|
الفصل الأخير _ النظرية الجديدة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7049 - 2021 / 10 / 16 - 12:23
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الواقع _ والوجود الإنساني ؟! الخطوة الأولى على طريق المعرفة ، تتمثل بالمحاولة المتجددة لمعرفة ما نجهل ، وتحديده . أعتقد أنني وجدتها _ الحركة الثلاثية للواقع والكون ( الوجود الشامل ) . الحركة الدورانية للمكان بالتلازم مع الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . .... لو أخذنا كلمتين شبه معروفتين جوهانسبرغ وبانكوك على سبيل المثال ... أعرفهما بالاسم فقط ، وأظن أن أغلب القراء مثلي بنفس الطريقة ، والدرجة ، التي كان يعرف بها القديس أوغستين الزمن أو الوقت : ( طبعا أعرف ما هو الزمن ، ...ولكن لو سألني أحد عن تعريف الزمن أو تحديد جوابي أكثر ، سأقول فقط : لا أعرف ، إذا كنت صادقا ) . بسهولة يمكن معرفة المزيد عن المدينتين ، بمساعدة غوغل مثلا . لكن لسوء الحظ ، ذلك غير ممكن بالنسبة للزمن أو الوقت . .... من يجرب أن يضع كلمة زمن أو وقت على غوغل ، ستزداد حيرته مع درجة جهله للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ، وأنواعه ) . نفس المتاهة تدور فيها كلمة " الواقع " ... .... معرفة الزمن لا تكفي وحدها لمعرفة الواقع ، هي شرط لازم وغير كاف . الواقع يتضمن الحركة العكسية بين الحياة والزمن ، بالإضافة إلى الماضي والمستقبل وعلاقتهما المزدوجة أيضا ، والمتعاكسة بين الحياة والزمن . 1 أنواع الزمن الحقيقي أو مراحله ثلاثة ، لا تقبل الزيادة ولا النقصان . الماضي أو الحاضر أو المستقبل . مع أنه لكل من الماضي والمستقبل تقسيمات عديدة ، ممكنة وصحيحة . بينما الحاضر مفرد ، وشبه مجهول . يعرف الحاضر بدلالة أبعاده الثلاثة بالتزامن : الحياة والزمن والمكان ( الحضور والحاضر والمحضر ) . .... الماضي حدث من قبل ، وهذا متفق عليه في مختلف الثقافات واللغات . لكن بعد معرفتنا بأن الزمن يأتي من المستقبل ، وليس من الماضي كالحياة ، تحدث صدمة عقلية للقارئ _ ة . لكن للأسف ، أغلب القراء لا يحتملونها ، وينكصون إلى موقف الانكار . تشبه الفكرة ( الخبرة ) دوران الأرض حول الشمس ، حيث تشكل المغالطة الشعورية مشكلة مزمنة ، موروثة ومشتركة . ... يمكن تصنيف الماضي عبر ثلاث فترات : 1 _ الماضي القديم ، أو الموضوعي . 2 _ الماضي الشخصي ، أو الفردي . 3 _ الماضي الجديد . الصنف الأول ( الماضي القديم ) ، أيضا ثلاثة أقسام : 1 _ قبل نشوء الحياة . 2 _ قبل نشوء الانسان . 3 _ قبل ولادة الفرد . الصنف الثاني ( الماضي الشخصي ، أو الحديث ) . يبدأ من لحظة الولادة إلى الحاضر المباشر ، أو اليوم الحالي . الصنف الثالث والأهم ( الماضي الجديد ) ، يتضمن بقية العمر وهو نسبي بطبيعته . يتحدد الماضي _ بمختلف أصنافه أو مستوياته – بالمجال بين الأزل والحاضر المباشر ( أو اليوم الحالي ) . 2 المستقبل يقابل الماضي ، لكن العلاقة الحقيقية بينهما ما تزال شبه مجهولة بالكامل . ونحن لانعرف العلاقة بينهما سوى بدلالة الحاضر . لكن ، وبشكل منطقي فقط يمكن تحديد المستقبل ، بالمجال بين الحاضر وبين الأبد . .... بدوره المستقبل يقبل التصنيف الثلاثي : 1 _ المستقبل الموضوعي ، ويشمل المجال بين الأبد وبين موت الفرد . 