجر آتٍ
سلام إبراهيم
روائي عراقي)
1-البوست الذي نشر مع البيان
كتب على خلفية حمراء بلون الدم
(ثورة - 25
إنها البداية فقط)

#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات