أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - -نور العين-.. قصة أطفال نزلت إلى مستوى الطفل وارتقت به عاليا














المزيد.....

-نور العين-.. قصة أطفال نزلت إلى مستوى الطفل وارتقت به عاليا


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 7053 - 2021 / 10 / 21 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


كم كان جريئا الأديب الجليلي سهيل كيوان في طرحه للطفل مواضيع قد يصعب طرحها على الكبار أحيانا! وذلك في قصته الموجهة للأطفال ( نور العين)، والتي صدرت عن مكتبة كل شيء الحيفاوية ضمن سلسلة أغصان الزيتون، والتي تقع في 74 صفحة من القطع المتوسط، زيّنتها رسومات الفنانة المبدعة منار نعيرات، وأخرجها شربل الياس.
القصة تتناول فكرة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، لإنقاذ حياة من لا زال أمامه فرصة للعيش، وقد خذله أي عضو رئيس في جسده لا يمكن العيش دونه، كالقلب أو الرئة أو الكلية أو.. الخ من أعضاء يموت الإنسان في حالة تعطلها.
أو التبرع بأعضاء، ممكن العيش دونها، ولكن تعطلها يشكل إعاقة للمريض، تصعب عليه حياته، كالعين وأعضائها مثل القرنية والشبكية... الخ.
موضوع في غاية الحساسية، ويحتاج إلى أسلوب لبق جدا لإيصال الفكرة للطفل.
موضوع يحتاج من الأديب أن ينزل إلى مستوى الطفل، ومن ثم يرتقي به تدريجيا بالفكر إلى أن يصل إلى مستوى يتقبّله الطّفل، لا يترك عنده أي أثر سلبي على نفسيته.
يلجأ معظم كُتّاب قصص الأطفال إلى الحيوانات، يشكلونهم أبطالا في قصصهم، ليكونوا جسرا يتم من خلالهم تمرير رسائلهم. إلا أن كيوان استعان بدمية الطفلة رشا، التي تضررت عينها بعد سقوط قطرة من الغراء على عينها اليسرى، ولم تنجح رشا في فتح عين دميتها رغم كل المحاولات. حزنت رشا كثيرا على دميتها المفضلة التي لا تفارقها ليلا ولا نهارا.
لجأت إلى جدها الذي أهداها هذه الدمية، فشكت له ما حصل لدميتها، حاول ان يطمئنها وأعلمها بأنه سيهديها دمية أخرى، إلا أنها رفضت وتمسكت بدميتها الأولى.
موقف نبيل وأصيل من طفلة صغيرة. وهنا يطرح كيوان بصورة غير مباشرة قيمة "الوفاء".
وكان هناك حوار لطيف بين رشا وجدها، علمنا من خلاله أن جدّها فقد بصره نتيجة خلل في القرنية، وهو ينتظر متبرعا بقرنيته له، كي يستعيد نظره، ويراها من جديد، فقد اشتاق لرؤية حفيدته التي حرم من مشاهدة جمالها ما يقارب التسع سنوات.
وهنا دخلت صديقة رشا ابنة الطبيبة نور، والتي أعلمتها انها تستطيع أن تنقذ الدمية بعين شبيهة بعينها، فقد كان عندها دمية شبيهة، الا أنها لم تعد صالحة، فمن الممكن أخذ عينها وزرعها في مكان عين دمية رشا.
والنتيجة أنها فعلا أحضرت الصديقة دميتها القديمة، وقامت الأم الطبيبة نور بعملية الزراعة، بعد أن أحضرت الأدوات اللازمة لذلك.
وقد دخلت الطبيبة وأم رشا لمساعدتها في غرفة في المنزل، وأغلقا الباب، وكأنها فعلا غرفة عمليات جراحية.
وقد ركز الكاتب على حالة التوتر والقلق الذي مرت به رشا طيلة فترة العملية.
كان الوصف موفقا جدا، أدخل القارىء الطفل في الحالة، وعرفه على
نرى هنا كم كان الربط ذكيا، قرّب الفكرة للطفل بصورة عملية
(اسمعي يا حبيبتي، هنالك أناسٌ نبلاءُ وطيّبونَ وكِرامٌ جدًّا، يُوَقِّعون على وصيّةٍ، بأنّه إذا حان أجلُهُم، وتُوفُّوا لأيِّ سببِ كان، فإنهم يوصون ويسمحون للأطباءِ بأخْذِ أيِّ عضوٍ من جسدِهِم، لزراعتِه في جِسْمِ مريضٍ في حاجَتِه، كذلك هناك من يتبرَّعون بأعضاءِ عزيزٍ عليهم فارق الحياةَ، وذلك لإنقاذِ مريضٍ، وهذا هو حالُ الدُّنيا، بعضُ الناسِ يرحلونَ، وبعضُ النَّاسِ يولدون، والبعضُ يمرَضُ، والبعضُ يتعافى، والبعضُ يُعَمَّرُ طويلاً، والبعضُ يقضي نَحْبَهُ في حادثِ طرقٍ أو حادثِ عملٍ، أو في مرضٍ مفاجيءٍ، إنها الحياة بكلِّ ما فيها من تقلّباتٍ، وعلينا أن نكونَ راضين وسعداءَ في نصيبنِا من هذه الحياة.
20-010-2021



#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة برتقال يافا في الندوة المقدسية
- (برتقال يافا) قصة جميلة تربوية موجهة للأطفال
- رسائل محمود شقير وشيراز عنّاب في ندوة اليوم السابع
- -وقت آخر للفرح - رسائل قوية لليافعين
- رواية أنا من الدّيار المقدّسة في ندوة اليوم السابع
- -أنا من الديار المقدسة - رواية تدحض الرواية الصهيونية المزور ...
- مسرحية-بيت ليس لنا- في ندوة اليوم السابع
- قصة لا تغضب يا كنغور في ندوة اليوم السابع
- قصة الأطفال لا تغضب يا كنغور لم تقدّم حلولا
- رواية -هنلك في شيكاغو- في ندوة اليوم السابع
- رواية -مدينة الله- لحسن حميد في ندوة اليوم السابع المقدسية
- رواية -مدينة الله- .. إضافة نوعية للمكتبة العربية
- قصّة الأطفال -قراءة من وراء الزّجاج- في اليوم السابع
- رواية اليتيمة في ندوة اليوم السابع
- -اليتيمة- رواية جديدة للسلحوت تحارب ذكورية المجتمعات العربية
- مجموعة قصصية لنزهة أبو غوش في ندوة اليوم السابع
- رواية -النّهر لن يفصلني عنك- لرمضان الرّواشدة في اليوم الساب ...
- قصّة الأطفال-فوق الغيوم- في اليوم السابع
- زفة وزغرودة يا بنات لماجدة صبحي في اليوم السابع
- قصة الأطفال -زغرودة ودماء- في اليوم السابع


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - -نور العين-.. قصة أطفال نزلت إلى مستوى الطفل وارتقت به عاليا