أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - جيمي سانتياغو باكا: مهاجرون في ارضنا














المزيد.....


جيمي سانتياغو باكا: مهاجرون في ارضنا


عادل صالح الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7045 - 2021 / 10 / 12 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


ترجمة: عادل صالح الزبيدي

ولد الشاعر الأميركي جيمي سنتياغو باكا عام 1952 في مدينة سانتا- فَيْ بولاية نيومكسيكو من أصول هندية مكسيكية. قامت جدته بتربيته ثم أرسلته إلى دار للأيتام . عندما بلغ الثالثة عشرة من العمر هرب من دار الأيتام وعاش حياة تشرد كان يمكن أن تصنع منه مجرما محترفا، إلا إن حياته اتخذت مسارا آخر عندما حكم عليه بالسجن خمس سنوات تحت حراسة مشددة فاستطاع خلال فترة سجنه اكتشاف موهبته الشعرية وقام بشحذها وتطويرها بقراءة شعراء أثروا فيه كثيرا مثل نيرودا و لوركا. أصدر أول مجموعة شعرية بعنوان ((مهاجرون في أرضنا)) عام 1979 وهو العام الذي أطلق فيه سراحه.
بعد خروجه من السجن أكمل باكا تعليمه الجامعي فنال شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة نيومكسيكو وقام بتكريس حياته لمساعدة من يحتاجون إلى من يعينهم على التغلب على صعوبات الحياة، فأقام المئات من ورش تعليم الكتابة في السجون والمراكز الاجتماعية والمكتبات والجامعات في أنحاء الولايات المتحدة، وأنشأ عام 2005 مؤسسة تحت اسم ((شجرة السدر)) تعنى بتوفير التعليم المجاني وفرص تطوير الحياة لمن بحاجة إليها فضلا عن توفير فرص الدراسة والمواد الكتابية والكتب وغيرها.
تتميز أشعار وكتابات باكا بصلتها الوثيقة بثقافته الأصلية وما تتضمنه من تراث شعبي وأساطير فضلا عن تعلقه بالأرض والتاريخ وتعبيره عن موضوعات أثيرة في الشعر الأميركي عموما مثل موضوعة البحث عن الهوية أو العودة إلى الجذور، وكان لتجاربه الحياتية القاسية أثرها البالغ في شعره. حازت مؤلفاته على جوائز عديدة، ومن بين عناوين مجموعاته الشعرية ((قصائد ميسا السوداء)) 1989 و ((العمل في الظلام)) 1992 و ((أضرم النار بهذا الكتاب)) 1999.


