رندة المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 09:57
المحور:
الادب والفن
صَدّقْ ..!
إنه الحُب ..
بصَهدِ الشوق يأتي ..!
بوهجِ الحُلم ..
بنار الجوانح ..
بكل حارق ولاذع و موجع يأتي ..!
**
و صَدّقْ ..!
إنه الحُب يُسمعُني ضربات قلبي وأنت تطوي ساعدُك عليّ
يدحر العُتمة و ينتصرُ لفراشات المصابيح ويأتي ..
و المذهل ليس قدومه ..
بل هذه المساحة التي لا تقاس ولا تُطوى بين الضلع و النبض
وبين السُهاد والغفوة ونحن ننتظر ..
تلك المساحة المشدودة والعالقة كقميص معتقلٍ على سياج شائك من القهر ..
أراها الآن تذوب ، تتلاشي و يُغشيها الحب بندى راحتينا .
إنها الشجن ،
إنها الاحتراق ، الاختناق
و ضرب من ضروب الدموع الموجعة
فسمها ما تشاء ولكن صَدّقْ ..
صَدّقْ ..!
**
و إنه الحُب ..
يفتحُ باب الأقفاص المغلق
يفك الطلاسم
يعيد ترتيب التفاصيل
وعزل الأرض عن جرائمنا ..
و ينتصر ..
بكثير من الصبر و مزيد من التلظي و أكثر من الكثرة وجعا
يعيد النور
يعيد الضياء
يعيد وجهك إلى راحتي و تأتي ..
**
وَ صَدّقْ
بهذه اللحظة المتأرجحة على نصل الزمن
يغرورق إنسانُ عيني خلف أبيض الدموع
وتشهق الضلوع و أنتحبُ من وجع الفرح و أصلي .
و بهذه اللحظة الفاصلة بين اعتياد القهر و الخوف من فرح يُسكت القلب فجأة
ينشجُ الورق بين أصابعي
تحديداً بين كلمة حب ورجاء .
للورق مذاق ملح الدموع
للورق رائحة احتراق الحشى
للورق مسافة تتسع وتتسع لتضم جراح أرضنا
و شتات شعبنا
و ترنيمة حزينة كانت تفتتح بها الصباح أمي .
**
و صَدّقْ
بأن الحب يُخرجُ كل كلمة حنان مخبوءة تحت الأحجار ، خلف الأشجار
وفي عظم الصدف الغارق في القيعان
يُخرجُ الربيع من لحية الثلج
يُعيد العصفور لكتف الشجرة
ينتصر لرؤوسنا المحنية
لقبضتنا المشدودة على كمش التراب
لرائحة عرق الأرصفة المبحوحة بصياح البائعين
لكل جميل وبريء أرادوا أن يسلبوه منا .
لحرارة رغيف العشاء لأب فقير
يقتسمه ثلاثة صبية وصبيات و ..
جيران .
يلم زوايا دارنا يغمرنا في كنه بحنان وينتصر
فعلّق يدَك عَلى قلبي وأنت تلفُ ذراعكَ عليّ
فإني أخافُ الفَرح يُصيبه بسكتة موت !
#رندة_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