أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المحتسبون … ولعبةُ الخروجِ من الكوكب














المزيد.....

المحتسبون … ولعبةُ الخروجِ من الكوكب


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 14:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عزيزي القارئ، تعال نلعبُ لعبةً لطيفة، اعتدتُ أن ألعبها مع نفسي للحكم على الأمور بموضوعية، إذا استعصى عليّ فهمُ شيء عجيب. سنركبُ، أنت وأنا، مركبة فضاء ونسافر خارج الكوكب. ثم نقومُ بعملية مسح كامل للذاكرة، حتى نمحو جميعَ تجاربنا الأرضية السابقة، مع الإبقاء على "جوهر المنطق والتحليل"، لأنه الوظيفة الأساسية للمخ البشري، وأيضًا نستبقي معارفَ اللغة والقراءة. في كلمات أخرى سنكون، أنت وأنا، شخصين ناضجين عاقلين ذكيين مثقفين، ولكن دون خبرات أرضية مخزّنة في الذاكرة، كأننا آتيان من كوكب بعيد. بعد هذا نركب المركبة الفضائية ونعود إلى كوكب الأرض، ثم ندخل مصر العريقة الجميلة، ونفتح هواتفنا. اقرأ معي هذه الأخبار الطريفة أيها الكائن الجديد:
“سيدة تتنمّر على فتاة جامعية لأنها ترتدي فستانا!”، "سيدات يعتدين بالضرب على طبيبة صيدلانية لأن شعرها مكشوف!”، "سيدة تقصُّ ضفيرة طفلة في المترو لأن الضفيرة جميلة منسدلة على كتفها!” ماذا سيحدث لنا بعد قراءة هذه الطرائف؟ أغلبُ الظنّ سننظر إلى بعضنا البعض، ولا نفهم شيئًا. ثم نستوقف أي عابر سبيل من ذوي الخبرات الأرضية، ونسأله عن معنى ما قرأنا. ويظل يشرح لنا، ولا نفهم. ويحكي لنا من خبراته، وتزداد دهشتنا ونرفض التصديق. سيحكي لنا عن فظائع داعش وبوكوحرام وطالبان مع النساء في بلاد مُبتلاة بالويل، وترفضُ عقوُلنا التصديق، فتنفجر رؤوسُنا من هول ما نسمع. بعد ذلك يدور بيننا هذا الحوار:
أنت: أخبرنا الرجلُ ذو الخبرات الأرضية أن المتنمرات اللواتي سخروا من فتاة الفستان، والنساءَ اللواتي ضربن الصيدلانية غير المحجبة، والسيدةَ التي قصَّت جديلةَ الطفلة، فعلن هذا بوازع ديني. صحيح؟
أنا: صحيح.
أنت: طيب، أليس في "القرآن الكريم"، آياتٌ تقول: “وكلُّ إنسانٍ ألزمناه طائرَه في عنقِه"، "كلُّ نفس بما كسبتْ رهينة"، "ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى"؟
أنا: نعم. دون شك.
أنت: إذن، كل إنسانٍ مسؤولٌ أمام الله عما صنع. فكيف ولماذا يتدخل أحدٌ في شأن أحد، وقد أمرهم اللهُ أن يلتزم كلُّ إنسان بنفسه وعمله لأنه تعالى لن يُحاسب أحدًا عن أحد؟! كيف يكون الوازعُ دينيا بينما الدين لم يقل هذا؟!
أنا: هم كاذبون. فهذا ليس من الدين في شيء. بل لونٌ من دسّ الأنف فيما لا يخصُّ ذاك الأنف. وفي رأيي الخاص أن تلك الممارسات المشينة محاولة يائسة لرأب صدوع النفس. إكمالُ النقصِ بالانتقاص، والتطهّرُ بالتدنيس.
أنت: ماذا تقصدين بإكمال النقص بالانتقاص، والتطهر بالتدنيس؟
أنا: يعني شخصٌ ما إيمانُه بالله فقير، فيُكمِلُ ما نقُص من إيمانه بالانتقاص من إيمان الآخرين. يرتكب الفواحش والآثام، ويشعر بتأنيب الضمير الدائم جراء ذلك. ولكنه بدلا من التوبة والكفّ عن ارتكاب الخطايا، يلجأ إلى الحلّ الأسهل، وهو رمي الناس بالتُهم، وإهانتهم وضربهم وربما قتلهم، ثم يزعم لنفسه وللناس بأنه يدافع عن الدين! ذلك السلوك المريض يصنع له شيئا الرضا عن النفس وإراحة الضمير المعذَّب. لأنه يظن أنه "بتدنيس" الآخرين "يتطهّر" من دنسه ويبرأ من آثامه؛ فيرضى عنه الله.
أنت: ولكن كيف يرضى عنه اللهُ وهو يؤذي الناس؟!
أنا: هو "يظن" ذلك. ولكن بالعكس، هو يرتكب مزيدًا من الآثام ويُغضب الَله لأنه خالف أمرًا واضحًا بالكفّ عن الأذى. اللهُ "عدلٌ" وهو تعالى الأوحد الذي يحاسبُ كلًّا بما صنع.
***
انتهت اللعبةُ عزيزي القارئ وعادت لنا خبراتُنا الأرضية وعادت سحابةُ الحزن تُخيّم على عقولنا بما نشاهد من سلوكات لا يقبلها دينٌ ولا منطقٌ ولا أخلاقٌ ولا قانون. والخلاصةُ أن ممارسات "البلطجة" ضد النساء لن تنتهي، ما لم يُطبق القانونُ بحسم، ويُضرب بيد من حديد على مرتكبيها. لسنا في حاجة إلى السفر خارج الكوكب للشعور بالدهشة لمثل تلك الأخبار المؤسفة، فالعالمُ يقرأ مآسينا ويضحكُ علينا.
مصرُ اليوم في "الجمهورية الجديدة" تعلو وتتقدم وتقفز نحو التنمية والإعمار والتنوير في وثباتٍ رائعة تجعلُ الدنيا تنظرُ لنا بعين الإعجاب بما حققه الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في سبع سنوات فقط، مما لم نكن نحلمُ بحدوثه في خمسين عامًا. فكيف نسمح لبعض المأفونين الخارجين عن القانون بأن يفسدوا هذا البناء الجميل بما يرتكبون من مَخازٍ تجعلنا نخجل؟! أرجو تفعيل "قانون مكافحة البلطجة" وتطبيقه على الجميع، لأن مَن أمِن العقابَ أساء الأدب. “الدينُ لله والوطن لمن يحترمُ أبناءَ الوطن.”

