محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 07:01
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
النسيان , وغياب الذاكرة , وفقدان الوعي
,والفصام العقلي ,
والفصام الوجداني , والهيستيريا والفصام
الشخصي , وجملة
الأمراض النفسية العقلية ليست حالات
مرضية طارئة وإنما حالات
مرضية مزمنة أصيب بها الحكام العرب
والقيادات الذين هم غالباً
مايكونوا في موقع المسؤلية السياسية
وهذه
الأمراض أمراض
موروثة عن الآباء والأجداد منذ قديم
الزمن
فقد قامت الحروب في
التاريخ العربي والإسلامي بسبب الحكم
والسلطة وإستمرار مسلسل
توريث السلطة للأبناء حال حياة آبائهم
أو
ضمانها لأولادهم بعد
وفاتهم وهذا ماكان يشغل الحكام وأدعياء
الإسلام منهم طوال فترات
التاريخ العربي / الإسلامي المأزوم
بالقيادات المتسلطة والمستبدة
بالحكم والسلطة تحت دعاوي سياسية أو
دينية
أو إن شئت الحق
فقل دعاوي من ورائها المصلحة ومن خلفها
كان قصد المصلحة
فقط , ومازال نفس مسلسل الإستبداد
وإغتصاب
الحكم والسلطة
مستمر في الدول العربية تحت دعاوي
ومسميات
مختلفة ومتعددة
فالبعض يدعي إسلامية الدولة والآخر يدعي
مدنية الدولة والثالث
يؤمن بنظام الممالك أو السلطنات أو
االإمارات وآخر يدعي أنه
ديمقراطي وغيره بعثي أو جماهيري , والمهم
تعددت وتنوعت
أساليب الحكم والسلطة وكانت المصلحة
الشخصية للحاكم كانت
دائماً وأبداً هي التي من ورار القصد ولم
يكن الله حسبما يكذبون من
وراء القصد علي الإطلاق !!
وكانت أزمة لبنان في الحرب السادسة
عليها
بمثابة الأزمة الفاضحة
لكل الحكام العرب حسب تنويعاتهم
السياسية
والدينية في أنظمة
الحكم والسلطة , وهذه الفضيحة لن يغفلها
التاريخ المعاصر أو
يتناساها المستقبل الذي سوف يلعن كل
الحكام العرب بخياناتهم
المعهودة وزعاماتهم الفارغة , وسياساتهم
الفاسدة علي مستويات
الشعوب ومستويات العلاقات الخارجية
والدولية .
فبعد إنتهاء أزمة لبنان هل فكر العرب
ماذا
تريد إسرائيل ؟ وماذا
يدور في العقلية الإسرائيلية بعد
التداعيات الخطيرة علي المسألة
اللبنانية والمسألة الإسرائيلية بل
والمسألة العربية بوجه عام ؟
وهل فكر العرب فيما تنتوي إسرائيل
التخطيط
له أو فعله في
المستقبل علي المستوي العربي بوجه عام
والسوري اللبناني
الفلسطيني بوجه خاص ؟
أعتقد أن المسألة لاتعني العرب إلا من
قبيل الكلام في المؤتمرات
الدولية وإجتماعات جامعة الدول العربية
فقط !!
إن إسرائيل خرجت بحزمة من الدروس
تساعدها
علي قراءة
المستقبل الإسرائيلي علي ضوء الحرب التي
شنتها علي لبنان
والمسماة إعلامياً بالحرب السادسة , ومن
أهم هذه الدروس التي
من الممكن أن تدور في العقلية
الإسرائيلية
هي .
أولاً:
أن وجود حزب الله في لبنان هو أساس تهديد
الكيان والدولة
الإسرائيلية وأن الإمتداد السوري
الإيراني الداعم لحزب الله
عبرسوريا من أخطر المسائل التي تهدد
الدولة الإسرائيلية علي
الأطلاق لما أظهره حزب الله من جهوزية
فائقة في حرب العصابات
ضد إسرائيل والذي لاتعهده إسرائيل
ولاتتقنه منذ زمن بعيد بعد
حالة الإسترخاء الأمني منذ توقيعها علي
إتفاقية كامب ديفيد مع
مصر وتفكيك عناصر وأوصال الدول العربية
منذ تطبيق تلك
الإتفاقية , ومن ثم كان نظام حرب
العصابات
هو الصاعقة علي
إسرائيل ويمثل ضربات موجعه لها لأن
الحرب
قامت من أجل
جنديين إسرائليين لم يتم تحريرهما من
الأسر حتي إنتهاء الحرب
التي قامت ونشبت بينها وبين لبنان وحزب
الله دون تحقيق أهدافها
, وأن حرب العصابات تواجه فيها إسرائيل
بجنود يحاربون حرب
العفاريت أو حروب الجن فهم يروا
الإسرائيليون وهم لايرونهم ,
يضاف إلي ذلك أن هؤلاء الجنود علي أتم
الإستعداد للموت في
المعركة التي من وجهة نظرهم هي الحرب
المقدسة أو الهولي وور
وأن الموت هو أسمي الأماني لأنه بمجرد
الموت في المعركة ينتقل
المتوفي إلي الخلود في الجنة في نفس
اللحظة التي يموت فيها , في
حين أن الجندي الإسرائيلي يقدس الحياة
والجندي في حزب الله
يقدس الموت وهذه مصيبة بالنسبة لإسرائيل
فالفرق واضح بين من
يقدس الموت ومن يقدس الحياة في معركة
حربية .
ثانياً : أن إسرائيل تريد تجفيف منابع
حزب
الله في لبنان وأن هذه
الموارد آتية من إيران عبر سوريا فلابد
من
وقف السلاح
والإمدادات عبر سوريا , وسوريا لها
إمتداد
إستراتيجي مع إيران
من زوايتين , زاوية حزب الله , وزاوية
منظمة
حماس الفلسطينية
وهما منظمتان مرجعيتهما العسكرية
مرجعية
دينية تقوم علي طلب
الشهادة والموت في سبيل الله ومن
الشعارات
التي تبني عليها هذه
المرجعية العسكرية : الجهاد سبيلنا ,
والموت في سبيل الله أسمي
أمانينا , وأن هذه المرجعية عابرة
للقومية
, عابرة للجغرافيا
ويؤصلها التاريخ , ولاتمنعها حدود
مكانية
أو عوائق جغرافية ,
ومن ثم يتوجب علي إسرائيل أن تفعل شئ ما
في
صورة ضربة
عسكرية موجعة لسوريا تعيدها إلي الوراء
عشرات السنيين وهذا
أمر ميسور بالنسبة لإسرائيل في ظل حالة
التردي والهوان العربي
الأن دون رفع يد بالإعتراض أو تحريك إصبع
لأي حاكم عربي ,
وتدمير كافة الطرق بين بين لبنان وسوريا
لتعطيل كافة إمدادات
النقل والمواصلات بين البلدين , وهكذا
يمكن فعل نفس الدور مع
إيران بواسطة الولايات المتحدة
الأمريكية
ولكن حسابات أمريكا في
هذه الضربة مؤجلة نظراًُ لتواجدها في
منطقة الخليج العربي التي
هي علي بعد رمية حجر من إيران , وأن
المصالح
الأمريكية قائمة
في العراق وأن الشيعة مازالوا حتي الآن
ليس لهم دور يذكر في
مسألة المقاومة العراقية المسلحة منذ
إحضار المرجع الشيعي
السيستاني من مشفاه في الخارج لحل
الأزمة
وإسكات صوت الشيعة
في العراق وعودة جنود مقتدي الصدر إلي
ثكناتهم ووقف تفعيل
دورهم في المقاومة العسكرية المسلحة !!
وكان هذا علي خلفية إتفاق أمريكي إيراني
لتوزيع الأدوار وتقسيم
المصالح بين إيران وأمريكا في العراق ,
وهم
الشيعة في العراق
الذين إستمعوا لفتوي المرجع الشيعي
السيستاني وأوقفوا المقاومة
المسلحة بالرغم من إحتلال العراق من
أمريكا وإنجلترا , إلا أنهم
هم الشيعة في لبنان الذين يطالبون
بتحرير
لبنان من الإحتلال
الإسرائيلي للجنوب اللبناني بدعم من
إيران وهذا الموقف سياسياً قد
يكون مقبول حيث السياسة بنت المصلحلة ,
والمواقف الدينية
لاتعترف بهذا المبدأ في السياسة بل
وتلعنه
!!
ولكن يبقي الأمر مؤجل إلي حين بالنسبة
لإيران وسوريا حسب
رؤية المصالح الإسرائيلية بعيون
أمريكية
!!
