صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 19:50
المحور:
الادب والفن
(الوقوف على ساق واحدة) رواية عراقية فجائعية عن محنة أهل الأهوار
يستدرجنا الروائي العراقي (حسن كريم عاتي) بسلاسة وعفوية ومهارة وهو يروي لنا حكاية (فجائعية) بلغة (الراوي العليم) عن أوجاع ناس الأهوار في عهد الأقطاع المستبد عبر ثلاثة شخوص مهيمنة في أحداث الرواية, وهم كل من العبد الأسود (خشين) نموذج الخاضع المستسلم, وابنه (خزعل) الرافض المتمرد, والإقطاعي (المحفوظ) الذي يجسد السلطة الغاشمة المتمثلة في شخصية طاغية متجبرة.
قسم الروائي روايته على ثلاث (مناصب) وكل منصبة بمثابة (فصل) وكل فصل بتسعة (مقاطع) وفي كل (مقطع) ثمة حكاية يروي عبرها محنة ناس الأهوار في معيشتهم وصراعهم مع البيئة (الحصول على القوت اليومي) والسلطة المستبدة المتمثلة بالشيوخ والسراكيل وأعوانهم من الحكومة الملكية, في مقابل الفلاحين والعبيد المغلوبين على أمرهم.
تقوم حبكة الرواية على مضاجعة المحفوظ (الأبيض) لزوجة خشين (غرنوكة) السوداء على مرأى ابنها خزعل (في غفلة منه) الذي يشعر بالذل والعار من هذه الفعلة الشنعاء التي تشعل فيه مكامن الغضب على الاستهانة والاستلاب, فضلا عن انجاب زوجة خشين (غرنوكة) السوداء لبنت بيضاء (فتنة) الذي يثير الشكوك في قلب الزوج الأسود.
وعبر ثلاثة فصول و(27) مقطعا متسارعا (سرديا) يشدنا الروائي ويغور بنا الى عمق الهور الجنوبي بكل تفاصيله ومفرداته وأوجاعه حيث (الصريفة والمشحوف والبردي والفالة والقصب والأسماك والجواميس والطيور واللوكس) لينسج لنا حكاية (فجائعية) مؤلمة بلغة (الانثروبولوجي) العارف بعادات وطقوس ولهجة هؤلاء الناس المعدمين في خمسينات القرن العشرين وهم يقارعون مصائرهم تحت ظل الجور والحرمان.
وقد عمد الروائي الذي خبر الهور بكل تفاصيله ودقائاقه, على جعل الحوار باللهجة الجنوبية الدارجة والتي تخللتها (الابوذيات) والكثير من المفردات غير المفهومة لابن المدينة, لكنها أضفت طابعا حميميا على خصوصية أهل الأهوار.
أحيّ صديقي حسن كريم عاتي على هذه الرواية المذهلة ببراعتها السردية التي تصلح أن تكون فلما سينمائيا مدهشا.
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