أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - داود حيدو - في اقتصاد الحرب.. تأمين الجانب الاقتصادي للدفاع عن الوطن















المزيد.....


في اقتصاد الحرب.. تأمين الجانب الاقتصادي للدفاع عن الوطن


داود حيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


آ ـ إن الأداة الأساسية والحاسمة للدفاع عن الوطن هي القوات المسلحة. وهذا لا يعني بالطبع أن حماية الوطن ما هي إلا مجرد وظيفة روتينية تقوم بها الجيوش، بل على العكس فهذه عملية سياسية اجتماعية اقتصادية..إلخ وعسكرية عند الضرورة، معقدة وخطرة للغاية، يقوم بها المجتمع بكامله، وتسهم فيها إلى هذا الحد أو ذاك، وربما إلى أقصى طاقاتها، قطاعات أوسع فأوسع من الشعب، وربما الشعب كله. وللاقتصاد في هذا المجال دور متزايد سواء مع تطور أساليب القتال أو مع امتداده الزمني.
والاقتصاد الذي يقوى على تلبية الاحتياجات الحربية المتنامية بسرعة هائلة هو الاقتصاد الذي يتصف بأعلى درجات التطور والتنظيم، ويستطيع تخصيص الأجزاء اللازمة منه لتلبية هذه الاحتياجات ذات الصفة الخاصة.
وأهم المراحل التي تتم فيها هذه الاحتياجات هي:
1ـ تخطيط عام للاقتصاد تراعى فيه كل الشروط الضرورية للدفاع.
2ـ تطوير تكنيكي علمي للقطاعات الرئيسية التي لها تماس بقضايا الدفاع.
3ـ إنتاج أهم المواد الحربية، وبصورة خاصة تلك المواد ذات الاستهلاك الواسع والصعبة النقل (متفجرات، وقود، قطع تبديل..إلخ).
4ـ تأمين وسائط نقل هذه المواد إلى القوات المسلحة تحت جميع الظروف.
5ـ تأمين الاحتياطي الحربي.
6ـ تنظيم أعمال الصيانة.
7ـ تأمين جميع الاحتياجات للأبنية والإنشاءات المساعدة.
8ـ تأمين سير وعمل أهم المرافق الاقتصادية في جميع الظروف.
وعلى الرغم من أن بعض هذه المهام يعدُّ من مهام زمن السلم إلا أنها كلها يجب أن تؤمن قبل البدء بالحرب على أي حال. يضاف إلى ذلك أن حجم وطبيعة امتداد الصراع من الجهة الواحدة، وقدرة البلاد الاقتصادية من الجهة الثانية، تحدد ما إذا كان القيام بهذه المهام ضمن قدرة البلد المقاتل وحده، أم أن هناك ضرورة للتعاون بشأنها مع الحلفاء. في الحروب الحديثة تكون الحالة الثانية هي المرجحة، ولذا فلا بد من التعاون في هذه المجالات أيضاً في وقت السلم، وذلك لسبب رئيسي واحد هو أن تأمينها بعد البدء بالقتال شبه مستحيل.
ب ـ تحظى المسائل المتعلقة بالصيانة بأهمية خاصة في ظروف البلدان التي لا تملك صناعة التجهيزات الأساسية للقتال. وحتى لو وجدت هذه الصناعة فإن للصيانة أثناء عملية القتال دوراً يكاد يفوق دور أية خدمات قتالية أخرى.
وأهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها جهاز الصيانة العسكري:
1ـ استعداده للعمل في جميع الظروف وطوال النهار والليل، هذا على الرغم من ضرورة تأمين ظروف عمل جيدة له بشكل مسبق.
2ـ تأمين اتصالاته بجميع القطعات.
3ـ تعليم العناصر الأساسية في القوات المسلحة القيام ببعض أعمال الصيانة البسيطة والسريعة دون الرجوع إلى جهاز الصيانة.
4ـ ضمان إمكانية عمل جهاز الصيانة حتى في حال انقطاعه عن بقية المرافق الاقتصادية.
5ـ تخفيض اعتماد جهاز الصيانة الواحد على بقية الأجهزة المساعدة إلى أقصى الحدود.
6ـ تخفيض عمليات الصيانة أثناء القتال إلى أدنى الحدود، وإذا أمكن اقتصارها على تبديل القطع المعطلة والتالفة.
7ـ مكننة أعمال صيانة الآليات إلى أقصى الحدود الممكنة.
ـ مسألة الاحتياطي الحربي
آ ـ في الحروب الحديثة وبسبب إمكانية تحول الحرب بسرعة إلى حرب بجميع الأسلحة وبكامل قدرة البلاد، تزداد أهمية الاحتياطي الحربي إلى الحد الذي تجعله أحد أهم عمليات التحضير للحرب. والاحتياطي هنا يجب ألا يفهم بالمعنى الضيق للمخزون من بعض المواد والتجهيزات، بل بمعناه الواسع بحيث يشمل جميع احتياجات القتال، أي بمعنى الطاقة القتالية الاحتياطية التي يمكن أن تتحول في أية ساعة إلى طاقة قتالية فعالة. وعلى هذا الأساس يشمل الاحتياطي لحالات الحرب البنود الرئيسية التالية:
