شرق مانجا جديد

كامل النصيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 06:58
المحور: كتابات ساخرة
    

ليس بيني وبين المانجا أيّ عداء ..أصلاً لا أعرفها حتّى أُعاديها..وزيادةً في توكيد حُسن النيّة ؛ لا أعتبرُ من يتعاطى مع المانجا من الفقراء شخصاً خائناً لميثاق شرف الطبقة المعدومة التي أنتمي إليها ..ولكن يجب أن يراعي من يتعاطاها شروط التعاطي في الخفاء وما يخلّي حدا يشوفه أو يحس فيه ..!!
حدثني صديقي عن حُلمه الذي لازمه أيّاماً طويلة والمتمثِّل في الجلوس مع المانجا على انفراد تام ..وادّعى هذا الصديق أنّه أخذ كل احتياطاته لتحقيق هذا الحُلم ..بحيث لم يترك ولا ثغرة تحول بينه وبين المانجا ..بحيث أنه حَبَس عن نفسه وجبة ونصف في اليوم لعدة أسابيع لكي لا يتفاجأ بسعر المانجا ..وأنه اختار يوم الشراء يوماً يليق بالاحتفال ولا يزعجه فيه أحد ؛ فقد ألغى كافّة مواعيده الرسميّة وغير الرسميّة وجهّز يافطة صغيرة يثبتها على باب الدار مكتوباً عليها ( أنا مش جوّا ..وإذا مِشْ مصدقني ؛ ظلّك دَقْدِقْ للصبح..ويلعن أبو إللي يفتحْلَكْ ) ..!! وقال أيضاً بأنه كان حريصاً على مراقبة الطريق جيّداً بحيث يختار الوقت المناسب للمرور بالمانجا دون أن يشعر به أحد من الجيران أو أحد المارّة الذين من الممكن أن يعرفوا ( قرابة ) له فيفشوا بسر حُلمه البرجوازي ..!! فيصبح مُطالباً بعدها بالإجابة على سؤال : من وين جبت المانجا يا أبو بندورة مْخَمْجة..!!
ويتابع صديقي بأنه عندما حانت ساعة الجَد..وذهب لشراء المانجا من إحدى البسطات في سوق ( مأدبا ) ؛ وبعد أن احتضن إحدى الحبّات طويلاً وعاتبها على عدم زيارتها له ولو مرّة في السنة..وبعد أن طلب كيساً ..لَمح كلمة ( إسرائيل ) على صدر حبّة المانجا ..و عندما استفسر من ( الخُضرجي ) عن ذلك ..حلف له الخضرجي أغلظ الأيمان بفشخرة بأنها إسرائيلية ( وعلى ضمانتي ) ..وكأن صديقي كان بحاجة لتأكيد ذلك ؛ لا لنفيه ..!!
وليت مأساته توقّفت عند ذلك ..بل ..يصر على اللف على جميع بسطات ومحلات مأدبا ..فلا يجد إلاّ المانجا الاسرائيلية ..وهو يصرّ ثانيةً على قتل حُلمه بيديه ..وتأجيل تحقيق الحُلم حتى إشعار آخر..إلى حين وجود مانجا خالية من إسرائيل ..!!
صديقي ..يا خائن المشمش ..أحلامنا صغيرة أكيد ..ولكنها أكبر من أن تتحقق في ظل ( شرق مانجا جديد ) ..لأننا مُحاطون بالمانجا من جهاتنا الستة ومكتوبٌ عليها ( ممنوع الاقتراب أو التصوير ) ..!! يا صديقي ..إذا أردتَ أن نحتفل معاً كمّا كنّا نفعل دائماً ؛ فعليك أن تبحث في كل الأغنيات التي كنتَ تسمعني إيّاها وتكسر على الفور الشريط الذي فيه الأُغنية القديمة ( وأنا كنت بحب المشمش و دلوقتي أموت في المانجا ) ..أتذكر هذه الأغنية يا صديقي ..تخلّص منها فوراً ..!!

#كامل_النصيرات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات