|
ضيعة تشرين في ذكرى ما تسمى ب-حرب تشرين-
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 7040 - 2021 / 10 / 7 - 16:08
المحور:
كتابات ساخرة
تحتفل بعض من الشعوب السورية وبعض من الشعوب الناطقة بالعربية وهيئات ومنظمات وأحزاب تدعي المقاومة، ومحاربة الكيان، بما يسمى بـ"حرب تشرين التحريرية" التي اندلعت، تماماً، ظهيرة، (الساعة الثانية ظهراً تماماً انطلقت الطائرات الحربية باتجاه ما تسمى الأراضي المحتلة)، وذلك في يوم السادس من تشرين الأول/ أكتوبر في العام 1973 م.
وبغض النظر عن، الهيصة والزيطة والزنبليطة والهوبرة التي ترافق عادة الذكرى السنوية لهذه الواقعة، وبعيداً عن مجريات تلك الحرب وما تطورت إليه الأمور ومآلاتها العسكرية والسياسية لاحقاً، والتي لم تفض، عملياً، لأية مكاسب عسكرية أو سياسية، والأهم تحررية وتنموية اجتماعية تعود بالنفع على بعض الشعوب المعنية بالقضية، فلا بد لنا ها هنا إلا أن نستذكر ونعرّج ونسترجع اسم واحد من أهم أهم أقطابها، وهو الرئيس المصري الراحل أنور السادات بالخير، ونقول رحم الله أنور السادات الذي أدرك مبكرا خطورة الدور المزدوج للسوفييت وورثتهم (الحاليين القياصرة، ما غيرهم)، وموقفهم الحمائي المبدئي الداعم لإسرائيل (تعهد لافروف، علناً، في آخر عظاته بأمن إسرائيل والحفاظ عليه من الطير الطائر ما يطير فوقها)، وانعكاساته على مجمل الصراع، ومن ثم عدم الجدوى من صداقتهم، وعبثية التحالف معهم وهم أوثق حلفاء إسرائيل لليوم، وأول من اعترف بتأسيس الدولة العبرية في العام 1948، وأدرك مبكراً أن 99% من أوراق الحل هي بيد أمريكا وبنى سياساته واستراتيجياته على هذه المعطيات الاستراتيجية البسيطة وأدرك تماماً أن العالم والأمم المتحدة لن يسمح له، بتاتاً، بتدمير إسرائيل أو القضاء عليها، أو أن "يهوّب"، ناحيتها، وهي –أي الأمم المتحدة- تعترف بإسرائيل وتعتبرها عضوا مستقلاً فيها، كسائر الأعضاء، وذا سيادة كأي نظام آخر مستعرب، فأعلن –أي السادات- في 9 نوفمبر / تشرين ثان من العام 1977 عن عزمه زيارة إسرائيل والتحدث لقادتها مباشرة والتباحث بالسلام معها، بدل الحركات القرعات والتستر والاختباء تحت الطاولة، وعقد معاهدة صلح وسلام مع دولة إسرائيل، وحقيقة، ومع الاحترام والاعتبار والتفهم التام لكل من يعترض على هذا، فقد كانت تلك، ومن منظور آخر، سياسات براغماتية بغض ذرائعية واقعية ووطنية محضة، وسواء، إن أعجبت أم أغضبت البعض، لكنها بالتأكيد جنبـّت مصر سيناريوهات كارثية ووفرت عليها مواجهات هي في غنى عنها، وأنقذت حياة الكثير من الشباب المصري الذين أزهق أرواحهم وأهدر دمهم بالمجان، الديكتاتور المستعرب ناصر في حروبه الدونكيشوتية "القومية" العبثية التي هزم فيها جميعا وأذل ودمـّر الجيش المصري المسكين وجنوده وضباطه في سيناء واليمن، ولم يجن سوى الهزيمة والفشل وخيبة الأمل وترك مصر، غير مأسوف عليه، مفلسة مدمرة بعد أن استلمها وهي أغنى من كوريا الجنوبية وتقرض وتقدم معونات وتستقبل لاجئين من أوروبا في عهد الملكية التي تآمر عليها وغدر بهاهو وضباطه الإخونجية "الأشرار" ألد أعداء الأقليات...