1ـ الأسلحة والمعدات والذخيرة والوقود والآليات العاملة في الجبهات بشكل مباشر. وهذه تحتل من حيث الحجم الجانب الأكبر من الاحتياطي.
2ـ قطع التبديل.
3ـ الآلات والتجهيزات الإنتاجية والمواد الأولية والمساعدة اللازمة للإنتاج الحربي.
4ـ أهم المواد التموينية والطبية.
ب ـ إن طبيعة الاحتياطي الحربي تفرض أن يكون هذا الاحتياطي موزعاً في جهات عديدة وقابلاً للنقل السريع إلى الجهات التي تحتاجه. ولذا يمكن ويجب تقسيم الاحتياطي الحربي إلى:
1ـ احتياطي تحتفظ به القطعات ومراكز التجمع ومؤسسات الإنتاج ومراكز التجمع السكانية وحتى السكان أنفسهم في بيوتهم. وهذا الاحتياطي تموله عادة الجهات التي تحتفظ به وهو بطبيعته لايلبي إلا الاحتياجات السريعة والأساسية والآنية للجهة صاحبة الاحتياطي.
2ـ احتياطي مخزون في أماكن خاصة مموهة ومحمية وسرية. وهذا المخزون تموله الدولة عادة، وتشرف على توزيعه جهات مركزية تابعة إما للقوات المسلحة أو الإدارة المدنية أو إدارة الطوارئ. وهو يشمل الاحتياجات العامة والرئيسية التي يمكن استعمالها في جهات عديدة.
3ـ إن أهمية الاحتياطي وكلفته وصيانته تفرض ألاّ يترك للعوامل الذاتية ولتقديرات هذا أو ذاك من المسؤولين عن مختلف القطاعات. وأهم ما في الأمر أن يكون هناك مقاييس معينة للاحتياطي وأجهزة خاصة به، وأن تمارس في هذا المجال بالذات مراقبة وانضباطية عالية. الاحتياطي الحربي يجب أن يخضع حتى أثناء السلم للقوانين النافذة أثناء الحرب.
ج ـ إن كلفة الاحتياطي والعبء الذي يشكله التخزين يجعلان من الأمور الهامة جداً أن يحصر الاحتياطي ـ تبعاً لطبيعة المواد ـ في الحدود الدنيا الممكنة. وبهذا الصدد يقسم الاحتياطي إلى نوعين:
1ـ احتياطي جامد.
2ـ احتياطي فعال.
فالاحتياطي الجامد هو الموضوع في مخازن ومستودعات ومخابئ، ولا يمس إلا عند التجديد، ولا ينقّص إلا في حالات الطوارئ. وهذا الجزء من الاحتياطي هو ثروة معطلة عملياً، ولذا يجب أن يحصر في الحدود الدنيا المقبولة.
أما الاحتياطي الفعال فهو كل ما يمكن سحبه من الاستعمال السلمي والمدني لوضعه في الاستعمال الحربي والعسكري، وهو يشمل عملياً كل ثروة البلاد أو معظمها. والفارق الأساسي بين الاحتياطيين هو أن الأول تملكه الدولة وهي صاحبة التصرف به في أية لحظة تريد، في حين أن الثاني يملكه الأفراد والمؤسسات، ويتطلب استخدامه في الأغراض العسكرية أو في ظروف الحرب إجراءات خاصة يجب على أي حال أن تثبت في قانون الطوارئ وإجراءاته. وأهم ما في الأمر بهذا الخصوص أن يبدي الناس استعدادهم لوضع ملكيتهم تحت تصرف الدولة في حالة الطوارئ، أو أن يجبروا على ذلك تحت طائلة عقوبات الطوارئ. ومن أجل هذه الغاية بالذات يجب أن يكون هناك تسجيل وإحصاء شبه تام ومتكامل لجميع الأجهزة والمواد التي تدخل في هذا الاحتياطي وأن نعرف أماكنها بدقة.



#داود_حيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف ستساعد بقايا سيارة الـBMW بهجوم المشتبه به السعودي على س ...
- إسرائيل تواصل هدم وجرف المنازل والبساتين في الجنوب اللبناني ...
- حادثة بـ-نيران صديقة- تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحم ...
- الحوثيون يحذرون الدول من مساندة إسرائيل في غاراتها على اليمن ...
- الثاني في أسبوع.. زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزر فانواتو
- في ظل تهديد -وباء رباعي-.. المصادر الغذائية الرئيسية لفيتامي ...
- مباشر - سوريا: تركيا ستفعل -كل ما يلزم- إذا فشلت الحكومة الج ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: 13 شهيدا جراء قصف إسرائيلي متواصل على ...
- الحوثيون يكشفون خسائر الغارات الإسرائيلية على موانئ الحديدة ...
- قوة متحالفة مع جيش السودان تسيطر على قاعدة -الزُرق- بدارفور ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - داود حيدو - في اقتصاد الحرب.. تأمين الجانب الاقتصادي للدفاع عن الوطن