2 _ المستقبل الفردي ( أو القريب ) ، ويتحدد بالمجال بين لحظة الموت وبين الحاضر المباشر . 3 _ المستقبل القديم ، وهو نفسه الماضي الجديد ، أيضا الحاضر الزمني . هذا المجال الخاص ، والمباشر بطبيعته ، يتحدد بحركة التقويم اليومية أو السنوية . .... الحاضر يمثل المجال بين الماضي والمستقبل ، ويتحدد بدلالتهما معا . 3 أصل الانسان مفهوم ميتافيزيقي ، يتعذر التحقق منه بشكل منطقي أو علمي ، ويتعذر الاتفاق بشأنه . بينما أصل الفرد مصطلح حديث ، علمي ، وهو ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . أصل الفرد يمتد بين اللانهايتين الموجبة والسالبة ، أو بين الأبد والأزل ، أو بين الحياة والزمن . .... .... ملحق وخاتمة _ تفسير الواقع ؟
1 كيف لم ينتبه قراء _ وقارئات رياض الصالح الحسين الكثر ، أيضا قراء أنسي الحاج الأكثر كما أتوقع ، إلى موقفهما من الواقع والزمن _ الجديد المختلف ، والمغاير كليا _ للموقف التقليدي والسائد في الثقافتين العربية والعالمية على السواء ؟ لأكن صريحا ، مع أن الاعتراف محرج لي ، لا أتذكر قراءتي ( قراءاتي ) لقصيدة رياض التي تعتبر أن سهم الزمن يعاكس فرضية نيوتن . والتي تمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة . .... يسهل فهم ذلك وتفسيره ، بعد تقسيم الموقف المعرفي الجديد إلى ثلاثة خطوات بدل الاثنتين فقط . اكتشف أنسي ورياض ، وعدد غير معروف ، من الفلاسفة والشعراء والمثقفين في العالم وفي العربية كما تبين ذلك بالأدلة أن اتجاه حركة الزمن بعكس الموقف السائد . لكنهما ، لم يكملا الفكرة إلى آخرها . .... أتذكر وبوضوح شديد جدا ، أكثر من القبلة الأولى ، لحظة فهمي الجديد لحركة مرور الزمن ( من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) . كنت أظن أنني الأول ، والوحيد ، الذي اكتشف ذلك . غرور نرجسي بلا شك ، واعتذر عنه . .... حتى الخمسين ، كنت أعتقد أنني شخص محدود الذكاء . ( متوسط ) . يشوب معرفتي الحالية ، الأقرب إلى الموضوعية ، بعض شطحات الغرور المعيبة والمخجلة بالفعل . ( أتخيل أحيانا أنني بدرجة ذكاء أعلى من أينشتاين ) .... لنتذكر أن جنون العظمة ، حالة متقدمة من عقدة النقص لا أكثر ولا أقل . 2 اكتشاف الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، نتيجة الحوار المفتوح منذ سنوات ، ويمثل الحظ الطيب أكثر من تسعين بالمئة منه ، والباقي للثقافة والمثابرة التي تحصلت عليها بعد الخمسين . .... بعد فهم العلاقة الصفرية بين الزمن والحياة : الزمن + الحياة = الصفر . أو س + ع = الصفر . يتكشف الواقع ، بدرجة غير مسبوقة من الوضوح والانسجام . .... الحركة مزدوجة ، ليست خطية أو أحادية فقط . هذا هو مفتاح اللغز المزدوج ، لغز الزمن _ ولغز الواقع بالتزامن . 3 ( لا أنت ولا أنا ... لا أحد يعرف حدود جهله ) . .... .... خاتمة النظرية الجديدة
" لماذا لا تكتب ما يفهم ؟ لماذا لا تفهم ما يكتب ! "
