أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - التطرف الديني وجذوره














المزيد.....


التطرف الديني وجذوره


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى نفهم الصراع الديني علينا أن ندرس تاريخ الفشل الإنساني في مراجعة الذات والتصرفات الفردية والمجتمعية وعلينا أن نتعلم من أخطائنا وتجاربنا وسوء فهمنا للأشياء وظنوننا الكثيرة ووجوهنا المتعددة وتأجيجنا المقصود وغير المقصود للصراعات القائمة .
اجتهد الفلاسفة الغربيون في دراسة العنف الديني والمذهبي بالإضافة إلى دراسة حالات التطرف التي التصقت بالفكر الإسلامي في عالمنا اليوم . وحاول البعض منهم أن يفسر الصراعات على أساس الصراع الطبقي والاستعماري في الماضي المنصرم في حين يحاول آخرون ، وهم كثيرون ، إلقاء اللوم على التعصب الديني وصراع المدارس الإسلامية واختلافها في تفسير النصوص الدينية وفق أهوائها بحيث صاروا " أحياءً يحكمهم الأموات " .
ومن المضحك المبكي أن نسمع الغرب يلقي المحاضرات بالمسلمين حول الاصلاح والتطوير والاعتدال.
وقدر جرت محاولات عديدة لتقصي جذور العنف الاسلامي المميزة لتقود كل الطرق نحو أوروبا المسيحية . يرى الباحثون أن الجذور تعود لتقاليد الحرب المسيحية المقدسة وهذه الجذور لم تنته أبدا مع انتهاء الحروب الصليبية . وفي نهاية عام 1870م كان الجمهور الأوروبي قلقا بسبب سوء معاملة الدولة العثمانية للأوروبيين المسيحيين وسكن الخوف قلوب الأوروبيين من الدولة العثمانية وحملاتها التوسعية واتحدوا ضدها وعملوا ليل نهار لإنهاء الوجود العثماني وتحطيم الدولة العثمانية وزعزعتها. واستمر تآمر الأوروبيين على الدولة العثمانية حتى قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914. والحرب العالمية الأولى نفسها أحيت لدى الأوروبيين نشوة التوسع الديني في العالم على حساب دول العالم المختلفة . ثم طورت منهجا فلسفيا شيطن التيارات المعادية في حرب مقدسة للتوسع وزيادة النفوذ الغربي في مختلف مناطق العالم . وفي مرحلة لاحقة ادعى الأوروبيون أن حروبهم أساسها الإلهام الديني المقدس وكل ذلك في محاولة لإلباس حروبهم لبوس المصداقية والقانونية والاقناع .
ثم أعلن الأوروبيون وقادتهم أن الجنود الذين يسقطون في ساحات الوغى والقتال يذهبون مباشرة دون محاكمة أو سؤال إلى الجنة وأن ذنوبهم تمحى إلى الأبد في رحلة تطهر الجسد والروح . وأكدت المراجع الدينية الأوروبية أن الشهادة تجلب الخلاص وتلحق صاحبها بالجنة . وهكذا صار التزمت الديني والتطرف وقود السياسات الأوروبية ولا يزال .
وقبل نشوب الحرب العالمية الأولى ، كانت قضية الصراع بين القيم الدينية المتطرفة والعلمانيين في أوجها وكلنا يذكر الصراع المحتدم بين الكاثوليك والعلمانيين في فرنسا وبين البروتستانت والكاثوليك في ايرلندا . ورغم انخفاض منسوب العنف الديني في معظم المناطق الأوروبية بعد عام 1920 إلا أن التعصب العرقي والتطرف الديني استمر رغم نشوء وانتشار العديد من الحركات العلمانية الرمزية على مستوى القارة . وما المحاولات الانفصالية في غير مكان من القارة الأوروبية إلا نار تحت الرماد تؤجج التطرف الديني والعرقي كان أخرها محاولة كاتلونيا الانفصال عن إسبانيا . ونجد أيضا على الخارطة الأوروبية انتشار العديد من الحركات الشوفينية والفاشية التي سببت الألم للكثيرين .
