|
الهجرة ببلاد النهرين
هلال عبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 06:40
المحور:
كتابات ساخرة
إن الظروف التي تشهدها الحياة على ارض النهرين طارئة ، متنوعة ، تتغير وبفترات زمنية محدودة تر أن الأحياء تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر مع هذه الظروف .. فاعتادت الكثير من الكائنات الحية بما فيها الإنسان على نمط حداثة الحياة التي من واجبها رفد الإنسان ( هذا المخلوق على الأرض ) بسبل الراحة والعناية به وتوفير له ابسط الحقوق ( الأمان و الماء الغذاء الدواء الكهرباء والتعليم وغيرها )... ففي ارض الرافدين ( العراق ) أو كما أردنا القول بلاد النهرين نسبة إلى نهرا دجلة والفرات ( السنة والشيعة أو العرب والكورد ...!!!!) هجرات مستمرة ومتواصلة مع الزمن ، و يمكن التحدث عنها من منطلق الواقع اليومي والظروف التي تبدأ ب... انقطاع التيار الكهربائي عن هذا الإنسان يوميا والتي تصل إلى ( 14 ساعة ببعض الأحيان )وكذلك النقص المتزايد والمتجدد في المشتقات النفطية ( النفط الأبيض _ الغاز _ الكازولين ... ) الأمر الذي حد من استخدام مولدات القدرة الكهربائية الخاصة بهدف توليد تيار كهربائي يطرد الحر الذي تعدى حدود التحمل الحرجة بتشغيل أجهزة التكييف ، وأيضا تغير الظروف الطبيعية ( ألمناخيه ) ارتفاع في درجات الحرارة بشهر آب حيث وصلت درجة الحرارة لأكثر من ( 50 مئوي ) صار لزاما إلى نزوح مجاميع كثير إلى النهر يوميا وعند الظهيرة ، وأما القسم الآخر ذهب إلى ابعد من ذلك وهو الإنتاج المحلي لكمية اكبر من (البنزين و الكازولين ) من خلال مادة (الكيروسين .. مادة النفط الأبيض ) لتشغيل المحركات ( مولدات الكهرباء _ مركبات النقل بأنواعها ) بطريقة تعلمها الإنسان (هنا) . ( طريقة الخلط mixing method أو طريقة التخفيفmethod dilution) من مساوىء هذه التركيبة الجديدة للوقود الجديد بغرض الحصول على الكمية الأكبر منه هو عدم الاحتراق التام لهذا المركب الذي جادت به أيادي أبناء النهرين وكما هو معروف بان ( الحاجة أم الاختراع ) قد ولد غاز ( أول اوكسيد الكاربون CO) هذا الغاز( السام toxic ) على الكائنات الحية ويعتبر الملوث الرئيسي للهواء ، والمعروف بأن احد خصائص الأحياء وقدرتها على البقاء على قيد الحياة هو ( التنفس respiration ) الحصول على( الأوكسجين oxygen) بالنسبة للكائنات الحية (الهوائية aerobic التي تتنفس وتحتاج وتنشط في وجود الأوكسجين بما فيها الإنسان ) ، ينص قانون جوستوس ليبيج 1840 ( إن أي عامل بيئي يكون الأقرب إلى الحد الحرج لنوع ما يكون في طريقه إلى أن يكون العامل المحدد لهذا النوع) ونحن نقصد النهرين وكائناته الحية في حر قائض طالت ساعاته . وسع العالم شلفورد 1913 م. ملاحظات ليبيج ليشمل الحدود القصوى للعامل البيئي والذي ينص ( أن أي قيمة تحت الحد الأدنى الحرج من قانون ليبيج أو أية كمية أو عامل يفوق الحد الأقصى تستطيع أن تخرج بعض الكائنات الحية من مناطق بيئية ، وأية قيمة تقع بين هذه الحدود الحرجة تعد داخل مدى التحمل للكائن الحي فإذا أحدث تعد من تلك المنطقة طالما كان هذا الظرف قائما ) . الارتفاع في درجات الحرارة ببلاد ، تقاتلت وتصارعت فيما بينها على الأساس العرقي أو الطائفي آو المذهبي ... وحدود التحمل القصوى لم تشتمل على تلوث الهواء أو الارتفاع الحاصل بدرجات الحرارة ، بل أن هنالك تلوثا في الفكر أي أن هناك زيادة عن الحدود القصوى للتحمل ببعض قضايا الانتماءات الروحية ... فنزحت العديد من العوائل ( العوائل المهجرة قصرا ) من جنوب بلاد إلى الوسط . الهجرة الداخلية . من البصرة وبغداد وباقي محافظات الجنوب في العراق .