|
الاستعمار مازال مستمر / لكن بطريقة تتناسب مع التطور الكوني / نعم 👏 عن بعد …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7049 - 2021 / 10 / 16 - 18:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ هو خط ليس بالضئيل ، وعلى الرغم من صغره ، إلا أن جوهره غالباً يحمل ، وقبلئذ ، وحسب ما أحمل من قناعات حول تاريخ التصارع البشري على الحقيقة ، ومن الغنى عن البيان ، لأنه لا حاجة لذكره نظرًا لوضوحه التّام ولأنّه تحصيل حاصل ، وبانحياز تام للحق في سرد التالي ، هو خط تماس بين الضاحية الجنوبية الشيعية في بيروت الغربية والحي المسيحي فرن الشباك ، الواقع في بيروت الشرقية ، وهذا الخط الفاصل ، فلسفياً وتفكيرياً واجتماعياً وثقافياً موجود في أغلب المناطق اللبنانية 🇱🇧 ، بصراحة 😶 ، فالتقسيم في هذه الجغرافيا هو جذري ومركب وتعقيداته ليست بهذه السهولة التى يمكن 🤔 للمرء أن يتصورها أو يعتقد 🤔 أنها مسألة عابرة ، ولأن موضوع هذه السطور ليست لبنان 🇱🇧 تماماً أو بالأحرى ليست الواقعة التى حدثت في شارع الطيونة ، لكنني سأعرج على الحادثة ، لأنها أظهرت خلاصة غاية من الأهمية وثمينة في الوقت ذاته ، لقد أثبت الربيع العربي وبعد عشرية كانت نهياتها للأسف غير مبشرة ، فإن انطلاقة الثورات في الوطن العربي ، لم تكن ناتجة عن فكر تغيري / ثوري بقدر أنها كانت خلفيتها عن صراعات داخل المربعات الفساد ، وقد استثمروا هؤلاء مشاعر الناس بقدرات عالية وملفتة ، فعلى سبيل المثال ، بلد مثل لبنان 🇱🇧 ، الصراع الحقيقي هو على كرسي🪑💺 الرئاسة ، لأن في كل مرة يصل الشعب إلى نقطة يمس بها التقسيمة الطائفية ، على الفور يتراجع ويلتزم بيته 🏠، بل أيضاً ، مجرد أن يتخيل الطائفي ، من الممكن لطائفي أخر مجاورته في منطقته ، سيتخلى عن الدولة ، وبالتالي الخلاصة الأهم في رأي ، أن النظام القائم صنع الهوية اللبنانية لكي تعيش فقط في الخارج ، لكنها لا تصلح للعيش في الداخل ، تماماً كما هو الحال في العراق 🇮🇶، وطالما لا يوجد الحدود الدنيا من مقومات الدولة وحتى لا نقول شبه دولة ، ستفشل كل الثورات .
أعترف بادئ ذي بدء ، أنني كنت أفعل أيضاً ذلك ، كما هو حال كل الناس 👍 ، لكن مع الوعي ، صرت / تحررت من فعل ذلك ، وأيضاً أصبحت أتفاجأ بهذا الصنع ، فلبنان 🇱🇧 في كل عام يحتفل 🎉 بعيد استقلاله ، هذه الكذبة ، كانوا ومازالوا الناس لوقت قريب يؤمنون بها ويمجدون ذاك اليوم ، بمشاعر جياشة والتى توارثتها الأجيال تباعاً عن بعض ، لكن ما هو صحيح أكثر ، أن الاستعمار بالفعل قد غادر✌، لكن ايضاً لم يغادر ، كيف ذلك ، ببساطة ، كان الاستعمار الفرنسي 🇫🇷 أو البريطاني 🇬🇧 ينوب عن سياسيين هذه المستعمرات بجباية مقدرات الدول ومن ثم تحويلها إلى لندن أو باريس ، ولأن الاستعمار ايضاً في تكوينه العميق فاسد ، تحولت هذه المستعمرات إلى أراضي يلوذ إليها الشركات العابرة ، بالطبع لكي تتجنب دفع الضرائب والهروب من القيود التى تُفرض على القيادات العسكرية وحلفائهم من السياسيين ، فالأيام في النهاية غدارة ، لا ضمانة لأحد من المساءلة ، والكشف عن مصادر أموالهم ( من أين لك هذا ) ممكن في أي تغير للقوى الحاكمة وضمن ما يُعرف بتصفية الحسابات ، لكن عندما أجبر الاستعمار بالرحيل ، أصبحت لندن والجزر التابعة