وللعلم، وبعد حوالي 40 عاماً من اغتيال السادات على يد خلية الإسلامبولي الإخونجية، ورفاقه، فإن الناتج القومي المصري، اليوم، هو 361 مليار دولار، ويأتي، عربياً، ثانياً، بعد المملكة العربية السعودية التي يبلغ، بدوره، ناتجها القومي أكثر من 500 مليار دولار، وتذهب معظم موارد الميزاية المصرية للتنمية والصحة والزراعة والتعليم والدعم الاجتماعي ومكافحة البطالة ويبلغ مستوى دخل الأسرة المصرية اليوم حوالي 3000 دولار سنويا فيما يبلغ دخل "شقيتها" بالعروبة، ماغيرها، (رجاء ممنوع الضحك)، حوالي الـ250 دولاراً سنوياً وهو الأدنى ليس على مستوى العالم، وحسب، بل أقل من بنغلادس، وميانمار، وسيريلانكا التي تصنـّف الأفقر عالمياً، قبل أن تنافسهم الشقيقة القومية "تبع الأموييين وقبل العروبة النابض"،، وتحتل مكانهم وتتربع على العرش وتأخذ مكان الصدارة، ولا فخر، بالفقر، والفساد.
واليوم، وبعد خراب مالطا، والبصرة، و"ضيعة تشرين"، وضيعة ضايعة، فوقهم، يتقاطر العربان والأعراب، والعرب، والمستعربون، بالجملة مثنى وفرادى وثلاثاً وأرباعاً، وطوابيراً، وربما يحتاجون في مرحلة ما، ونتيجة للازدحام، للاستعانة بالعبقرية الأموية الشهيرة في ابتكار فنون البطاقة الذكية، لفك تلك الطوابير وحلحلتها، وإراحة الواقفين بالدور على أبواب الخارجية الإسرائيلية لنيل رضاها، واستغفارها من لوثة المقاومة والتحرير والتبرؤ من فيلق القدس،ومفاوضتها، وسمسرتها، والإذعان لشروطها، والاصطفاف في طابور صفقة القرن، والدخول فيها أفواجاً، فمن دخلها فقد عصم منها دمه وماله ونظامه "العربي". تكبيررررررررر....يا .رررررررررررر
ملاحظة هامة: أي سوء فهم وتأويل للمقال وشك بنوايا صاحبه سيعرض صاحبه لتصنيفه كـ"مقاوم" و"صامد"، فنحن نقدم قراءة واقعية وعملية للواقع، دون ذاك الرقص، والتطبيل والتزمير الشعاراتي الرخيص البعيد عن المنطق والواقع. ونرجو الرد على المعطيات، لا على صاحب المقال.
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا: تدمير التراث النصيري العلوي
-
سوريا: أوهام القوة الفارغة
-
تقليم مخالب الإخوان المسلمين
-
خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب
-
خرافة الله الواحد الأحد
-
جوائز الترضية لملالي طهران
-
غزوة البعث الكبرى
-
ظاهرة بناء المساجد
-
من خرافات الصحراء المتداولة
-
الإلحاد يتقدم والأديان تخسر وتتراجع
-
سجناء جلبوع: من ساواك لنفسه ما ظلمك
-
دبلوماسية الناقلات: لن يصلح النفط ما أفسده ملالي طهران
-
روسيا: أذن من طين وأذن من عجين
-
لماذا التطبيع مع العرب حلال؟
-
طالبان: عودة الابن الضال
-
ليست انتصارات إلهية إنها الحرب الأهلية الأفغانية
-
أعياد وطقوس المكونات والأقليات السورية؟
-
ضربة المعلم لواشنطن
-
لماذا استوطؤوا حيطان المستعربين؟
-
افغانستان: سيناريو الرعب القادم
المزيد.....
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|