|
شركاء السطو على الشرعية في سوريا : النظام ، المعارضة ، المحتلون ، سلطات الامر الواقع
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 20:53
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
شركاء السطو على الشرعية في سوريا : النظام ، المعارضة ، المحتلون ، سلطات الامر الواقع يوما بعد يوم وفي ظل تطورات القضية السورية. على الأصعدة المحلية ، والإقليمية ، والدولية ، تجري عملية الفرز ، وتستكمل تجلياته ، وتتوضح مشاهده تلقائيا بين الشعب السوري وتعبيراته الوطنية ، والثورية ، بكل مكوناته ، وفي جميع مناطقه ، وبالداخل والخارج كمصدر وحيد للشرعية الوطنية الأصيلة غير القابلة لأية تأويلات من جهة ، وبين الشرعيات المزيفة ، أو المستعارة ، أو المعطوفة على فاقدها ، أو المستولى عليها عبر السطو المسلح ، وبناء عليه فان الآفاق المحتملة لقضايا الصراع الآني وفي المديين المنظور ، والقادم في وحول سوريا ستتوقف على اصطفاف ثنائي أي الشرعي وهو الشعب المقهور ، واللاشرعي من نظام ، ومحتلين ، وسلطات الامر الواقع ، والمعارضة . في شرعية النظام قبل عام ٢٠١١ بل منذ تسلط حزب البعث بداية ستينات القرن الماضي على مقاليد السلطة عبر انقلابه العسكري ، كانت شرعية النظام مشكوك فيها ، معتمدا على مبدأ الأحادية ، الحزبية ، والطائفية ، والقومية ، والعائلية ، وتحول شيئا فشيئا الى منظومة امنية قمعية ضد مطامح الغالبية الساحقة من الشعب السوري ، وحول البلاد الى سجن كبير ، مما دفع السوريين الى اعلان الانتفاضة الوطنية السلمية الاحتجاجية منذ آذار قبل نحو عشرة أعوام ، وقبلها النظام بالحديد والنار ، وجير كل إمكانيات الدولة العسكرية ، والأمنية ، والاقتصادية في سبيل خنق الانتفاضة ، وممارسة التقتيل ، والتدمير وكافة الوسائل العنفية التي ترقى الى مستوى جرائم ضد الإنسانية خلال كل هذه الأعوام ، وخسر السيطرة على اكثر من ثلاثة ارباع الجغرافيا السورية ، محصورا في ما سميت بسوريا المفيدة ، وفي المحصلة فقد ثقة السوريين ، وتعمق الشرخ بينه وبين الغالبية الساحقة ، وهذا يعني فقدانه نهائيا للشرعية الوطنية . في شرعية ( المعارضة ) بعد عامين تقريبا من الانتفاضة الثورية السلمية التي اشعلها الشباب بصورة عفوية في مختلف المناطق السورية ، مدعومون من الحراك الوطني المستقل ، ومعززون من العسكريين المنشقين من جيش النظام ، منتقلة الى مرحلة الثورة الوطنية ، بشعاراتها المعبرة عن طموحات الجماهير الشعبية في الحرية ، والكرامة ، والتغيير الديموقراطي ، نقول بعد اقل من عامين تحركت الأحزاب التقليدية الإسلامية ، والقومية ، والشيوعية المنهكة ، الفاشلة ، الهزيلة ، اللاديموقراطية ، وبدعم مباشر من النظامين الرسميين العربي والإقليمي للسيطرة على الثورة ، والمعارضة ، في سبيل اجهاضها ، وتحويلها الى مجرد وكيلة لمصالح خارجية ، ووقف الاندفاعة الثورية المشروعة ، وان قيض لها العمل على اسلمة ، واخونة الثورة ، تلك القوى التي لم تظهر من تمثيل ديموقراطي للسوريين ، أو تخويل للتكلم باسمهم ، وهي بالأساس أحزاب شمولية ، آيديولوجية ، رفضت اية مراجعة سياسية ، او اللجوء للشعب لنيل ثقته ، ومن هنا فانها تفتقر الى الحدود الدنيا للشرعية الوطنية المدعومة من كل المكونات الوطنية . وفي واقعة ذات صلة ، وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس وفد التفاوض التابع – للائتلاف – بعد انتهاء الجولة الأخيرة – المخصصة لمناقشة الدستور السوري القادم - بجنيف ، وعندما جوبه بالسؤال التاي من مراسل احدى الفضائيات : بما انك تؤكد عن فشل هذه الجولة كسابقاتها بسبب عدم تجاوب طرف النظام ، فهل ستواصلون المشاركة في جولات قادمة ،ام ستقاطعونها ؟ ، فكان الجواب جازما بانهم لن يقاطعوا ، بدلا ان يجيب مثلا بانهم سيتشاورون مع مرجعيتهم في أسوأ الأحوال ، أو سيعودون الى الشعب السوري ليقول كلمته وذلك كخيار أفضل ، جواب ممثل – الائتلاف – اللاشرعي يؤكد مجددا عن بعدهم عن الخيار الوطني ، وهزالتهم ، وافتقارهم الى الحد الأدنى من الإحساس بمصالح الشعب ، والوطن ، وحملهم لاجندات خارجية ، وضربهم عرض الحائط لاهداف الثورة ، واكثر من ذلك تصرف هؤلاء الطارئين على الثورة ، والمعارضة ، انطلاقا من من مصالح شخصية خاصة لا تتعارض مع مخططات النظام الخبيثة المخترقة لصفوف هذه الجماعة التي في حقيقتها لاتمون حتى على عناصر في الفصائل المسلحة المحسوبة عليها شكليا . في الشرعية المعطوفة على فاقدها وينطبق ذلك على كل من المحتلين الروسي ، والإيراني على وجه الخصوص ، فالجانبان احتلا مناطق ، ومدنا ، وبلدات ، عسكريا ، وميليشياويا اعتمادا على ذريعة واهية وهي التدخل بناء على طلب نظام الاستبداد الفاقد كما ذكرنا للشرعية الوطنية ، كما انكشف خلال هذه الأعوام ان الطرفين الروسي والإيراني يسعيان وراء مصالحهما الخاصة ، على حساب إرادة غالبية السوريين ، ولديهما طموحات ، ومخططات ، ومشاريع توسعية ، اقتصادية ومذهبية آيديولوجية ، واقترفا جرائم ضد الإنسانية في سوريا . كما ينطبق المبدأ ذاته على جماعات – ب ك ك – التي انتقل مسلحوها من قنديل ، وكردستان تركيا بناء على اتفاقية غير منشورة بين قيادة قنديل العسكرية من جهة ، ومبعوث الأسد اللواء المقتول آصف شوكت ، بوساطة الرئيس العراقي المرحوم جلال الطالباني ، والجنرال قاسم سليماني ، أي ان هذه الجماعة انطلقت في انتقالها الى سوريا تحت مظلة ( شرعية النظام ) المفقودة طبعا ، معززة بدعمه ، خصوصا في مجال تسليم المناطق ،والإدارات ، والمدن – تسليم واستلام . أمريكا المحتلة استقرت في سوريا خصوصا في ( شمال شرق سوريا ) اعتمادا على رغبة مسلحي جماعات – ب ك ك – التي لا تملك أية شرعية لا كردية ، ولا سورية والمعتمدة كما ذكرنا على شرعية النظام المفقودة ، والوجود الأمريكي الذي لاسند شرعي له يجعلها في وضع متردد ، يمكن انسحابها اية لحظة . تركيا المحتلة لمناطق سورية وكردية شاسعة أيضا وبغض النظر عن اعتمادها على مقولة الحفاظ على الامن القومي في حدودها الطولة مع سوريا ، فانها لا تستطيع الاعتماد على أي سبب آخر ومن ضمنه التحجج بوجودها على شرعية – المعارضة – المفقودة كما ذكرنا أعلاه بالدليل والبرهان . في الشرعية المستولى عليها بقوة السلاح وينطبق الامر على جميع سلطات الامر الواقع ، من – قسد – وفصائل الجيش الوطني ، ومسلحو النصرة والقاعدة في منطقة ادلب ، وميليشيات حزب الله وغيرها حيث تتواجد بسبب الفراغات الحاصلة ، بارادات إقليمية ، والدول المانحة ، وستزول بزوال النظام . يبدو ان من قدر السوريين المنهكين المعانين ، المنسيين ان يخذلهم البعيد ، والقريب ، وليس امام وطنييهم الصادقين الا العودة مجددا الى المزيد من التامل ، وإعادة بناء الذات ، وتنظيم الصفوف ، استعدادا لمرحلة جديدة قادمة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء برسم الاشقاء في أربيل قبل فوات الاوان
-
في تصدعات أحزاب المجلس الكردي
-
كردستان العراق : من القومية الى الثنائية الوطنية
-
هل بقي مايجمع بين عامة الناس والنخب الحزبية
-
القضية السورية في ذروة التجاذبات الخارجية
-
نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية الى تجسيدها
-
قراءة في ظاهرة التجارب الفاشلة
-
- اللاثابت - في المتحول الأمريكي ( كرديا )
-
محاولة في فهم مجريات ومآلات الحدث الافغاني
-
حراك - بزاف - ماله وما عليه
-
مبادرة حراك - بزاف - لترتيب البيت الكردي السوري
-
الحدث التونسي اختبار اضافي لطبيعة الفئات المثقفة
-
نصف قرن ونيف على كونفراس الخامس من آب
-
إشكالية الدعم الخارجي للحركات التغييرية - بزاف - نموذجا
-
- سلطات الامر الواقع - صناعة - أسدية -
-
تعقيبا على - هاشتاك - مظلوم عبدي من يعتر
...
-
الامازيغ في صراع نظامي المغرب والجزائر
-
خيارات الكرد السوريين بعد مؤتمر روما
-
الأردن والكرد على ضوء زيارة رئيس الإقليم لعمان
-
نقاش هادئ في مسألة ساخنة
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|