لها ، ملاذات أمنة لحكام لبنان 🇱🇧 ، فأصبحوا سياسيوه 🇱🇧 أو حتى ايضاً النظام الأسد ، فهناك👈 تقارير دولية ، صدرت عن جهات وازنة ولها مصداقية لا يمكن تجاهلها أو الطعن بمحتواها ، تقول بأن باسل الأسد ، بالطبع كما هو معروف الابن البكر للأسد الأب ، قد أودع في البنوك النمساوية وعلى مدار أعوام طويلة ، 13 مليار دولار 💵 ، كانت بالطبع حصة الابن من إيرادات النفط السوري ، والذي بقى ثلاثين عاماً خارج موازنة الدولة ، عوائده فقط تقتصر على عائلة الأسد ، وبالتالي ، بين أموال الفاسدين التى يتم ترحيلها أول بأول إلى الخارج ، وايضاً في المقابل ، شركات الدول المصنعة الكبرى التى بدورها تهيمن بالكامل على حياة الشعب ، فإن بذلك العنصرين ، يمكن للمرء أن يعترف بأن الاستعمار مستمر ، لكن بطريقة تتماشى مع التكنولوجيا ، أي أن عن بعد ، لأن هذه الدول الكبرى توفر الحماية لهذه الأنظمة ، مقابل توريد أموال الشعب للخارج وتعطيل أي مشروع حقيقي يجعله ينخرط في التصنيع والزراعة والابتكار .
وعلى الرغم ، من النفوذ الاقتصادي البريطاني ، إلا أن أزمتي الوباء العالمي والمحطات 🚉 البنزين ⛽ ، تحديداً الأخيرة ، كشفت عن هشاشة التدابير الاحتياطية ، وايضاً عن الدين العام الذي بلغ من المبلغ الخيالي ، لقد وصل الدين إلى 97% من الناتج المحلي ( الخام ) وهذا يعيد تصنيف الاقتصاد البريطاني 🇬🇧 على أنه تحول إلى أقتصاد فاشل 😣 وعاجز عن تحقيق 🤨 النمو السنوي ، لكن ما يجعل لندن مستمرة ، هي الأموال التى تأتي من الدول الفاسدة بالإضافة لابتلاع البلدان هذه لكل ما يتم صناعته في العالم ، بل كان مشهد سيارة النجم الكروي رونالدو مهاجم فريق الانكليزي مانشستر والتى أمضت قرابة السبعة ساعات وهي تصطف في طابور مخصص لتعبئة الوقود ، شيء من الخيال ، فهل للمرء أن يصدق أن سيارة 🚘 تقدر ثمنها ب 300 آلف دولار 💵 ، وأين ، في العاصمة اللندنية ، تضطر للاصطفاف في الطابور من أجل تزويدها بالفيول ، لم تكن مسألة التهرب الضريبي وغسل الأموال بالقضية الحديثة ، بل مُبّتكر هذه الحيلة ، هو بنجامين دزرائيلي رئيس حكومة بريطانيا🇬🇧 ، تحديداً ، بعد النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وبالرغم من أنه الرئيس الوحيد من الأصول اليهودية ✡ وأول شخصية من الأقليات تصل إلى رئاسة الحكومة في تاريخ المملكة ، إلا أنه كان وراء تحويل المستعمرات إلى ملاذات أمنة لفاسدين بريطانيا 🇬🇧 ، وهذه القوانين بالطبع أسست بدورها للندن أن تتحول موقعاً عالمياً لغسيل الأموال والتهرب من الضرائب ، وايضاً مقراً لأموال الفاسدين في العالم ، فبعد حرب العالمية الثانية استطاعت بريطانيا 🇬🇧 تطوير النظم الخاصة بهذه الأموال لتصبح مركزًا معتمد لعشرات السنوات ، طبعاً ، لم يكن هذا التحول من إلى / إلى من ، من فراغًا ، بل وجدت بريطانيا 🇬🇧 نفسها بعد خسارتها للمستعمرات أمام واقع يتطلب توفير البديل وبشكل سريع ، بالفعل ، عدلت القوانين لكي تتمكن الشركات الفارة بالعودة وايضاً تمكنوا لاحقاً الطبقات الحاكمة في الدول التى انسحبت منها بريطانيا 🇬🇧 أو فرنسا 🇫🇷 تصدير الأموال المنهوبة أو الهاربة من الضرائب إليها ، فهؤلاء يملكون على الأقل 95% من ثروات دولهم بين النقد ( الكاش ) أو الذهب وايضاً لكل ما يتعلق بالآثار .