ونجد أيضا الكثير من التصريحات والتعابير التي تقوم على أساس ديني في صلبه يتكاثر الجنون والكراهية نحو الآخر. ولهذا السبب نجد أنه من المضحك المبكي أن أوروبا تطالب المسلمين بالإصلاح الديني وهي أساس التطرف ومعلمه الأول . يتحدثون عن السلام وضبط النفس والتحمل وقبول التنوع الثقافي والعرقي وهم أساتذة الحرب والتفرقة وزرع البغضاء والضغينة حتى اليوم . بكل تأكيد أنصار التطرف المسيحي ومدراء الحرب قليلون جدا بل أقلية وسط الدين المسيحي ولكنهم حتى الآن مؤثرون وفاعلون وأصحاب قرار في شن الحروب وإذكاء نار الفتنة والتطرف .
وإذا نظرنا إلى الشعارات التي رفعتها الكثير من الحركات الفاشية نجد أنها تحمل الصليب بأشكال شتى معقوفة ومدورة في ميراثهم الفكري .
وتنتشر حاليا حكومات أوروبية علمانية تعتمد المجتمع المدني في إدارة شؤونها إلا أن نار التطرف الشوفينية التي تتأجج تحت الرماد هي الحقيقة الوحيدة الواحدة . لقد كان فصل الدين عن الدولة خطوة في الاتجاه الصحيح نحو علمانية الدولة والابتعاد عن التطرف والروح الشوفينية . وإذا نظرنا إلى علم الاتحاد الأوروبي سنجد أنه يعتمد على الصور التقليدية لمريم العذراء وقد تم حذف الشكل الأوسط منه منعا لتحسس البروتساتنت وأخرين .
العديد من الدول الأوربية حاليا تتجه العلمانية وتعلنها سيرة ومنهجا وتعتمد الأصول العلمية في الدراسات الاقتصادية والعلمية وتحاول تبخير الروح التي تعتمد الدين منهجا في التعامل والحياة . وإذا نجحت في مسعاها سيكون ذلك جيدا رغم كل العوائق لكن نتمنى كأكاديميين أن لا تحاول تصدير مفاهيمها حول التعصب الديني والعنصرية نحو العالم الاسلامي في مسعى لزيادة الانحدار الديني والقبلي والطائفي وتعظيم الهوة بين الغرب والشرق والشمال والجنوب.
يمكننا أن نتصور عددا من السيناريوهات والانشقاقات والتشكيلات في دار الإسلام تماما كما يتشكل الاختلاف بين العالم الاسلامي والغرب . ومن غير المقبول دائما أن نشرح النزعات ومظاهر الاتجاهات الفكرية عميقة الجذور للثقافة الاسلامية ومخطوطاتها الأساسية ونفسرها في اتجاهات ناشذة لا علاقة لها بالروح السمحة للرسالة الثقافية والحضارية للإسلام . للأسف حاليا يستحضر بعض أقطاب العالم الإسلامي ممارسات الأسلاف الأوروبيين والمسيحيين المتعصبين ويتحدثون عنهم كمثل أعلى في الحياة والممارسة في حين تسابق أوروبا الزمن لنسيان ماضيها المشين.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الفاشلة
- أجمل قصائد صامويل تايلور كوليريدج
- دبلوماسية المتاحف، فن الدبلوماسية: المتاحف والقوة الناعمة
- العمل بلا أمل
- الجهل يثير الفضول والفضول يعالج الجهل
- هل العودة للدين الأنثوي تنقذ العالم؟
- أهمية الفلسفة في حياتنا
- أضواء على المرأة الناجحة
- تاريخ العلم السري
- الدكتاتورية الرقمية
- زيت الزيتون ، مارك كيرتس
- حب ، صامويل تايلور كوليردج
- آلام النوم ، للشاعر صموئيل تايلور كولريدج
- عندما يصبح الإله صديقا
- الفلسفة المعاصرة
- العَقْدُ النّفسي و تسريع التغيير في المجتمع
- أبانا الذي في فرساي
- الحق أمام البيرنية خطأ وراءها
- نحن و الغد
- العيد اختراع إنساني


المزيد.....




- بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن ...
- جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر ...
- بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا ...
- الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا ...
- تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
- غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
- بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود ...
- أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق ...
- النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع ...
- خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - التطرف الديني وجذوره