1 هذا النص بصورة خاصة ، يتطلب من القارئ _ة ، الانتقال إلى موقف القراءة الإيجابية _التفاعلية والمنفتحة على الجديد والمجهول بالفعل . بعبارة ثانية ، مستوى القراءة السلبية وبكل اشكالها ، تمنع القارئ _ة من تقبل الجديد ، وخاصة في موضوع غامض بطبيعته ومربك مثل الزمن ، حيث يتلازم الجهل مع الرهبة والخوف . مثال تطبيقي : الزمن ثلاثة أنواع ( مراحل ) متعاقبة ، يتعذر الإضافة عليها أو اختزلها . وهذه الفكرة مصدر سوء فهم دائم . مثلا ، لا يوجد نوع رابع ( حقيقي ) من الزمن ، مستقل وخارج تقسيمات الماضي أو الحاضر أو المستقبل . وهذا خطأ شائع في الثقافة العالمية ، خاصة في النقد الأدبي والفلسفة . ومثاله البارز غاستون باشلار : ( للزمن أبعاد ، للزمن كثافة ) . بالمقابل ، لا يمكن أن يوجد شكل أحادي أو ثنائي من الزمن ( بدون البعد الثالث ، الذي قد يكون أحد الثلاثة : الماضي أو الحاضر أو المستقبل ) . وهذا خطأ وقع فيه الثلاثة الكبار في الفيزياء ، نيوتن حين أهمل الحاضر واعتبره عديم القيمة والأهمية معا ، واينشتاين حين أهمل الماضي والمستقبل عبر تركيزه المفرط على الحضور فقط ، ويشاركهما ستيفن هوكينغ أيضا في الاعتقاد الخطأ ، في أن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ( بينما العكس هو الصحيح ، المستقبل مصدر الزمن ) . 2 حركة الواقع أم حركة الحياة أم حركة الزمن ؟ كلنا نعرف الأمس المحدد خلال 24 ساعة السابقة ، بالإضافة إلى الماضي الشخصي ( من لحظة الولادة إلى الآن ) . .... ما هو الأمس ، وكيف يتشكل بالفعل ؟ يستهلك العالم كله إلى اليوم ، بما فيهم أنت وأنا ، فرضية نيوتن حول سهم الزمن : من الماضي إلى المستقبل . رغم التشكيك بوجود الزمن نفسه ، أيضا في اتجاه حركته ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي يقوم على تلك الفرضية ( الخاطئة ) . 3 تذكير مكرر بقصيدة رياض الصالح الحسين : الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد . السؤال الأول حول رياض نفسه ، وموقفه الغريب من الزمن ! أرغب بمناقشة هذا السؤال بشكل تفصيلي ، عبر نص خاص . لكن السؤال الفضيحة حول القراءة لذلك النص ، هل من المعقول أن أحدا لم يلفته ذلك الموقف ، الجديد كليا لا على الثقافة العربية بل العالمية أيضا ؟! .... هل من المعقول أنني وحدي الذي يرى ! كل انسان ، كرر ذلك التساؤل الاستنكاري مرات بينه وبين نفسه . 4 هل الكائن الحي ، هو من يغادر الأمس وينتقل إلى يوم جديد ، أم العكس كما لاحظ رياض خاصة وبطريقة غامضة وغير مفهومة إلى اليوم ؟ أعتقد أن الحركة التعاقبية للزمن هي السبب ، وهي مصدر التغير الذي نشعر به جميعا ، لكننا نتجاهله لسوء الحظ . .... الحركة الجدلية ، العكسية ، بين حركتي الحياة والزمن مصدر غموض الواقع ، والحركة التي ندركها ولا نفهمها . بطريقة بعيدة وغير مباشرة ، يمكن تشبيه الأمر بالحركة المزدوجة بين عربتين في اتجاهين متعاكسين ، وبسرعة متساوية . يبقى الفارق أننا نشعر بالحركة في المثال ، بينما في الواقع لا نشعر بالحركة لأسباب مجهولة ، وربما تكون العادة والتقليد أحدها . 