أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - -الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!














المزيد.....

-الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 07:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا بدَّ لـ "الحقوق" و"القوانين" مِنْ "قوَّة" تحميها، وتمنع التطاول عليها وانتهاكها. ولا بدَّ لهذه "القوَّة" مِنْ أنْ تؤكِّد فاعليتها وكفاءتها في "الردع" أوَّلاً، ثمَّ في "العقاب"، فـ "النفس في حدِّ ذاتها" ليست أمَّارة بالسوء، فبحسب طبيعة "المصلحة" تجنح "النفس" إمَّا لـ "الملائكية" وإمَّا لـ "الشيطانية"، فالنفس الأمَّارة بالسوء إنَّما هي التي لصاحبها مصلحة لا تُخْدَم على خير وجه إلاَّ عَبْرَ انتهاكه لحقوق غيره وللقانون.

وهذا الذي لديه مثل هذه المصلحة يميل، دائماً، ويسعى إلى إنشاء وتطوير "قوَّة مضادة"، أي قوَّة تسمح له بهذا "الانتهاك"، وتجعله بمنأى عن العقاب.

مِنْ ذلك، يمكننا وينبغي لنا أنْ نستنتج أنَّ موقفنا مِنْ فرد (أو جماعة، أو دولة) لا يتحدَّد، ويجب ألاَّ يتحدَّد، بناءً على ما يُرينا هو مِنْ صورته الفكرية والأخلاقية، ولو كان مُعْتَقِداً بها، فمصالحه الواقعية، كما نراها نحن بعيون يقظة لا تغشاها أوهام، وكما تتطوَّر في عالم الواقع، هي التي بناءً عليها يتحدَّد موقفنا منه.

بمثل هذه العيون ننظر إلى "الأخلاق النووية" للقوة الإمبريالية العظمى في العالم، فهذه القوَّة تُرينا، أو تحاول أنْ ترينا، "التسلُّح النووي" في معاييره الأخلاقية والإنسانية، فـ "القنبلة النووية"، حيازةً، واستخداماً أيضاً، إنَّما هي "حقٌّ" لـ "الملائكة" مِنَ الدول، ولها هي، على وجه الخصوص، لأنَّها "الملائكية الخالصة".

أمَّا "الشياطين" مِنَ الدول، كإيران وكوريا الشمالية، فليس مِنْ حقِّها حتى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، كمثل استخدام المفاعلات النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية، فهذه الدول لديها مِنَ "الطاقة العدوانية"، الكامنة في ميولها ومعتقداتها الفكرية والسياسية، ما يحملها ليس على اقتناء السلاح النووي فحسب، وإنَّما على استخدامه. كما أنَّها، بِحُكْم طبيعتها وخواصها الإيديولوجية والسياسية، ليست بقادرة على النأي بالسلاح النووي، إذا ما أصبح في أيديها، عن أيدي الجماعات الإرهابية (الإسلامية) التي لا رادع يردعها عن استعماله، أو استعمال غيره مِنْ أسلحة الدمار الشامل، في جرائمها الإرهابية.

حتى الأمن القومي للولايات المتحدة، ولدول غربية أُخرى، يمكن أنْ يصبح عُرضة للخطر مع تطوير تلك "الدول الشيطانية" للصواريخ ذات الرؤوس النووية.

إنَّ الهدف النهائي للقوَّة الإمبريالية العظمى في العالم هو "احتكار السلاح النووي"، بدءاً بمنع انتشاره في خارج "مجموعة الدول النووية"، التي مِنْ أعضائها إسرائيل، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك ترسانة نووية غير مُعْلَنَة.

والولايات المتحدة لن تطمئن إلاَّ بَعْدَ أنْ تصبح الترسانة النووية في روسيا والصين لا حَوْل لها ولا حيلة في الصراع الدولي، فـ "وحيد القرن النووي" هو العالم الذي تريده في القرن الحادي والعشرين.

وهذا العالم، الذي تلاشى فيه تأثير "تَوازُن الرعب النووي"، أخطر بكثير مِنْ ذاك العالم الذي كانت فيه الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تملك "القنبلة النووية"، ولا رادع، بالتالي، يردعها عن استخدامها، وقد استخدمتها في إبادة هيروشيما ونكازاكي، ببشرها وشجرها وحجرها.

وهذه الجريمة العظمى التي ارتكبتها الولايات المتحدة إنَّما هي خير دليل على أنَّ "الأخلاق النووية" لهذه الدولة كذبة كبرى، فاحتكارها السلاح النووي، وليس كسر هذا الاحتكار، هو الذي، مع مصالحها وأهدافها الإمبريالية، ما يجعل نفسها أمَّارة بالسوء.

إنَّ الطبع يغلب التطبع، فـ "هيروشيما" مِنْ طبع الولايات المتحدة. أمَّا "أخلاقها النووية" فهي مِنَ التطبع الذي جاء به كسر احتكارها للسلاح النووي، فتقييد "العدوانية النووية" للولايات المتحدة لا يعني زوالها؛ وعدم استخدامها للسلاح النووي بَعْدَ ارتكابها "جريمة هيروشيما" لا يعني أنَّها لن تستخدمه أبداً.

وإلى أنْ يصبح ممكناً جَعْل العالم كله خالياً مِنَ السلاح النووي فلا خيار سوى أهون الشَّرين، وهو "الانتشار النووي"، فـ "هيروشيما" هي مصير العالم إذا احتكرت الولايات المتحدة السلاح النووي، وظلَّت تنظر إلى جريمتها تلك على أنَّها نِعْمَةٌ أسبغتها على البشرية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!
- غيض من فيض الدروس!
- -الدولة الأمْنِيَّة-.. قانون -الرعب المتبادَل-!
- لغز الموت!
- حزيران الذي انتهى في تموز!
- نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!
- الاحتلال -الفارغ-!
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!
- لم يحضروا وإنَّما احتضروا!
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية
- لبنان يُقْتَل.. والعرب يموتون!
- موت -الكتابة-!
- الآن بدأت -حرب جرائم الحرب-!
- سلاح يدعى -المطالب الانتقالية-!
- قانا.. عاصمة -الشرق الأوسط الجديد-!
- لدينا -نقاط-.. ولكن أين -الحروف-؟!
- بعض من أوجه -قوة المثال-!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - -الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!