أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - نبيه بري الخاسر الأكبر














المزيد.....

نبيه بري الخاسر الأكبر


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 20 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



موسى الصدر اكتفى بتأسيس شيعية دينية وبنى علاقات ودودة مع الطوائف الأخرى. النظام السوري هو الذي تولى تأسيس الشيعية السياسية مثلما تولت الحركة الوطنية اللبنانية تأسيس السنية السياسية، وكلاهما لمواجهة المارونية السياسية، فصار لحركة أمل دور مباشر يتراوح بين مقارعة الفلسطينيين وحلفائهم من الأحزاب اليسارية أو التعاون معهم بحسب ما تقتضيه السياسة السورية في لبنان، التي تولت بنفسها الاشتباك مع أحزاب الجبهة اللبنانية.
حزب الله تأسس في حضن المناخ السياسي في الثمانينات حيث تم تصنيف الطوائف بين وطنية وانعزالية، استناداً إلى المعيار السوري في الصراع العربي مع إسرائيل ولاسيما بعد احتلالها العاصمة بيروت. في مرحلة الوصاية أعيد الفرز والتصنيف فلم يعد لسوريا حلفاء في لبنان بل قوى حزبية من الإسلاميين واليساريين تأتمر بأمرها، وخصوم من الأحزاب المسيحية. في ظل هذه اللوحة شكلت حركة أمل رأس حربة لنظام الوصاية ولا سيما بعد معارك المخيمات في منتصف الثمانينات. بعد التحرير عام 2000 تبدلت أولويات النظام السوري واحتل حزب الله الدور الرئيسي في قيادة الشيعية السياسية ولا سيما بعد اغتيال رفيق الحريري.
طيلة مرحلة الوصاية بدا نبيه بري ضابط الإيقاع بين الطوائف بفضل علاقة التنسيق مع الحريري وجنبلاط، وعلاقات ذات طابع "دبلوماسي" مع الأحزاب والشخصيات المسيحية من موقعه كرئيس للمجلس النيابي. بعد خروج الجيش السوري صارت قوى الثامن من آذار تعقد اجتماعاتها برئاسته لإضفاء طابع وسطي على موقفها، لكن موقف النظام السوري الحاد لم يترك للحيادية مجالاً فانعقد لواء القيادة الفعلية لحزب الله على الشيعية السياسية وعلى القوى الملحقة بها من أتباع النظام السوري.
ضيقت سوريا على حلفائها هامش المناورة والاعتدال وألغت المسافة الفاصلة بين طرفي الشيعية السياسية فباتت حركة أمل ملحقاً ميليشيوياً بمقاومة حزب الله، وأخذ موقف التنظيمين يتوحد تباعاً وبشكل تدريجي حتى بلغ حد التطابق مع إقفال المجلس النيابي ثم مع الإطاحة بحكومة سعد الحريري واستقالة الوزراء الشيعة ومن بينهم الوزير الملك الذي كوفئ بتعيينه رئيساً للجامعة اللبنانية.
خلال فترات الشغور الرئاسي وتعطيل المجلس النيابي حرص بري على تعويض فراغ المؤسسات باقتراحه عقد طاولة للحوار وفتحه أبواب مقر الرئاسة الثانية لمشاورات ولقاءات "بدل عن ضائع"، ما حفظ له، من حيث الشكل، أن يلعب دوراً توفيقياً ومعتدلاً بفضل ترؤسه المؤسسة السياسية الوحيدة المتبقية على قيد العمل في ظل شغور رئاسي وغياب حكومات مشلولة أو مستقيلة، وأن يبدو متمايزاً عن حزب الله في أمرين اثنين، الأول موقفه من انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، والثاني تدخله الناجح في مناطق نفوذ حزب الله في البقاع لإطلاق سراح مخطوفين لبنانيين وعرب.
