|
لغة السلاح
زهير ناجي الشيباني
الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 07:21
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في الأسبوع الماضي تفجرت ازمة بين حزبي الفضيلة الأسلامي والأتحاد الوطني الكردستاني ، حيث اصدر المرشد الروحي لحزب الفضيلة بيانا هجوميا على الكورد ونعتهم بنعوت لا تليق لابه ولا بهم ، ولايفترض ان تصدر من رجل دين ، وردت صحيفة الأتحاد الوطني في مقال افتتاحي لها كان شديدا وقاسيا هو الآخر . وبدل من حل الأختلاف في وجهات النظر بالحوار الهادئ البناء ، ومع ان اختلافهما في وجهة نظر ليست بالسهلة ، ويحتاج لحل اشكالياتها تعاون وتظافر كل الجهود المخلصة النبيلة ، فالأمر يتعلق بتركة ثقيلة خلفها نظام البعث المجرم وراءه ، ومثل هكذا قضية شائكة تحتاج لصبر جميل ، وتعزيز للثقة ، وضرورة اعطاء كل صاحب حق حقه ، فسيادة القانون والعدالة ضرورة لابد منها . ومن المؤسف ان حزب الفضيلة لجأ الى العنف فقام اعضاؤه وانصاره وبالتأكيد بتوجيه من قيادته بالهجوم الأرعن الهمجي على مقرات الأتحاد الوطني الكردستاني في الكوت والبصرة والديوانية والناصرية وكربلاء وبغداد ، وتعددت وسائل وسبل حوار انصار حزب الفضيلة الأسلامي !! فمن حرق للمقرات الى قصف بالقاذفات الى اتلاف وتهشيم لآثاث هذه المقرات ، وكأن لسان حالهم يقول اننا لا نفهم غير لغة االسلاح والترهيب والعنف . ويبدو ان هذا هو ديدن قوى الأسلام السياسي شيعيا كان ام سنيا ، فوسط وجنوب العراق يشهد طرقا وسبلا لحل الخلافات بين فصائل الأسلام السياسي الشيعي نفسها ، فكربلاء المقدسة التي تضم ضريح سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي واخيه ابا الفضل العباس عليهما السلام ، شهدت قتالا مريرا بين حزب الولاء الأسلامي لصاحبه الحسني الصرخي والمجلس الأعلى لصاحبه عبدالعزيز الحكيم ، رغم ان انصار كلا الفصيلين ينوحون ويلطمون في العام اربعمائة يوم على شهداء آل البيت ، ولكنهم لم يرعو حرمة لهما ، فمصالحهما ومنافعهما اهم لديهم من حرمة المدينة المقدسة كربلاء . وفي الناصرية وصل التخندق للقتال حافته القصوى بين حزب العمل الأسلامي لصاحبه المدرسي والمجلس الأعلى وجناحه العسكري ميليشيات بدر على بناية تابعة للدولة العراقية ، حيث ان كل منهما يريد الأستيلاء عليها . وسبق وشهدت مدينة الثورة في بغداد ومدينة النجف الأشرف حرقا لمقرات المجلس الأعلى في مدينة الثورة ردا على حرق مكتب مقتدى الصدر في مدينة النجف . وشهد العراقيون كذلك كيف ان انصار التيار الصدري لم يراعو حرمة الموتى في مقابرهم ، فحولوها الى قواعد لأطلاق قاذفاتهم وهذا أدى بدوره الى قيام قوات الأحتلال بالرد عليهم ، والنتيجة تهديم القبور . والبصرة ثغر العراق الباسم التي حولها المدعون بالأسلام زورا الى ثغر العراق اللاطم كما قال احد الكتاب العراقيين لا يحضرني اسمه في مقال له . فالخلافات مستعرة بين احزاب الفضيلة والمجلس الأعلى والتيار الصدري ، والتصفيات المستترة بينهم متواصلة وكل ذلك بسبب الأختلاف على حصة تهريب النفط . وفي بغداد هناك صراع مستتر بين التيار الصدري والمجلس الأعلى متمثلا بميليشيات بدر من اجل السيطرة على احياء بغداد ، فلقد أخذ التيار الصدري يزحف على مناطق اور والطالبية ومد نفوذ سيطرته الى شارع فلسطين ، وبعد ان مد نفوذه مسبقا على ابو دشير والشعلة ، مما ادى بعبدالعزيز الحكيم الى استعراض ميليشيا بدر في الكرادة ، وكأنه يرسل رسالة الى التيار الصدري محذرا اياهم من الأقتراب من منطقة نفوذه فهو سبق له وان فرض سيطرته على الجادرية ، وعليه فأنه يقوم الآن بإلحاق الكرادة الى منطقة نفوذه . اما الخلاف بين قوى الأسلام السياسي الشيعي ونظيرتها قوى الأسلام السني ، فحدث ولا حرج ، فالدمار الذي اصاب العراق ، والكارثة المحدقة به بسببهما ، وما تشهده بغداد من قتل على الهوية وإعتداء على المساجد والحسينيات وقتل المصلين فيهما وحرق كتاب الله سبحانه وتعالى فيهما ، الا بفعل ميليشيات قوى الأسلام السياسي الشيعي والسني ، والغريب ان من يقوم بقصف المسجد بالقاذفات يصيح بأعلى صوته الله أكبر ، وكذلك من يقوم بقصف الحسينية بالقاذفات يصيح هو الآخر الله أكبر . فأية مهزلة هذه ؟. المجرمون يقومون بتهديم وحرق بيوت الله مساجدا ام حسينيات ويزعقون بالله أكبر من خلال الأستعراض اعلاه يتضح للقارئ الكريم ان قوى الأسلام السياسي سواء كانت شيعية ام سنية فكلاهما يدعيان بذلك زورا وبهتانا ، وهما لا يحسنان سوى لغة السلاح في الحوار ، ونهب خيرات البلد " والمايصدكَ خلي للبصرة يروح ويشوف بعينه " ، فشمس الحقيقة لا يمكن حجبها ابدا بغربال الكذب والدجل .
#زهير_ناجي_الشيباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استعراض الميليشيات ... تعزيز أم تمزيق للوحدة الوطنية ؟
-
من أجل انقاذ العراق ... مرحى لحكومة الأنقاذ الوطني
-
كيف ستكون مشاعر الأمام علي بن أبي طالب - ع - لو كان حيا ؟
-
لماذ تدفن الرؤوس في الرمال ؟
المزيد.....
-
-معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا
...
-
-القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك
...
-
من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف
...
-
جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا
...
-
فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
-
براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ
...
-
تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد
...
-
إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
-
زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد
...
-
أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|