ولقد بقت تلك الوعود التى قالت أن الأمة معينة سوف تستمر بتربعها على عرش الكون ، بدت أقرب إلى أحلام غير قابلة للصرف ، في ظل سلسلة من الحقائق التاريخية والتى ألتحمت مع كل ولادة 👶 حديثة ، ومع ظهور الولايات المتحدة 🇺🇸 كقوة كونية وازدهار أقتصادها وذاع صيت جامعاتها وأصبحت بورصتها الأكثر تداولًا وديناميكية على المستوى العالمي ، تراجعت لندن كموقع متفرد وأول ، لكن سرعان ما عادت ومعها مناطق متعددة في أوروبا وتحديداً الجزر التى تعيش بين المحيطين ، لقد أحدث انتشار النفط والغاز بالأخص في العالم مفاهيم قارونية ، لم تتعود عليها البشرية ، وايضاً تجارة السلاح والمخدرات والأعضاء البشرية احدثوا متغيرات كبرى ، فأصبح للبشر عالمين أو أرضين ، الأول مرأي والأخر مخفي تماماً 👌عن التتبع أو الملاحقة القانونية ، وبعيداً عن الدول المسحوقة والتى عانت تاريخياً من الفساد والنهب والتعطيل ، ايضاً ، تحولت الدول الكبرى إلى أكبر دائنون للبنوك التجارية الخاصة ، أي أن هذه الدول في الحقيقة تتحكم بها العائلات التى تدير أموال الملاذات الامنة والتى بالأصل جُمعت من العالم الفقير ، لأنها باختصار ، أصبحت فعلياً الجهة التى بحوزتها أموال البشرية ، تُخزن أموالهم ومن ثم تعيد برمجة 👨💻 تدينهم إياها وبالفوائد ، بالطبع ، إذ ما عاد المرء لواقعة أزمة الوقود ، سيكتشف أنها لم تكن بسبب نقص البنزين ⛽ ، بل لأن هناك أزمة في ترتيب الأيدي العاملة القادمة من الخارج ، قد يعتبرها البعض لأسباب تعود لخروج لندن من الاتحاد الأوروبي🇪🇺 وصعوبة دخول الأيدي العاملة من أوروبا ، أو هناك من يحيلها لأسباب كالتى تقول بأن القوانين باتت مختلفة ويحتاج العامل تجاوز إجراءات طويلة لكي يحصل على إقامة عمل 🕵♂ ، وايضاً النظام الضريبي بات معقد وأكثر تكلفة من النظام الأوروبي ، لكن في بلد مثل بريطانيا 🇬🇧 ، سكانه يخضعون إلى مرض 🦠 فوبيي ، أقصد ( فوبيا الشتاء الساخط ) ، وهذا السخط يتوارثه البريطانيون ، لأن معاناتهم من شتاءات التسعينيات ، كانت الذاكرة كفيلة في احتفاظها وتناقلها .
