أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - فلتكن نقابة للصحفيين














المزيد.....

فلتكن نقابة للصحفيين


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 06:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


المتأمل فى حال نقابة الصحفيين فى مصر ، لابد وأن يكتشف العديد من الامور والمتغيرات التى اثرت على الصحفيين ومصالحهم واداءهم المهنى فى الآونة الاخيرة ،فقد اصبح من الواضح انعكاس الانتماء الايدولوجى السياسى على التمثيل النقابى بشكل مبالغ فيه .
والحقيقة اننى لا اتفق فى الرأى مع الزملاء الذين يفصلون فصلاً قطعياً بين الانتماء السياسى والصحافة فكلاهما تعبير عن حال الامة والارتباط بينهم وثيق ومهم ، ولكن ربما تكون ملاحظتى الرئيسية على ما يحدث فى نقابة الصحفيين لايدور حول العلاقة بين السياسة والعمل النقابى وانما فى الشكل الذى اتخذته هذه العلاقة فالايدلوجيين النقابيين فى مجلس نقابة الصحفيين لم يضعوا هذه العلاقة فى شكلها الطبيعى.. بمعنى ان افكارهم وانتمائاتهم السياسية لم تصبح منهجاً ورؤية تدعم اداءهم النقابى وتزيد من عطاءهم فى هذا الاطار ، ولكن ماحدث أن تحولت النقابة الى ساحة للهيمنة السياسية وبدلاً من أن تصبح الايدولوجيات دافعاً للعطاء النقابى اصبحت النقابة وسيلة لاستعراض العضلات السياسية وهو كما ذكرت فى مقال سابق انما يعكس حالة من الخلل فى المجتمعين النقابى والسياسى والذى خرج كلاهما عن ارض ملعبه بدافع من ازمة ما .
وشتان الفارق بين الوضعين فالاول تكون السياسة والايدولوجية فيه منهجاً يتحصن به النقابى ويزيد من عطاءه لنقابته ، والثانى والذى يستخدم النقابة كساحة لتأكيد الهيمنة السياسية يحول الاداء النقابى الى نوع من المؤامرة لتأكيد هذه الهيمنة ويتحول اعضاء النقابة الى اصوات مستهدفة بأى وسيلة ولو غير شرعية لاستمرار الهيمنة السياسية على مجلس النقابة .
والعدل الوحيد فى هذا الوضع المختل فى نقابة الصحفيين ان المسبب له لا تحتكره ايدولوجية واحدة أو فكر سياسى واحد فلا الاخوان وحدهم هم سبب هذه الازمة ولا الشيوعيين ولا الناصريين ولا غيرهم وانما هم مجتمعون وكأنهم لم يجدوا ما يتوحدوا عليه إلا طريق الغزو الايدولوجى للنقابة .
واعود وأوكد اننى لست من الذين يفصلون بين العمل السياسى والصحافة والنقابية وانما الفرق كبير بين أن تكون النقابة بوتقة كبيرة تستوعب كل الايدولوجيات والافكار وتحميها ، وأن تكون مجرد تحالف ايدولوجى يستوعب داخله النقابية ومصالح الصحفيين ويتحول الصحفيين بمصالحهم ومصائرهم الى ادوات يؤكد بها اصحاب هذه الايدولوجيات وجودهم فى الساحات النقابية كبديل عن وجودهم بين جمهورهم الطبيعى فى الشارع ، وهو ما يؤدى الى تحول النقابة الى وسيلة ضغط سياسى تستخدمها هذه الجماعات عوضاً عن فشلهم الجماهيرى بدلاً من أن تكون مظلة حماية مهنية للصحفيين بكل اتجاهاتهم ، والنتيجة كما ترويها الاحداث خلال العام الماضى هى تشريد مئات من الصحفيين سواء بالفصل أو بغلق صحفهم بعد أن فشلت المظلة النقابية فى حمايتهم خوفاً من كسر حالة المواءمة النقابية والسياسية وهى الحالة التى تمثل السمة الرئيسة للمجلس الحالى ، بصرف النظر عن المناسبات السينمائية التى حاول فيها بعض اعضاء المجلس ابراز انفسهم فيها كأبطال بكلمات او صريخ اجوف امام الفضائيات ، أو بالتطهر بجلد النفس امام الجمعية العمومية حتى ان احدهم وصف المجلس الذى ينتمى اليه بالمزبلة .
والدليل على ما ذكرته هو حالة التلائم والتوازن التى يعيشها المجلس الحالى على حساب المصالح المهنية فهو لايستطيع أن يواجه بحدة وصراحة المخالفين للقواعد المهنية والمنتهكين لحقوق الصحفيين وخاصة وإن كانوا من اصحاب الافكار السياسية أو ادعياءها خوفاً من خسارتهم كجماعة ضغط نقابى، وفى نفس الوقت كان لابد لهم من مراعاة الغالبية العظمى من جمهور الصحفيين والذين هم من وجهة نظر اعضاء المجلس مجرد اصوات اكثر منهم زملاء ، ومن جهة اخرى فهم ايضاً لم يستطيعوا اتخاذ موقف حاسم من الحكومة تجاه المصالح المالية والحقوق المهنية للصحفيين لارتباطهم بالعديد من المصالح والتسهيلات غير الحقوقية معها، هذا التخبط فى اداء المجلس الحالى انما هو انعكاس لسياسة الرقص على السلالم التى اتبعها معظم اعضاء المجلس وحالة المزج الغير منظم بين السياسة والنقابة والتى لم تؤد إلا الى مسخ الافكار السياسية وانهيار المصالح النقابية .
هذا الوضع ادى الى افراز سلوك وادوات ومناهج متردية يؤكد وجودها العديد من الوقائع داخل مبنى النقابة وهى نفس الوقائع التى تكررت منذ اكثر من عشر سنوات فى نقابة المهندسين وادت الى انهيارها ،اما الحديث عن هذه الوقائع وعن كيفية الخروج من هذه الازمة فسيكون لى معهما مقال آخر إن شاء الله .



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا فى عرضك يا كبير
- الصحفيون المصريون ما بين - فسادومتر - رجال الاعمال وحقوق الم ...
- مات القديس... مات الهلالى
- حضور ممثلى الحكومة احتفالات التجمع ، وغياب العناصر المعارضة ...
- جلسات اللجنة المركزية للتجمع اليسارى فى مصر .. ظاهرة ديمقراط ...
- فى مصر .. - حالة حوار - بين قبضايات الصحافة وازكياءها
- من المستفيد من تقويض حرية الصحافة فى مصر .. ومن الخاسر ؟
- متاهات
- حماية الدولة للاحتكار وراء كارثة الطيور فى مصر
- كحلي أورادك
- ايام اشتراكية فى القاهرة
- الأرض
- إني أتنفس شعراً
- وما نيل المطالب بلعن الاخوان ... ولكن تؤخذ الدنيا كفاحا القض ...
- وما نيل المطالب بلعن الاخوان ... ولكن تؤخذ الدنيا كفاحا
- لماذا فاز عارف بنقابة الصحفيين المصريين
- الرد على فتوة الحزب الوطنى فى مصر
- ست ساعات هزت مصر
- الاحدث السياسية تفرض نفسها على نقابة الصحفيين المصريين
- حوار مع أيمن نور ،


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - فلتكن نقابة للصحفيين