خالد محمد الزنتاني
كاتب
(Khaled M. Zentani)
الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 16:03
المحور:
الادب والفن
في الخمسينيات فنان إيطالي مغمور يلتقي بطفل يتيم فيقوم برسمه في لوحة أصبحت فيما بعد من أشهر اللوحات في العالم .. من منا لا يتذكر هذه الصورة؟ صورة عرفتها جدران البيوت الليبية وحفظتها ذاكرتنا في وقت واحد لكن يقال أن اليتيم صاحب الوجه البريء الذي تعاطف مع صورته نصف سكان الأرض قام في أحد الأيام وسرق منزل الرسام وهرب !
في الثمانينيات إنتشرت قصة في بريطانيا تقول أن الصورة مسكونة بالأرواح معتمدة على إفادة رجل إطفاء قال أن البيوت التي شارك في إخماد النيران فيها كانت تظهر فيها الصورة بحالة سليمة دون أن تطالها الحرائق وبعد شهرين دعت صحيفة مشهورة إلى تنظيم محرقة وطنية ضخمة أتلفت فيها ألاف الصور التي أرسلها القراء بعد أن إقتنع البريطانيين أن الفنان عقد صفقة مع الشيطان لمساعدته في الوصول إلى العالمية.
لو أن الحكاية وقعت في عالمنا الثالث المغرم بالغموض وحكايات الجن والعفاريت لتحولت إلى تراث مقدس يتناقله الناس جيلا بعد جيل وربما تلقفها بعض الدهاء وشيدوا بها ضريحا تحت إسم "مزار سيدي اليتيم" يقصده المريدين من كل حدب وصوب ويقدمون على عتباته الأضحيات ويكرمونه بالتبرعات السخية، لكن شعوب الشمال المجبولة على تحطيم الأساطير لا تقف طويلا وراء مثل هذه الخزعبلات ولهذا وظفت البي بي سي من يذهب للبحث عن الحقيقة فكانت المفاجأة ووجدوا أن كل صور اليتيم الناجية من الحرائق كانت مطلية بمادة الورنيش المعروفة بمقاومتها الشديدة للنيران ما وضع تفسير مقنع لإحتراق خيط تعليق اللوحة وسقوطها على الأرض والعثور على الصورة دائما في حالة سليمة والتي حيرت رجل الإطفاء وهنا طويت صفحة من صفحات قصص التشويق والغموض ووضعت حدا للشائعات والأكاذيب في ظرف زمني لم يتجاوز سنتان وبضعة شهور.
#خالد_محمد_الزنتاني (هاشتاغ)
Khaled_M._Zentani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