ثورة 17 تشرين كشفت قناع التمايز إذ تناوب على الاعتداء على ساحتي رياض الصلح والشهداء مواكب الموتوسيكلات القادمة من الضاحية وحرس المجلس النيابي القريب من الساحتين، وعلى ساحات صور وصيدا والنبطية ميليشيات الشيعية السياسية بوجوه سافرة وأسماء معروفة.
حزب الله وحده تعرض منذ ما بعد التحرير لحملات من جانب خصومه في شأن علاقته بإيران وتمسكه بالسلاح من خارج الشرعية وسعيه إلى السيطرة على مفاصل الدولة، وهو لم ينكر أياً من هذه التهم، أما بري فلم تنل منه الحملات لأنه اعتصم في مقره وبدا فوق شبهات العلاقة مع النظام السوري بعد أن كلف من يمثله للقيام بهذه المهمة.
خلافاً للأمين العام لحزب الله، نبيه بري مقل في الكلام والتصريحات والإطلالات الإعلامية، ما عدا خطابه السنوي الذي كان يبدو فيه على الدوام حريصاً على مؤسسات الدولة وعلى الوحدة الوطنية، إلا أنه في خطاب هذا العام بمناسبة غياب السيد موسى الصدر، ومن موقعه كرئيس لحركة أمل، شن هجوماً على القضاء الذي "تجرأ" على استدعاء ممثله الشخصي إلى التحقيق، ثم على الادعاء عليه، واستكمل الهجوم بتوظيف دوره كرئيس للمجلس النيابي في النيل من استقلالية السلطة القضائية، متبادلاً الأدوار مع رئيس الجمهورية في هذه المهمة.
القضاء يا دولة الرئيس، وأنت سيد العارفين، سلطة كباقي السلطات، بل هي الأهم بينها. لأنها هي المخولة بإحقاق الحقوق والمؤتمنة على سيادة القانون أي على السيادة الوطنية بما هي، في جزء منها، سيادة الدولة على المواطنين، كل المواطنين، بمن فيهم الرؤساء والنواب والوزراء.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعية السياسية وليس الشيعة
- حبيب صادق: مفرد بصيغة الجمع
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(2من4)
- الخروج المبكر من الجامعة
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(1من 4)
- الجامعة اللبنانية دخلتها متأخرا وخرجت منها مبكراً
- الثورة وبرلمان 2022
- قيلولة نضالية
- سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان
- الصراع بين المثقف والسياسي
- نصيحة جعجع الشيعية
- مشيخة الفلاحين
- مغدوشة أم طورا بورا؟
- من مدرسة الحطب إلى السوربون
- فساد بالسوية استبداد بالرعية
- زمن الدستور وزمان الزعيم
- عن المسترئس حين يصير -مناضلاً-
- كائنات خرافية تحكم لبنان
- من حضارة الأرض إلى العمل المأجور
- حزب الريف أم حزب المثقفين أم حزب العمال والفلاحين؟


المزيد.....




- هجمات داغستان.. السلطات الروسية تُعلن ارتفاع حصيلة القتلى
- مصور يوثق حفرة عميقة وخطرة للغاية بجبال المسمى بالسعودية.. م ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- لجأ لشركة -غير مرخصة-.. شاب مصري يصف لـCNN وفاة والده المسن ...
- بعد هجوم قوات كييف الإرهابي على سيفاستوبول.. موسكو تستدعي سف ...
- Foreign Policy: الوجود الأمريكي تراجع بشكل خطير في القطب الش ...
- بوتين يوقع قانونا يسهّل آليات حجب المواقع المحظورة في روسيا ...
- اليونان.. وفاة واختفاء عدة سياح بسبب الطقس الحار -غير المعتا ...
- نتنياهو: المعارك -العنيفة- ضد حماس في رفح -على وشك الانتهاء- ...
- إسرائيل تلوح باستخدام أسلحة غير معهودة ضد لبنان وسط مخاوف من ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - نبيه بري الخاسر الأكبر