أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن عبدالرحمن - برلمان أم بر أمان














المزيد.....

برلمان أم بر أمان


محسن عبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 7043 - 2021 / 10 / 10 - 19:59
المحور: كتابات ساخرة
    


محسن عبدالرحمن، كوردستان - العراق
وسقط نمرود العصر و سحل في ساحة الفردوس، كعادتهم هلهل العراقيين و سغردت العراقييات الماجدات و الكل رقصوا (الهوسة) مبتهجين بسقوط الطاغية و متمنين انفسهم ببزوغ فجر جديد، حالمون براحة و استراحة بعيدة الأمد، منذ حكم ملك هاشمي مستورد على بعير حجازي تسوقه الخاتون (المس بيل)، ليبادوا في اربعينية صيف سنة 1958 و يأتي الزعيم المنقذ ليخطب و الشعب يرقص الهوسة، وهو يجول و يصول في طول وعرض البلاد مجندلا الشيوعيين ومخصيا الفكر وحتى الجايجي الذي ذات يوم صب استكانة شاي لشيوعي.. و ليستدير صاباَ جام غضبه البارودي على كوردستان.. لينتهي هو الآخر على يد حليف الأمس بمأساة في قيض اربيعينية صيف بغدادي، و تستمر سلسلة الدم و تستمر معها اسطورة الدم العراقي المسفوح الحار كصيفها الملتهب الممتد من دموية صراع المدن السومرية الى الصراع الشيعي – السني بدأ بدم الامام الشهيد علي (كرم الله وجهه) الى دم الامام الشهيد محمد الصدر(قدس سره)!
لكن اليوم يأمل العراقيين بمختلف حللهم و مللهم التقدم الى المام، فهاهم يتقدمون بخطوات بطيئة مترددة الى مراكز الانتخابات بدم بارد و امل ضعيف ميؤسين من أي اصلاح اجتماعي وسياسي، فقد اقنعوا مسبقا بأن الانتخابات بدعة غربية مشتقة من التمدن، لان المواطنة في اللغة العربية مشتقة من مواطن، بينما المواطنة في اليونانية (polis) و الفرنسية (cite) مشيرة الى معان مثل الحرية، المساواة، العدل، الحقوق، الحضارة..، و هذا مفهوم غريب على ذهنية العراقي، فالمواطن لم يستوعب الديمقراطية بمفهومها الغربي، فهو حتى قبل عقدين من السنين كان يبايع (السيد الرئيس حفظه الله ورعاه) و اليوم من واشنطن سطعت عليه شمس الحرية الأمريكية و افتتحت امامه موانيء البحار و المحيطات و...وهو لم يعتاد سوى على اوحال الفرات الضحلة!
فالمجتمع المدني المستخلص من عملية الانتخاب تعني سلطة الشعب والعراقيين المساكين اعتادوا سوط السلطة من الطربوش العصمانلي الى السوط الصدامي، اعتادوا الاعتماد على بضعة الاف من المعممين يفكرون نيابة عن ملايين الشعب، لذلك فحتى الآن ولاتفصلنا عن اغلاق مراكز القتراع سوى ساعتيتن، و نسبة المشاركة لم تتجاوز ال (20%) و هذا ما دفع السلطات الى اطلاق النداءات عبر مكبرات الصوت من جامع ابي حنيفة النعمان ليحضوا الناس للمشاركة وأعتبارها واجب ديني بل وجهادي.
العراق لم يشهد حركة مجتمع مدني فعلي وحقيقي، فكل حركة قمعت عسكريا وامنيا وأؤدت في مهدها، لذلك هل سيقبل البرلمان القادم مبدأ الشراكة الحقيقة والمساواة في الحقوق والواجبات بيت مكونات الشعب، هل سيتناسى الشيعة ثأرهم التاريخي وهل سيغفر السنة للشيعة اسقاط دولتهم والتضحية برمزمهم القومي (صدام حسين) صبيحة عيد الاضحى؟
فالشعب المتوتر والمكبوت نفسيا والمرهق جسديا عموما يريد اليوم خدمات وفرص عمل وليس أدعية و زيارة اضرحة، فقد شبع شعارات قومية و دينية و طائيفية.. بعد هذا المخاض العسير والعملية القيصرية في صالة العمليات الامريكية للدمقرطة العراق، فهل سيصوت العراقيين ل (برلمان أ بر أمان)!؟
التصويت للبرلمان يعني التصويت للطائفة والقومية والحزب، أما التصويت لل (بر أمان) فهو تصويت للمستقبل!
أرجوا أن أكون مخطئاَ لكن بحكم التجربة و العشرة فأني اتوقع ولست مشككاَ بقدرة العراقيين على تجاوز عقدة الايمان الديني أوالولاء الطائفي أوالتعصب القبلي أوالانتماء المناطقي.. بل انني متأكد أنهم كعادتهم يشتمون، يوبخون، يهددون، يلعنون و يسبون.. سنين عجاف وأمام صندوق التصويت (حليمة رجعت لعادتها القديمة)!



#محسن_عبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليلة الاولى بعد الالف
- هوليوود و اساطير الشرق
- الكورد و عشق الحرية
- ايها الكوردي لاتحزن فكلنا ارهابيون!
- البول للحمير
- خُيَل لبغداد..!
- الكورد من الملكي الى المالكي
- نقطة الصفر
- اشتياق ، ذلك الطفل الامازيغي
- منطقة عازلة أو فاصلة!؟
- اللَحمة و اللُحمة.. و خان بني سعد


المزيد.....




- مصر.. فنانة شهيرة تتقدم بشكوى ضد -مصبغة غسيل-
- تردد قناة الزعيم سينما 2024 نايل سات مشاهدة احدث افلام عيد ا ...
- جبل الزيتون.. يوميات ضابط تركي في المشرق العربي
- شوف ابنك هيدخل كلية إيه.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ب ...
- LINK نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول بالاسم ورقم الج ...
- رسمي Link نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس والاسم عب ...
- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن عبدالرحمن - برلمان أم بر أمان