أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - تهجير المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى من العراق .. ما العمل ؟















المزيد.....


تهجير المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى من العراق .. ما العمل ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق الذي أردناه خالياً من اسلحة الدمار الشامل ، سيكون خالياً من الأقليات الدينية غير الأسلامية .
من نافلة القول ان معظم مدن العراق وبغداد بصورة خاصة ، باتت مسرحاً دموياً يومياً لمختلف أنواع الجرائم من الخطف والنهب والسلب والقتل على الهوية وعمليات التهجير والتطهير العرقي والمذهبي والديني ، كل ذلك يجري والحكومة التي ينبغي ان تكون هي صاحبة القرار والحل والربط وتأمين الأمن والأستقرار والخدمات للمواطن ، لكن الواقع يكشف ان الحكومة عاجزة ومشلولة أمام التيار الأرهابي والأجرامي الذي يعصف بهذه البلاد .
المسيحيون والأقليات الدينية الأخرى
بقي الوجود العربي في العراق تاريخياً مرهونا بالهجرات العربية السلمية المتدفقة من الجزيرة العربية الى شواطئ الفرات والحواضر العراقية ، لكن طبيعة هذه الهجرة تغيرت في القرن السابع الميلادي حينما أغارت القوات العربية الأسلامية على العراق ، حيث كان رازحاً تحت الحكم الساساني .
صورة العراق كانت واضحة امام العرب الغزاة او الفاتحين او المحررين ، فالتسمية لا تغير المضمون ، المنظر العراقي كان واضحاً : بلاد يدين معظم سكانه بالديانة المسيحية ، الى جانب ديانات أخرى كاليهودية والمندائية والزرادشتية وغيرها ، فالبلاد تنتشر فيها الكنائس والديورة والمدارس التي يؤمها الألاف من التلاميذ ويدرسون مختلف العلوم والفنون .
وهكذا بتوسط القبائل العربية المسيحية فتحت الأبواب لهذه القوات يحدوهم الأمل أن يكون المحتل او الفاتح او المحرر الجديد أرحم من المحتل الساساني .
المسيحيون والأقليات الدينية الأخرى بضمنهم الصابئة المندائيين واليهود واليزيدية هم السكان الأصليين لهذه البلاد . لكن في ظل الفوضى العارمة في العراق حالياً تتعرض الأقليات الدينية لحملة عنصرية شرسة من أجل تفريغ العراق من مكوناته البشرية العراقية الأصيلة .
لقد كان في العراق أقلية يهودية سكنت بلاد الرافدين 2500 سنة ويقول مير بصري : ان هذه الطائفة شاركت الأهلين سراءهم وضراءهم ، شهدت الدول البابلية والكلدانيـة والآشورية وعاشت في ظل الميديين والفرس والمغول والتتار والأتراك والبريطانيين ونعمت بالعيش في ظل الحكم الوطني الذي أطل على العراق عام 1921 م لكن اليوم بقي من هذه الطائفة 80 شخصاً فقط ( اواسط العقد التاسع من القرن الماضي ) ومعظمهم من الشيوخ والعجائز .
ولا ادري أن كنا اليوم في طريق الى تصفية وإخلاء العراق من كل تنوعاته من غير المسلمين .
سكوت المجتمع الدولي ومنظمات الأغاثة
عن وكالة أنباء الفاتيكان في خبر نشره موقع ـ الأخبار الكاثوليكية ـ في تصريح للمطران أندراوس أبونا النائب البطريركي للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العراق : ان أكثر من نصف مسيحيي العراق غادروا وطنهم العراق خلال الثلاث سنوات الأخيرة ... ويضيف أن عدد السكان المسحيين قبل دخول الأمريكان كان مليون ومائتا ألف نسمة في حين عددهم حالياً يبلغ بحدود 600 ألف نسمة . إن هذا المؤشر يشير بوضوح الى النتائج المأسوية لمستقبل العراقيين المسيحيين في بلدهم .
العجيب الغريب هو الصمت المطبق للمنظمات الدولية ، وكأن شأن الأقليات منوط بقدرتها الذاتية على الصمود أمام الظلم والأنتقام .
لقد وقف الى جانب الفلسطينيين في محنتهم الأنسانية منظمات وهيئات دولية كثيرة ، وثمة هيئة دولية ثابثة لأغاثة الفلسطينيين . وهذا حق انساني لهذا الشعب وهو مشرد خارج وطنه .
