سبعة قصص سطرية قصيرة جدا...(2).
** التقينا مصادفة في الشارع العام .وبعد تبادل التحايا سألني عن الموقف في العراق وكنا نتابع اخبار اليوم السابع من الحرب ..لخصت له الموقف على عجل لكن طفله الصغير سألني بجدية وحزن: عندما يقصفون بلدك ..هل تستطيع ان تخبرني اين تذهب الطيور والعصافير للاختباء؟؟؟
**لن ينسى ذلك العجوز ابداً ماعاش من بقية عمره لحظتان الاولى: وهم يقتادون ابنه الوحيد الى جهة مجهولة بتهمة باطلة والثانية : حينما وجد بقايا عظامه في مقبرة ابو غريب بعد 12 عاما .
** حين وصل بغداد شرع يحقق امنيته بان يسير من ساحة المتحف المسلوب عبورا بجسر الصالحية الى ساحة حافظ القاضى مشيا على الاقدام وحين حقق امنيته التفت الى الخلف فوجد الاف السائرين خلفه.
** احتضنت الام طفلتها الجائعة عند ملتقى الجدار بالجدار دامعة العيون ولم يكن معي سوى قلبي اطعمتها قلبي وسرت غير عابئ بما يكون.
** كتب لي رسالة موجزة : انا ابن ارض الرافدين اغادر المنفى الى الابد واعشق ان اموت في ارض الوطن وساوصى ان يقطعوا جسدي قطعا صغيرة عند موتي لتدفن في بقاع مختلفة من العراق.
**عندما حاولت ان اصور تلك المساحة من التخريب في قاعات المتحف والمكتبة الوطنية كنت انخرط في بكاء غريب اذ للمرة الاولى ارى التاريخ امامي ممزقا منتهكا مغتصبا .
** قلت للسيدة العجوز التى كانت تبكي بحرقة بماذا تطلبين منى ان ابدا مساعدتك ؟؟ فقالت : ابنائى الاعزاء ضمدوا جراح الوطن واطعموا الاطفال فنحن الجدات لا نستطيع رؤية احفادنا يبكون الليل والنهار.