أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد البغدادي - الانفال في ذاكرة الكورد... الانفال في ذاكرة العرب














المزيد.....

الانفال في ذاكرة الكورد... الانفال في ذاكرة العرب


سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 07:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في منتصف عام 1989 حيث كنا جنود في منطقة فايدة طلب من امر الم درسة العقيد ذنون الذهاب بفرضية حددلنا الطريق بعد مسيرة ثلاث ساعات اضعت نفسي انا وصديقي ابو اسراء عن مسيرة السرية التي كنا فيها وذهبنا باتجاه الشرق حيث الجبال الشاهقة استرحنا هناك لمدة ساعة ثم اضعنا الدرب فعلا عن وحدتنا والتي عرفت بمدرسة ضباط الصف الثانية
خيم المساء علينا ونحن لانعرف الطريق وصلنا الى قرية مهجورة بيوت مهدمه ملابس اطفال ممزقة عثرت على حذاء طفل صغير ولعبة والى جانبها ملابس كانت فيما يبدو لهذا الطفل تذكرت ولدي الضغير جعفر لا اعرف شعرت بالرغبة في البكاء وقبل هذه الر غبة وجدتني ابكي, اي جريمة قذرة ارتكبت هنا, قبل مغيب الشمس كنت وصديقي ابو اسراء قد فتشنا كل القرية ودخلنا في كل بيوتها المهدمة كانت اثار القصف الوحشي واضحة ومعالم الجريمة لايمكن لاي نظام ان يطمسها, لم تكن العودة الى موقعنا سهلة فقررنا المبيت واين في القرية المنكوبة .
لم تكن ليلتنا عادية فان تقضي ليلك في قرية مدمرة ولاتزال اثار تلك الجريمة مكشوفة وللعيان فانه امر لايمكن احتماله. الى اي حد يمكن لهذا النظام ان يستمر في قتل الشعب. صورة ذلك الطفل لايمكن ان تفارق ذاكرتي.
في الصباح قررنا المسير وفعلا وصلنا في الساعة الثانية عشر ظهرا
وجدنا المدرسة في حالة هيجان الجميع يبحثون عنا
اقترب منا احد الاصدقاء وقال ان ضابط الامن والعقيد يبحثون عنكم
ارسل ضابط الامن في طلبنا واستفسر اين كنا والى اين ذهبنا
شرحنا له اننا لانعرف الطريق وبتنا في الجبال ولم نذهب الى اي مكان اخر . بعد ساعة ارسل العقيد ذنون في طلبنا,
دخلنا القاعة والعقيد يعرفنا جيدا فهو مطلع على ملفاتنا الامنية ويعرف جيدا اننا كنا معتقلين في الجامعة بسبب توجه سياسي معين وهو يعرف ان ثلاثة من اخوة ابو اسراء قد اعدمهم النظام
اجلسوا,
طبعا لايمكن ان نجلس في حضرة العقيد ذنون
صرخ بنا اجلسوا.
حاولنا ان نجلس
اين ذهبتم البارحة
لم نذهب الى اي مكان
سعد وعلي تحدثوا بصراحة والا علمتكم كيف تتحدثون
شرحنا له اننا ضعنا من الفرضية وبتنا في مكاننا
تحدثوا غير هذا الكلام
ليس لدينا اي كلام
صورة الحذاء واللعبة لم تفارقنيكدت اصرخ بوجه نعم راينا جريمتكم راينا القرية المدمرة وشاهدنا مقتل الاطفال
كدت اساله لماذا فعلتم هذه الجريمة لماذا قتلتم هولاء الاطفال
نظر الي ابو اسراء ان اهدء
عرفت انه سيتجاوز هذه المحنة باسلوبه الخاص مع العقيد ذنون
بعد ساعة من التحقيق طلب منا الانصراف لكنه اكد لنا انه يعرف تماما اين ذهب سعد وعلي
قالها وهو يضحك
واردف ان وصلتم الى هذا المكان او علمتم به احد من الجنود او ضباط الصف سوف اعدمكم
تظاهرنا بالتجاهل عن اي مكان تتحدث سيدي
القرية ,
خرجنا ونحن نزور هذه القرية كل اسبوع وارتفع عديد الزوار للبكاء في هذه القرية
هذه القرية التي تقع الى شرق فايدة هي احد مخلفات الانفال تلك الجريمة التي ارتكبها النظام البعثي وقواته الطائفية ضد ابناء الشعب الكردي في السادس والعشرين من شباط عام 1988 شنت القوات البعثية من الحرس الجمهوري والحرس الخاص بقيادة على مجيد التكريتي وفرحان مطلك الجبوري قائد الحرس الجمهوري وحسين رشيد التكريتي وصابر عبد العزيز الدوري وغيرهم من جلاوزة النظام الطائفي الذي حكم بغداد. شنت هذه القوات هجوما وحشيا ضد قرى الاكراد وابادت اكثر من 4500 قرية وقتلت تحديدا 182 الف مواطن كردي اغلبهم من النساء والاطفال والصبية وتم دفنهم في مقابر جماعية في منطقة السماوة وفي مقبرة عثر عليها مؤخرا في منطقة الشنافية كانت خاصة للاكراد
جرائم النظام البعثي لايتحملها الشعب العراقي الذي ناضل ضد هذا النظام بل يتحملها النظام ومؤسساته الطائفية التي تدافع الجريمة اليوم بحجة ان صدام كان يقاتل الاكراد



#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجان الشعبية ..الدوافع والنتائج
- نحوالتعددية السياسية افاق المستقبل القسم الاخير
- نحو التعددية السياسية
- البعد الديني في السياسية العربية
- مع الاستاذ حامد الحمداني في رفضه لفدرالية الحكيم
- الانتقال الى مجتمع ديمقراطي


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد البغدادي - الانفال في ذاكرة الكورد... الانفال في ذاكرة العرب