أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الغفري - دعوة لتأسيس منظمة الشعوب المتحدة














المزيد.....


دعوة لتأسيس منظمة الشعوب المتحدة


أحمد الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد مخاضٍ عسير أطيلت مدته عمداً، وعن سابق تصور وترصد وتصميم، صدر القرار 1701 عن مجلس الأمن الدولي، القاضي بأن يوقف حزب الله (أولاً) وإسرائيل (ثانياً) الأعمال الحربية، في أسرع وقت ممكن، وتنسحب بعد ذلك القوات الغازية. صدر بصيغة خجولة غير ملزمة تحتاج إلى موافقة لاحقة. أي أنه أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل المعتدية بأن تستمر في تقطيع أوصال لبنان، وارتكاب المجازر ضد أبنائه بإذن رسمي أممي، إلى أن تجتمع الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد، بعد عطلة السبت، لتقرر أصولاً الموافقة على القرار.
ولدى إعلان نص القرار أعلن كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة، أن التأخر في إصداره أساء إلى سمعة المنظمة الدولية.
لا بأس هنا من أن أذيع سراً. فقد قرر رؤساء النقابات المهنية في سورية توجيه رسالة إلى السيد عنان خلال الأسبوع الثاني من العدوان، وكُلّف كاتب هذه السطور بإعداد صيغة أولية لها. وقد جاء في ختام الصيغة الأولية التي وضعتُها:
(إن سمعة منظمة الأمم المتحدة وهيبتها هي الآن على محكّ التجربة. وستنتهي هذه الهيبة إلى الحضيض إذا لم تمارس صلاحيتها في وقف العدوان ووضع حدّ لممارسات القتل والتدمير والتخريب التي يتعرض لها شعب لبنان).
ولكن الدبلوماسيين العُقَّل (بعضهم) رأوا أن هذه الصيغة القاسية ثقيلة دبلوماسياً، فشطبوا الفقرة.
اسمحوا لي بهذه المناسبة أن أتوجه بالشكر إلى السيد كوفي عنان الذي اضطرته الظروف والأحداث والجرائم والوقاحة الأمريكية الإسرائيلية لأن يكون أقل دبلوماسية منا ـ نحن ممثلي النقابات المهنية ـ وهو الذي يفترض أنه رأس (الدبلوماسية) العالمية، فيؤكد أن التأخر قد أساء إلى سمعة المنظمة الدولية.
واسمحوا لي بعد هذه الحرب العدوانية التي تعجز كل قواميس العالم عن إيجاد الصفة التي توصف بها: همجية، بربرية، وحشية، قذرة، سافلة، غادرة، أن أطالب بتشكيل منظمة دولية من نوع آخر، ولتكن (منظمة الشعوب المتحدة). عندئذ ستكون قرارات هذه المنظمة قرارات شعبية، تسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية. ولنتذكر ما كتبه د. غسان الرفاعي في (تشرين) قبل أسبوعين عن المظاهرات وشعاراتها ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، والتي لم يكن أقلها: أولاد الزنى، العاهرون، الزناة. ولنتذكر أيضاً الطيب الذكر مظفر النواب عندما لم يستثن أحداً من أولاد القحبة.
وستكون مهمة هذه المنظمة إصدار القرارات بلغة الشعوب، لغة الشارع، اللغة التي شاهدناها على شاشات الفضائيات، والتي تصف الحرب بالعدوان الوحشي والهمجي، إلى ما هنالك من أوصاف.
ولماذا لا نقولها صريحة صارخة مدوية: إن هذا العدوان السافل لم يكن ليتم، ولم يكن ليستمر شهراً ونيّفاً لولا الطاقم الأسوأ للإدارة الأمريكية، طاقم جورج بوش وكونداليزارايس وبولتون (تأملوا سحنة كل منهم، وقولوا: لا اعتراض يا ربي!). وهذا ما يمكن أن تقوله قرارات تصدرها منظمة الشعوب المتحدة، بعد أن فشلت المنظمة الدولية الرسمية، وخذلت الرأي العام العالمي، وأصبحت تأتمر بإصرار بولتون ومعلمته ومعلمه.
يبقى سؤال موجع أهم يتعلق بهذه الشعوب المنتشرة بين المحيط والخليج، والتي روّضتها الأنظمة. هل يمكن أن تستعيد ثوريتها وحماستها وفاعليتها؟ وهل يمكنها، بعد هذه المعركة الظافرة، التي أعادت إلى الإنسان العربي المقهور جانباً من كرامته، المعركة المذِلَّة التي أشعرت هذا الإنسان بالظلم الرسمي الدولي، وبظلم ذوي القربى، هل يمكنها أن تستفيق وتنهض وتنتفض لتكنس أنظمة الخذلان والتواطؤ؟




#أحمد_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امنعوا المرأة من تولي المناصب الهمجية


المزيد.....




- تضارب الروايات.. هل أعطت حماس -الضوء الأخضر- لاتفاق غزة؟
- -فلسطين.. شعب لا يريد الموت-.. كتاب جديد لآلان غريش
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال ...
- الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و ...
- جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار ( ...
- جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي ...
- إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي ...
- -ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
- تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي ...
- حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الغفري - دعوة لتأسيس منظمة الشعوب المتحدة