مما أدى إلى تضخم في سكان منطقة أو محافظة ما على حساب نقص في منطقة أو محافظة ما ( زيادة عن الحد الحرج) ، تعدت استطيان بدوائر الحكومة ( مدارس ، مؤسسات ، دوائر حكومية معسكرات للجيش السابق دوائر المخابرات والأمن العامة للنظام السابق .... ) وغياب الغاز المستخدم للطبخ الذي نسيناه وبدأت الكثير من العوائل توقد النار بإحراق كتب من رفوف مكتباتها لتوليد نار الطهي سيما وان جاءهم ضيفا ، لتضيف غازا آخر إلى فضاء هذا البلد ولتهرب الكائنات الحية منه ... وأيضا هنالك هجرة من نوع آخر هي الهجرة الخارجية ، هجرة العقول وحملة الشهادات والكفاءات العلمية والمهنية ( أساتذة الجامعات ، الأخصائيين من الأطباء والباحثين والاكاديمين وفنانين وغيرهم ... ) إلى خارج العراق إلى قارات العالم (أفريقيا ، آسيا ، أمريكا الشمالية ، أمريكا الجنوبية استراليا .... ) عبر المحيط الهادي والمحيط الهندي المحيط الأطلسي ، لأن الفوضى عصفت بكل مفاصل الحياة ( هنا ) ، إضافة إلى وئد الأمان واستشراء الفساد الإداري الذي نخر جوف مدراء عاميين ووزراء وموظفين في الوزارات والنفط والصحة والتربية والدفاع والداخلية والبيئة والتعليم العالي والنزاهة وبيوتنا ووسائد أطفالنا وملاعق مطبخنا المشتاق لقنينة الغاز ، ومن المعلوم إن مثل هذا النوع من الهجرة سيترك فراغا كبيرا وينجم تزايد بمستوى التراجع العلمي وشيوع الجهل وتفشيه . كذلك الهجرة من الخارج إلى الداخل هجرة المركبات الغير مرخصة وما دون ( الموديل ) والمسروقة والمقصوصة إلى داخل الحدود العراقية من الدول التي لم يقتصر على تصدير الفكر الذي ينحر الفكر الآخر ، مضيفا هذا الكم المتزايد من المركبات الداخلة إلى البلد محرقة أخرى تضيف الغازات الملوثة للهواء إضافة إلى إحداث التلوث الضوضائي الذي يقع أثره على ( الأجهزة العصبية والنفسية للفرد في بلاد النهرين ) وتستريح دول الجوار من قمامتها والتي ستسجل ارتفاعا آخر في نقص الوقود والحاجة إلى البنزين وتزيح الهاوي باتجاه طريقتا بلاد لنهرين الخلط والتخفيف ..!! وسيصير اختناقا مروريا أخرا تشهده بغداد والموصل والبصرة والانبار وكركوك ديالى وصلاح الدين وغيرها من محافظات العراق .فبدل أن تطوير مكائن الاحتراق من خلال تطوير مفاعلات صغيرة مع العادم تؤدي إلى حريق (أول اوكسي الكاربون CO ) أو تطوير وقود جيد للسيارات صار العراق مكان تنفى سيارات العالم الرديئة والقديمة والمستهلكة . ختاما لمقال كهذا( الهجرة ببلاد النهرين ) من المنصف أن نوكد إلى هجرات أخرى مهمة ومتواصلة يشهدها ابن النهرين هي : هجرة الأمان والضمائر والكهرباء وهجرة تعيينات للخريجين الجدد ، معها جنبا إلى جنب كلمات احد المطربين العراقيين وتكون مسك الختام نستشهد بما قال ((أشوفك وين يمهاجر ...؟؟؟ دكلي بأي بلد صاير ...؟؟؟ فراقك مو سهل عندي ولا هي أزمة وتعدي تعال وطيب الخاطر ..........)) .
#هلال_عبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-بغداد لم تسقط وانما اسقطت-
-
رفقآ بالزعيم العربي
-
وهل سيكون العراق موحدآ..؟؟
-
متى سيكون الرجل الماسب في المكان المناسب في العراق
-
الطيور المتحجرة
-
ضياع شفق
-
اعياد ارض اشور
-
غربة الامنيات السعيدة
-
ارض الرافدين
-
المكونات الحية فى النظام البيئى لرواية دابادا دراسة لبيان ال
...
-
فناء منديل/نص ادبى رمزى
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|