5 يمكن التأكد بسهولة من حركتين ، هما غالبا حركة واحدة : حركة اقتراب المستقبل من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، وعكسها حركة ابتعاد الماضي عن الحاضر بنفس السرعة . والمشكلة الأساسية في جهلنا للحاضر ، مع أننا تقدم أكثر من خطوة . .... يتحدد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ، بين الأبد ( اقصى المستقبل ) وبين اللحظة الحالية التي تفصل بشكل موضوعي بين الماضي والمستقبل . مثال على ذلك هذا اليوم خميس 14 / 10 2021 ، هو الآن الفاصل الموضوعي بين الماضي والمستقبل ، بالتزامن يمثل الحاضر المباشر . بعد أقل من 24 ساعة سوف يصير في الماضي ، وجزءا من الماضي ، إلى الأبد . 6 الماضي الجديد أو المستقبل القديم أو الحاضر الزمني مترادفات على الأغلب ، أو تسميات لفترة انتقالية ما تزال غير واضحة ، وغير مفهومة سوى بشكل تقريبي وغامض . وهي تتمثل باليوم الحالي . .... اليوم الحالي مزدوج بطبيعته ، نصفه الحي يأتي من الماضي والأمس ، ونصفه الزمني ( المقابل ) يأتي من المستقبل والغد . وكل يوم آخر يشبه بقية الأيام القادمة ، باستثناء أيام الماضي _ فهي قد حدثت وانتهى الأمر _ وتمثل الوجود بالأثر فقط . بعبارة ثانية ، الزمن ، واليوم بجانبه الزمني خاصة ، يحدث عبر ثلاث حالات متعاقبة : المستقبل أو الغد كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحاضر المباشر مرحلة ثانية ، والماضي ويوم أمس في المرحلة الثالثة والأخيرة . وعلى العكس تماما حركة الحياة ، واليوم بجانبه الحي ، يحدث أيضا عبر ثلاثة حالات متعاقبة ومعاكسة للزمن : الماضي والأمس كمرحلة أولى ، فاليوم الحالي أو الحضور المباشر مرحلة ثانية ، والمستقبل ويوم الغد في المرحلة الثالثة والأخيرة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرية الجديدة _ الخاتمة
-
النظرية الجديدة _ الفصل 13
-
هوامش وملاحظات بين الفصلين 12و 13
-
مخطوط النظرية الجديدة _ حتى الفصل 12
-
الفصل 12 مع التكملة
-
ساعة الزمن وساعة الحياة _ مؤخرة الفصل 12
-
جملة اعتراضية
-
النظرية الجديدة _ الفصل 12
-
النظرية الجديدة _ الجزء الثالث الفصل 11
-
لعبة ذهنية
-
الفصل 11
-
النظرية الجديدة _ الجزء الأول والثاني مع الفصل العاشر
-
المنهج الجديد _ مقدمة مختصرة
-
مقدمة الفصل العاشر _ كيف نفكر ( بدلالة الزمن مثلا )
-
الفصل العاشر
-
النظرية الجديدة _ الجزء الأول والثاني
-
الفصل التاسع _ النظرية الجديدة ( النص الكامل )
-
الفصل التاسع _ النظرية الجديدة
-
الفصل التاسع _ مقدمة
-
الفصل الثامن _ مع التكملة
المزيد.....
-
أمينة خليل والسعدني وشاهين بمسلسل -لام شمسية- في رمضان
-
أحمد الشرع يكشف ما بحثه مع محمد بن سلمان في الرياض: -لمسنا ر
...
-
نعيم قاسم: تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد 23 ف
...
-
إيران تسدل الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو
...
-
ترامب يقر بتداعيات حرب الجمارك وشولتس ينتقد تقسيم العالم بحو
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعودي في الري
...
-
الحرس الثوري الإيراني يكشف عن -مدينة صاروخية- جديدة تحت الأر
...
-
إسرائيل تفجر عددا من المنازل في مخيم جنين (فيديو)
-
إعلام: نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بتأييد خطته لمواصلة الحرب ع
...
-
وزارة النقل الأمريكية تصف نظامها لمراقبة الحركة الجوية بأنه
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|