أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - نهاية الدولة المزورة !














المزيد.....

نهاية الدولة المزورة !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 2 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك في أن العلاقة التي كانت تربط الحاكم أو السيد الإقطاعي من جهة بالناس الذين يعيشون تحت حكمه و يعملون في خدمته، في أرضه أو جندافي عسكره من جهة ثانية ، تختلف عن تلك التي تربطه في الحاضر بالناس الذين يتوكل بتمثيلهم في الدولة الموروثة عن المستعمر بعد رحيل هذا الأخير. مرد ذلك على الأرجح ألى حلول أمر المهمة الذي يمليه المستعمر مكان أمر التكليف الملكي أو السلطاني. نجم عنه ابتعاد حاكم البلاد عن سكانها ، كون دوره في السلطة بات مستمدا بدرجة أكبرمن سيده المستعمر بعكس ما كان عليه في عهد السلطان. و بالتالي فمن الطبيعي أن تخضع السياسة التي يتبعها الحاكم لتأثير الذين يتواصل معهم في خارج البلاد على حساب سكانها ، انطلاقا من أن الأولوية ليست لخدمة مصالح هؤلاء و أنما هي لاستمرارية دوره كحاكم .

أستنادا إليه لا عجب في أن يقترع عضو في مجلس نواب الشعب مقابل رشوة ، لصالح مشروع قرار ، يتعلق بمالية الدولة أو باملاكها أو بحدود البلاد البرية و البحرية ، استجابة لضغوط شركات استثمارية أجنبية ، دون أن يأخد بعين الإعتبار انعكاسات ذلك على أوضاع الناس حاضرا و مستقبلا . و لا غرابة أيضا في هذا السياق ، في أن تمارس السلطة العنف ، ضد الإحتجاجات الشعبية على سياساتها و أن تحظر التجمعات الجماهيرية و أنشطة المنظمات و الأحزاب الوطنية .

من البديهي في السياق نفسه ، أن تلجأ سلطة الحكم في الأوقات الحرجة إلى تأجيح الصراعات الطبقية أحيانا و الطائفية أو الإثنية أحيانا أخرى ، ليس دعما لفئة من هذه الفئات وأنما المُراد هو توظيفها في خدمة شخص الحاكم إلى حد التضحية الكاملة .

و اللافت للنظر أكثر فاكثر ، في مسألة العلاقة بين الناس و الحكم ، هو الصمم و العمى و البكامة التي يبديها الأخير مقابل التحركات الجماهيرية المطلبية قي ما يتعلق بغلاء المعيشة والعطالة و سوء الإدارة و السطو على أملاك الدولة و سرقة المال العام و تعطُّل الخدمات الإجتماعية في قطاعات التعليم و الصحة و العمل ، طالما بقيت هذه التحركات دون مستوى إقلاقه ، عندئذ يكشف عن و جهه المخفي من خلال العداوة التي يظهرها عناصر أجهزته القمعية تجاه المتظاهرين والمنتفضين ، بما هو قائم على الإحتيال و انتحال الصفة ، و اللاشرعية و اللاوطنية و التخلف و الوحشية، فكأن البلاد و سكانها صيدة أو غنيمة .

تحسن الإشارة في هذا الصدد إلى أن الحكم اللاوطني و اللاشرعي يتخذ من " الدولة " ومؤسساتها و مرافقها و من الإعتراف المعنوي الدولي بها ، أداة لإبتزاز المواطنين عن طريق الأدوار الحصرية التي تضطلع بها عادة ، في ميدان الأمن و الوثائق الشخصية الثبوتية و العملة الوطنية على سبيل المثال و الحصر . ينبني عليه أن غاية النضال الوطنيى لست إلغاء الدولة و إنما أصلاحها بالضد من غاية سلطة الحكم عندما تكون لاشرعية و لاوطنية حيث يكون همها الأول الإستمرارية في موقعها و في ممارسة " التجارة " و مراكمة الأرباح و توزيعها على دوائرمتحدة المركز التي تضم الأقارب و المقربين و الخدم .

و اخيرا لا بد من التذكير بأن توقف الصراع بين الحركة الوطنية من أجل أصلاح السلطة ، دون بلوغ الأهداف المتوخاة ، يضعف هذه السلطة ولكنه لا ينهي الصراع ضدها ، ليس من أجل أصلاحها و تجديدها و تقويم أدائها ، على اساس برنامج واضح يلبي مطالب أغلبية الناس ، و انما لاستغلال ضعف الحكم و انتزاع السلطة منه نهائيا وجعلها سلعة للاتجار بها (بالمفرّق و ليس بالجملة ) محليا و إقليميا و دوليا . و لا ننسى أن الصراعين المتتالين ،( الإصلاحي و الفئوي ) يعقمان نواة المجتمع الوطني ، فسيتحيل أستعادة استعادة الدولة و السلطة الوطنيتين !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة و الطائفة التي تشكل الأكثرية
- صحيفة الميدان السودانية في عيد الإيمانيتي الفرنسية
- الخريف العربي 3
- الخريف العربي 2
- الخريف العربي
- سلوك القوي المختل عقليا .
- العصابة و العصبية و مذلة العيش في لبنان
- الدولة الوطنية المحلومة 3
- شبه الدولة غير وطنية 2
- سلطة شبه الدولة و سلطة الدولة الوطنية
- قراءات في زمان الوباء 2 الحلرب الصحية .
- قراءات في زمان الوباء 1
- فن التعجيل في انقراض شعب مستعمَر
- الحروب العبثية
- يا أهلا بالمعارك
- الدولة الموظَّفَة
- عسكر السلطة
- سلطة الدين و الثروة
- مفارقات المشهد اللبناني من خلال تفليسية 2020
- الإحتلالات المشروعة و الإحتلالات المرفوضة


المزيد.....




- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...
- الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا ...
- لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
- الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
- البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار ...
- -ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع ...
- إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش ...
- الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه ...
- هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية ...
- بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - نهاية الدولة المزورة !