مهاجرون في ارضنا

نولد والأحلام في قلوبنا،
نتطلع الى ايام افضل آتية.
على البوابات يعطوننا اوراق جديدة،
يأخذون ملابسنا القديمة
ويعطوننا بدلات مثل التي يلبسها الميكانيكيون.
يحقنوننا حقناً ويسألنا الأطباء أسئلة.
ثم نتجمع في غرفة اخرى
حيث يرشدنا المرشدون نحو ارض جديدة
سنعيش فيها الآن. نخضع لاختبارات.
بعضنا كانوا حرفيين في العالم القديم،
ماهرين باستعمال ايدينا وفخورين بعملنا.
وآخرون كانوا بارعين باستعمال عقولهم.
كانوا يستعملون المنطق مثلما يستعمل
العلماء النظارات والكتب ليفهموا العالم.
لكن اكثرنا لم يكمل المدرسة الثانوية.
***
كبار السن الذين يعيشون هنا يحدقون بنا،
بأعين مضطربة، عابسة، مدحورة .
نجتازهم وهم يقفون كسالى حول المكان،
يتكئون على المجارف والمعازق او على الجدران.
آمالنا كبيرة: في العالم القديم،
كانوا يتحدثون عن اعادة التأهيل،
عن امكانية اكمال الدراسة،
وتعلم حرفة جيدة اخرى.
لكننا نرسل مباشرة للعمل غاسلي صحون،
للعمل في الحقول مقابل ثلاثة سنتات في الساعة.
تقول الادارة ان هذا مؤقت
لذلك نقوم بعملنا، السود مع السود،
البيض الفقراء مع البيض الفقراء،
الشيكانو والهنود لوحدهم.
تقول الادارة ان هذا صحيح،
لا تمازج ثقافي، ليبقوا منفصلين،
مثلما في الأحياء القديمة التي جئنا منها.
***
جئنا الى هنا هربا من الوعود الكاذبة،
من الطغاة في احيائنا،
الذين يلبسون البدلات الزرقاء ويكسرون ابوابنا
متى ما ارادوا، يعتقلوننا متى ما رغبوا،
يلوحون بالهراوات ويطلقون البنادق متى شاءوا.
لكن الحال ليس مختلفا هنا. كلها معسكرات اعتقال.
الاطباء لا يكترثون، اجسادنا تتحلل،
عقولنا تتدهور، لا نتعلم شيئا ذا قيمة.
حياتنا لا تتحسن، نتدهور سريعا.
***
زنزانتي تتشابك داخلها حبال الغسيل،
تجف عليها قمصاني، سراويلي الرياضية القصيرة والعادية وجواربي.
تماما مثلما كانت في حينا:
من جميع المنازل يعلق الغسيل من نافذة الى نافذة.
يخرج (جوي) يديه عبر الممر
ليناول (فيليبي) سيجارة من خلال القضبان،
يتصايح الرجال من زنزانة الى زنزانة،
قائلين ان مغاطسهم لا تعمل،
او يصيح احدهم في الدور الأسفل غاضبا
متذمرا حول مرحاض يطفح،
او ان سخانات الماء لا تعمل.
***
اطلب من جاري (كويوت) ان يرمي لي
بقليل من مسحوق الغسيل كي انهي غسيلي.
انظر تحت وارى مهاجرين جدد يدخلون،
أفرشتهم ملفوفة على اكتافهم ،
تسريحات شعر جديدة واحذية غليظة،
يتطلعون حولهم، كل يحمل حلما في قلبه،
معتقدا انه سيحصل على فرصة لتغيير حياته.
***
ولكن في النهاية، سيجلس البعض في مكانهم
يتحدثون عن العالم القديم وكيف كان جيدا.
بعض الشباب سيصبحون افراد عصابات.
بعضهم سيموتون وبعضهم سيواصلون العيش
دونما روح، او مستقبل، او سبب للعيش.
البعض سيخرجون من هنا والكراهية في عيونهم،
لكن القليل جدا سيخرجون من هنا بشرا
مثلما جاءوا، انهم يغادرون متسائلين ما الذي حصلوا عليه الآن
بينما ينظرون الى اكفهم التي ابتعدهم مدة طويلة عن ادواتها،
بينما ينظرون الى انفسهم، بعد ان ابتعدوا طويلا عن عائلاتهم،
ابتعدوا طويلا عن حياتهم نفسها، وقد تغيرت اشياء كثيرة.



#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيدا لِيمون: كيف انتصرُ انتصارَ فتاة
- جون جوردن: قصف بغداد
- جين هيرشفيلد: في اليوم الخامس
- مارتين ايسبادا: كيف كان بامكاننا ان نحيا او نموت هكذا
- مارك ستراند: الاحتفاظ بالأشياء مجتمعة
- براين بيلستن: امسك بيدي ودعنا نقفز من هذه الحافة الصخرية الش ...
- جوي هارجو: هذا الصباح أصلي من اجل أعدائي
- نعومي شهاب ناي: 300 ماعز
- الشعر البريطاني الحديث والعلم (4)
- سارة تيزديل: ستأتي أمطار خفيفة
- جوي هارجو: ثلاث قصائد نثر
- الشعر البريطاني الحديث والعلم (3)
- لوسيل كليفتن: قصيدة في مديح الحيض
- تشارلز سيميك: في المكتبة
- الفرد لورد تنيسون: اقرعي أيتها الأجراس
- الشعر البريطاني الحديث والعلم (2)
- بول لورنس دنبار: نرتدي القناع
- الشعر البريطاني الحديث والعلم (1)
- جون آشبري: تقاطعات طرق في الماضي
- روبرت بلاي: تحذير الى القارئ


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - جيمي سانتياغو باكا: مهاجرون في ارضنا