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا البحرين… على شرف الشِّعر واللؤلؤ
- أنا أتبرّعُ بأعضائي بعد الوفاة
- سيد حجاب … عِشْ ألفَ عام!
- النصبُ على الناس بالحُسنى
- اختطاف … متلازمة عشق الطريدة للقناص
- حتى لا نكون مرايا عمياء!
- قَسَمُ أبقراط … هديةُ عيد ميلادي!
- مرضٌ اسمُه التطرُّف!
- 200 جنيه … تتلصَّصُ على المجتمع!
- كيف تصيرُ مشهورًا وجماهيريًّا؟
- أمّي ... التي تموتُ كلَّ عام!
- سألتُ نجيب محفوظ: هل تعرفُ اسمَ طاعنك؟
- الرئيس السيسي … فارسُ التنوير الجسور
- أعلنها الرئيسُ: مسألة وعي!
- السيسي … قائدٌ يُنجِزُ … ثم يُعلن
- سمير الاسكندراني … وأبي!
- هاتزعل منّي يا ريس!
- فريال … فارسةُ مصرَ الذهبية
- العذراءُ المُطوّبة … وشمس الدين التبريزي
- العيّل بيجي … من رزقنا!


المزيد.....




- -سيقاطعه سيف الإسلام القذافي-.. مرشح للرئاسة الليبية يرفض حض ...
- 56 دولة اسلامية تستورد سلع ايرانية بقيمة 8.6 مليار دولار
- لدواع أمنية.. سلطات الإفتاء في داغستان تحظر النقاب -مؤقتا-
- يهود يهاجمون جنود الاحتلال بالحجارة!
- روسيا: حظر ارتداء النقاب -موقتا- في داغستان على خلفية هجمات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد استهداف هدف حيوي إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي إسرائيلي في ...
- لحظات سعيدة مع أطفالكم! قناة طيور الجنة تتيح لكم مشاهدة أغان ...
- استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 نايل سات وعرب س ...
- “سلي أطفالك في الإجازة” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المحتسبون … ولعبةُ الخروجِ من الكوكب