ولتكن الحروب الأهلية في لبنان وفلسطين
هدفاً سامياً لإسرائيل
تخطط أجهزة مخابراتها لها وتسعي إلي
تفعيلها وتحقيقها فهذا
لايكلفها الكثير سوي شراء بعض الذمم
الخربة والعناصر العميلة
من أرباب الفتن وأعداء الأوطان .
ثالثاً : قد تطلب إسرائيل الدخول في
تفاوض
مباشر مع سوريا
بخصوص مرتفعات الجولان ويتم لعب الدور
الإسرائيلي مع سوريا
بنفس الطريقة التي لعبت بها إسرائيل مع
مصر في إتفاقية كامب
ديفيد ثم تكون المفاوضات التي تستمر مع
سوريا بحضور أطراف
دولية وستكون مصر من ضمن الرعاة
الرسميين
لهذه المعاهدة
وتكون المصالح من وراء هذه الإتفاقية
ويمكن أن تكون سوريا من
ضمن دول الكويز في إتفاقية المناطق
المؤهلة ويتم التصدير
للمنتجات السورية إلي أمريكا عبر
إسرائيل
شريطة شراء نسبة من
المنتج السوري الذي يتم تصنيعه من
إسرائيل
وبعض المشاريع
الأخري , وتكون منطقة الجولان كسيناء
منزوعة السلاح مع وجود
قوات دولية مراقبة بين البلدين وعلي
العموم شروط إتفاقية كامب
ديفيد السرية لم تصبح سرية وموجودة
تطبيقاتها في الواقع
السياسي والإقتصادي المعاش بل وتجاوزته
في بعض نقاط الضعف
إلي الواقع الإجتماعي .
رابعاً : إقامة منطقة صناعية مؤهلة تضم
كلاً من إسرائيل وسوريا
ومصر والأردن لعزل فلسطين ولبنان عن
الإطار وذلك لتأمين
إسرائيل من جانب منع الإمدادات إلي حماس
في فلسطين وحزب الله
في لبنان بأي إمدادات من شأنها تقويه حزب
الله وحماس ومنع
الدور الإيراني في لبنان عبر تحييد
سوريا
من باب تجنيبها حرباً قد
تؤخرها عشرات السنيين وسوف يكون لمصر
الدور الفاعل في ذلك
مقابل تزكية إسرائيل لجمال مبارك لدي
أمريكا لتولي حكم مصر بأي
وسيلة من الوسائل لتأمين إسرائيل مخافة
تولي الحكم لعناصر
مناهضة للسياسة الإسرائيلية / الأمريكية
ولضمان التواجد الأمريكي
ذو المصالح الغالبة في المنطقة العربية
بوجه عام .
خامساً : علي ضوء ماسبق يمكن أن تكون
السياسة الإسرائيلية في
المنطقة ويكون اللعب علي وتر الدول
الراعية للإرهاب والمنتهكة
لحقوق الإنسان ومسألة الأقليات الدينية
والعرقية والتلويح في وجه
الدول العربية بهذه الأزمات أو خلق
أنظمة
حكم بديلة تخدم أكثر
علي المصالح الأمريكية/ الإسرائيلية في
المنطقة , وإلا فلننتظر
العديد من التفجيرات المدوية في العديد
من
العواصم العربية ومنها
مصر وسوريا والسعودية ودولأ أخري من
تدبير
المخابرات
الأمريكية والموساد الإسرائيلي علي
أساس
أنها من الجماعات
الدينية المتطرفة التي إخترقت أجهزة
الأمن وتهدد الكيان السياسي
والأمن الإجتماعي داخل هذه الدول ليتفق
الجميع ويتظللول تحت
مظلة مكافحة الإرهاب , وتتأزم القضية
اللبنانية, وتضيع إلي
مالانهاية القضية الفلسطينية , وتبقي
سوريا وإيران , ولبنان علي
المحك السياسي دائماً , ومصر والسعودية
والأردن تصبح دولاً
تحكم بالقرار الأمريكي من داخل أروقة
البيت الأبيض .
ولتحيا إسرائيل إلي الأبد !! فالكل يسعي
لإرضائها والكل يعمل
لتوسطها لدي الولايات المتحدة
الأمريكية
للبقاء في الحكم والسلطة
!!
وهذا تصور !!
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