لكن أين هذه المنظمات من تشريد الأقليات الدينية من العراق ؟
أين القرارات الدولية التي تناصر هذا الشعب وهو يشرد من وطنه أمام العالم ؟ ودون ان تحرك هذه المنظمات ساكناً ، على الأقل على مستوى الشجب والأستنكار .
إن المسيحيين في العراق والأقليات الدينية الأخرى كأنهم ليسوا من هذا الكوكب ولا يستحقون التضامن معهم من أية منظمة دولية أو من المجتمع الدولي عموماً .
إن المجتمع الدولي ومنظمات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الأنسانية مدعوة للنظر بأمر هذا الشعب الذي يتعرض الى مآسي لا تقل أبداً عن المآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني او غيره من الشعوب المضطهدة ، فأين الهيئات والمنظمات الدولية لما يجري في العراق ؟
الى متى يستمر صمت وسكوت المجتمع الأقليمي والدولي أمام المآسي التي تطال العراقيين المسيحيين والأقليات الدينية ؟
الوضع المتردي لشرائح المجتمع العراقي
المجتمع العراقي برمته يتعرض لما تتعرض له الأقليات الدينية العراقية ، وهذا الواقع لا يمكن نكرانه ، لكن ثمة حقيقة معروفة تفتقر اليها الأقليات الدينية ، فإذا التزمنا الصراحة والصدق في القو ل ، فإن العرب السنة يتماهون في العمق العربي ومزاجهم السياسي يتماشى مع الخطاب السياسي العربي . والأكراد لهم من المساحة والتضاريس المنيعة والقوة البشرية . والشيعة لهم عمق ايراني ، فعندما هجّروا من العراق كانت وجهتهم أيران بالدرجة الأولى ، والتركمان عمقهم تركيا . أما المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى فإن عمقهم ومزاجهم السياسي يتماشى مع العراق فحسب ، فليس لهم رفيق او صديق خارج التراب العراقي .
الأسئلة المطروحة :
ـ هل تهاجر كل الأقليات الدينية العراقية الى أقليم كردستان ؟
ـ هل يسـتطيع الأقليم المذكور اسـتيعاب كل الأقليات الدينية دون تعضيد المجتمع الدولي والمنظمات الأنسانية ؟
ـ هل يهاجر هؤلاء البشـر الى الدول الأوروبية وأمريكا واستراليا ، ويكون لهم أسبقية في قبولهم كلاجئين ؟
ـ هل فكرة المنطقة الآمنة تبقى قائمة ومفيدة ؟ وذلك بغية تسليط الأضواء عليها للتأثير على الرأي العام الدولي .
ـ هل هناك من يفكر بأن يقوم هؤلاء الناس بتشكيل ميليشيات مسلحة من صفوف شبابهم يذودون عن كينونتهم ووجودهم في هذه الديار ؟
ـ ما العمل أمام واقع تبدو نتائجه وخيمه لا مناص منها ؟
المعضلة تحتاج الى تظافر الجهود الذاتية والوطنية والدولية ، وإذا استمرت عملية الصمت والسكوت الدولي فسيكون العراق بعد بضعة سنين خالياً من مكوناته التاريخية الأصيلة .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلدانيو او السريانية لغة واحدة لشعب واحد
- ملامح العلاقة الأخوية بين الكلدان وكردستان
- الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث - 2 2
- ديمقراطية بوش ام ديمقراطية بوتين ترياق الوضع العراقي ؟
- الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث 1-2
- بطريركية بابل على الكلدان مسيرة حكيمة أيام السلم والحرب - ال ...
- أقليم كردستان وتعايش اللغات الكردية والعربية والسريانية ..
- فوبيا النقد والحوار .. ( الزوعا ) نموذجاً
- آثاث وأدوات منزلية تراثية بيت القوشي نموذجاً 2 2
- هل يجهل مجلس الأقليات العراقية اسم أقلياته القومية
- هل حقاً بيننا حرب تسميات ؟
- قرار مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 - القسم الثاني
- قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول
- المسيحيون والمندائيون وحكم الشيعة في الجنوب
- هل من حقائب وزارية للأقليات الدينية في حكومة المالكي
- اثاث وأدوات منزلية تراثية .. بيت القوشي نموذجاً
- هل الشيعة مؤهلون لإدارة الحكم في العراق
- واقع الأقليات الدينية والقومية في أقليم كردستان
- أخي ثامر توسا .. لماذا تستكثرون علينا اسماً قومياً ؟
- انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - تهجير المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى من العراق .. ما العمل ؟