أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - تعاويذ البحارة














المزيد.....

تعاويذ البحارة


وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)


الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 19:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من المعلوم أنه لم يكن بالإمكان تصور حياة أسلافنا دون ديانة: حيث كانت الطقوس الدينية والعبادة تطبع يومهم وإيقاع سنتهم، وحياتهم إلى الممات بطابعها. كما كانت الرحلة البحرية محاطة بحماية آلهتهم. يعرف المرء عن الفينيقيين أنهم كانوا يزينون مقدمة سفنهم بأشكال لم يكن القصد منها الزينة فحسب بل تيمنا بها كآلهة للحماية.
تعتبر السفينة التي ترتفع مقدمتها فوق الماء عاليا على هيئة طائر الحسُّون رمزا للسفن الفينيقية. وهذا الشكل كان له وظيفة تتجلى في منح الحماية السماوية والحفاظ على استقرار السفينة. وغالبا ما كان يختار شكلا للحسون الإله القزم بيس الذي توفر بشاعته الحماية من الشر والأذى، وهو إله مصري قدس من قبل شعوب عديدة، كانت صورة الإله الصغير البشع موجودة في الألف الأولى قبل الميلاد عمليا في كل منطقة البحر المتوسط. وكان يتبع إلى الجن بيس في كل مكان الوجه المشوه المخيف أو وجه نصف حيوان، وله قوائم قصيرة، ولحية كثة، وعينان جاحظتان وسحنة أسد مرعبة أو بالأحرى له جلد أسد. عرف قزم الأسطورة كيف يتلفع بها. كان غالبا رأس الأسد يتدلى على صدر بيس الصغير على مبدأ دلالة الجزء على الكل.
لقد وثق الناس بتأثير بشاعته الخارقة في رد الشؤم والنحس عنهم وتمنوا تحقيق أمانيهم المختلفة بواسطته. في البداية كان بيس مسؤولا عن حماية غرفة الزوجية. بيد أن حصره في هذا المجال كان بالنسبة للذين يقدسونه شيئا يؤسف عليه، مما جعلهم يوكلونه بمهام أكثر تعقيدا ليترقى بعدها إلى الرقص والانبساط. وفي العصر المتأخر ألصق بـ"ورع وتقي الشعب" ملامح الآلهة العظام التي لم يكن من ضمن دائرتها عندما كان جنيا. ثم أصبح يقدس بشكل اتحاد شخصي مع أعلى الآلهة مثل بيس – آمون، أو بيس حورس. ولم ينته الحماس لهذا القزم المسخ أبدا، حتى المسيحية وجدت نفسها أخيرا مضطرة لدمج هذا المشاكس في التعاليم الجديدة العظيمة، بحيث أعطته دور "الخصم الشرير". (معذرة كولمبوس:117).
جرت عادة الفينيقيين أن يرمزوا لإله البحر "بوصايدون" بصورة لأسد البحر، كما وضعوا رأس حصان في مقدمة السفينة تتويجا لسفنهم مهيبة الطلعة. وفي هذا إشارة إلى إله البحر بوصايدون الذي يركن البحارة كثيرا إلى خيره ولطفه. تيمنا بالإله بوصايدون الذي يمتطي صهوة جواده وهو يسابق الريح منزلقا فوق الماء، فلقد أراد الفينيقيون أن يحذوا حذوه وهم فوق سفنهم يشقون عباب البحر بهمة. (معذرة كولمبوس:53).



#وديع_بكيطة (هاشتاغ)       Bekkita_Ouadie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسراء والمعراج في شِعر ما قبل الاسلام
- اسراء ومعراج باروك
- اسراء ومعراج عزرا
- الاسراء والمعراج في الثقافة المصرية القديمة
- الاسراء والمعراج في الثقافة الهندية
- الاسراء والمعراج في الثقافة البشرية
- الإلهة أويا
- الإلهة بريجيد
- شِعر اللانداي (2)
- شِعر اللانداي (1)
- دين عَشتار
- اسراء ومعراج إِرْ بن أرسينيوس (5)
- اسراء ومعراج أخنوخ (4)
- اسراء ومعراج فيراز الصالح (3)
- اسراء ومعراج إيتانا إلى السماء (2)
- اسراء ومعراج إدابا إلى السماء (1)
- العِرق وَهْم
- الكتب المقدسة: ريك فيدا (بيذ)
- الرامايانا: ملحة الإله راما
- اخوان الصفا وخُلان الوفا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - تعاويذ البحارة