حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 7042 - 2021 / 10 / 9 - 19:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
...
في مستجد المشهد السياسي، نلاحظ ان النتيجة الموضوعية التي نحن بصدد معاينتها الآن، تحيل على اشتغال دقيق لآليات البنية التحتية، بمفهومها الميكانيكي، وليس فقط ذلك النمط الكلاسيكي المأثور، من تدخلات و تداخلات الاطراف التقليدية الفاعلة في ما يعرف بالتقسيمات الحزبية و التوازنات السياسية ..
إن المشهد المريع الآن يرقى الى ما يمكننا تشبيهه ب "طريق وطنية" باتجاه واحد و وجهة واحدة، تم تعبيدها بسرعة و بعناية، و دكها دكا دكا، مع بعض كلاب الزينة، في الاطراف و الحواف، و البغايا و بقايا اليسار و مستجدات اليمين، تلتف حول تلك المائدة القذرة، صفا صفا ..
يمكن القول، بأن الحزب الفائز، بامكاناته الضخمة، اعتمد طوال سنوات قليلة على نهج ال "اوبن بيفيه"، أو "البوفيه المفتوح"، الذي أنتج نمطا جديدا، هو "العقل المفتوح"، و حيث يراد اقناع البعض، بأن المنطلق في هذه الطفرة هو "الاقناع"، و "الاقتناع"، بينما الامر لا يتعدى في افضل الاحوال، الابتياع، و الارتهان، مقابل مكسب ذليل، او الحفاظ عليه، أو مقابل عمل رذيل، او تستر كذلك عليه !
لقد حلحل الوافد الجديد، كثيرا من عقد و تحفظات الايديولوجيا، و فتح كثيرا من منابر الاعلام، و مخابز الكلام، و مقاولات لعق الاحذية، و رفع سيقان التطبيع محليا، و المقاومة كونيا .
لكن الاشكال مع "طفرات" المال" السائب، و الوهم العائم، يكمن في محدودية فعلها و انحسار تأثيرها على دائرة ضيقة، هي بدورها عبارة عن "مرقص" او "كاباريه" انتخابي سياسوي، موسمي، اكثر منه فولكلورا شعبيا انتخابويا، في زمن الاحزاب العتيقة، و حيث "تفتح فيه السيقان و تلف داخله لفائف الحشيش".. و بعض و القصائد البائتة و الروايات الركيكة و القصص المستوردة .. و حيث ان المشهد الوحيد الذي يصلح للاستيراد و الاسقاط و اعادة الانتاج هنا، هو المشهد المصري، شهورا أو اسابيع قبل تاريخ الخامس و العشرين من يناير ...
و نحن بصدد تغول غير مسبوق لحيتان المال المشبوه و المال العام، وهي ارهاصات ما حدث في مصر قبل عقد من الزمان،و بكامل اوجه التطابق و التشابه و المنطلقات و المآلات، حيث تتفشى الأزمة البنيوية الخانقة و يعم تضخم السياسة و انتاج الخطاب، قبل تضخم للاقتصاد و الافراط في انتاج "العملة" !!
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