إذنً ، هي أنظمة تأخذ شعوبها رهينة 🧐 ولا يعبأون بأي تفصيل جوهري باستنثاء الشكليات ، فدولة مثل بريطانيا 🇬🇧 ، من غير المنطقي أن تعاني بالتأكيد 🙄 من أزمات مالية أو اقتصادية أو لأزمة على شاكلة سائقين الحافلات ، لو أن أموال الملاذات الامنة تخضع للمساءلة والضريبة ، وأيضاً في المقابل ، بلد مثل لبنان 🇱🇧 أو سوريا تحديداً ، لولا الفساد ، والذي أقتصر فقط وظيفته منذ الاستقلال على إتباع وإخضاع الدولة المستقلة للمستعمر ، وبالمحصلة ، كانت النتيجة هو نقل الأموال المنهوبة إلى الملاذات الامنة والتى بدورها عززت الاستعمار ودمرت الدول المستقلة ، بل ليتخيل القارئ ، إذ كان مجرد فرد واحد☝من بين عائلة الأسد ، وهي عائلة تحكم دولة حسب تصنيفهم فقيرة الموارد ، يمتلك كل هذه المليارات والتى كان قد حصدها في وقت كانت أسعار البترول تتراوح بين 2 إلى 4 دولارات ، إذنً ، فعلى المراقب أن يقدر حجم الأموال المنهوبة بأسعار النفط اليوم ، وقد تكون خلاصة الخلاصات ، أن الشعب لم يشعر بالفارق بين الاستعمار والاستقلال سوى بيوم التى يحتفل به المحتفلون بهذا اليوم الكاذب . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مافيويون بأقنعة سياسيين ، مافيِة كل شيء …
-
التاريخ والذاكرة والهوية الجامعة 🌝 🇯🇴
...
-
أنتصار ✌أكتوبر 🇪🇬 ، العبور الذي غير ال
...
-
هل صياح الديك 🐓 🇫🇷 كافي لإيقاظ أمةً
...
-
بين فقدان الثقة ومضاعفة الثقة / اغتصابات بلا كعب 👠 و
...
-
فرنسا 🇫🇷 تكرم العملاء ، من يكرم أحرار فرنسا
...
-
عقدة 🪢 التجديد / انفق ابو رؤوف ...
-
من سيشكل الشرق الأوسط الثاني ...
-
الهوية الجامعة والتراث المتعدد
-
رايات لا تصلح إلا للتنكيس برحيل اللصوص ...
-
نعم 👍 أنها خزياً وندامة ....
-
زحزحة لبيد الاقتصادية لقطاع غزة ..
-
صراع داخل البيت ...
-
درس المغرب 🇲🇦 / تفصيل حاسم وذات دلالات هامة
...
-
ببساطة ، إن ذهبت ستموت ☠ 💀 / الجريمة المفتوحة
...
-
الاستيقاظ من حلم الانتصار✌/ ماذا 😶 بعد ذلك ...
-
الموسيقار الذي ضبط إيقاع الراقص المتمرد على الحزن / اليوناني
...
-
حصاد دامي كفيل بتحريك الرمال ...
-
بعد كل محاولات التحرر من القهر ، يضربن بأقدامهم الأرض --- ،
...
-
ماذا 😟 يعني وصول الإيراني إلى الحدود الجنوبية في سور
...
المزيد.....
-
ماذا قال بايدن عن احتمالية قيام إسرائيل بتوغل بري في لبنان؟
...
-
الجيش الأردني: سقوط صاروخ أطلق من لبنان قرب عمان
-
بعد اغتيال نصرالله.. -حزب الله- ينشر ملخص عملياته خلال 24 سا
...
-
هاريس: نصر الله إرهابي يداه ملطختان بدماء أمريكيين
-
السعودية تبدي استعدادها لبذل الجهود من أجل حل الأزمة الأوكرا
...
-
اغتيال نصر الله.. روسيا تحذر من جر إيران لحرب كبرى
-
لحظة بلحظة.. عملية اغتيال حسن نصر الله وتداعياتها
-
فيديوغراف.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائ
...
-
توغل بري محتمل للبنان.. -تحضيرات إسرائيلية- و-شهية نتانياهو
...
-
حزب الله يعلن إطلاق صواريخ باتجاه القدس.. وإسرائيل تعلق
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|