أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل شاكر الرفاعي - طالبان : الارهاب الذي صدرناه / الجزء السادس ( حفريات )















المزيد.....

طالبان : الارهاب الذي صدرناه / الجزء السادس ( حفريات )


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طالبان : ارهابنا الذي صدرناه

الجزء السادس
حفريات ( 2 )

19 -

وعى الدعاة الفاطمييين انه يصعب على الناس تغيير قناعاتهم التي ورثوها من غير ان يكون البديل اكثر إقناعاً ، او من غير قوة تجبرهم على الإيمان بالدين الجديد او بالتأويل الجديد للدين . قبل ان يخرج عبيد الله من عالمه المستور ويعلن أنه المهدي المنتظر ، كان دعاة الدعوة الفاطمية يعيشون طور الدعوة لا طور بناء الدولة ، ولهذا ركزوا بقوة على المنهج الدراسي في الحلقات التي كان يعقدها الدعاة لاتباعهم في المشرق العربي او في شمال افريقياً . وجعلوا من الشرح والتأويل لمفاهيمهم الجديدة كمفهوم : الأمامة ، ومفهوم : الغيب ، مدار نشاطهم . انهما من المفاهيم التي تنتمي الى دائرة " المثل " الأفلاطونية التي تعيش منفصلة عن انعكاساتها الواقعية ، والتي لا يمكن مشاهدتها عياناً وانما يمكن تخيلها ، ولهذا ادخل الاسماعيليون : " علوم الاولين " الى جانب علوم الدين في الدرس الأزهري ، لأن ثلاثة ارباع معنى نصوصها يكمن لا في ظاهر كلماتها ، بل في ما وراء الظاهر كنصوص العرفان والغنوص ( تنقسم نظررية المعرفة في " رسائل اخوان الصفاء وخلان الوفاء " الى قسمين ، معرفة كسبية ومراحلها : الحسية والعقلية والبرهانية ، والمعرفة اللدينية التي من عند الله ، وهي عبارة عن نور يتم قذفه في قلوب المؤمنين .) اذ بتدريسها يكتشف الطلاب وجود معنى آخر للنص مواز لمعناه الظاهر ، فيسهل على اتباعهم تصور وجود عالم آخر مواز لعالمنا المرئي يضم فيما يضم عالم الغيب والإمام المستور ...


20 -

تقوم المعرفة في الاسلام على عملية النقل لا الانتاج . لم ينتج المسلمون دينهم ، وانما نقله اليهم النبي محمد من عالم الغيب . واكتملت عملية صناعة الدين ، حين صدق العرب بمحمد ، والتزموا بتحويل ما نقله اليهم من معتقدات وعبادات الى ممارسة وسلوك ، اذ ما الفائدة من نقل معرفة الى اقوام لا يؤمنون بها ؟ والإسلام يشترك مع الديانات الشرق اوسطية : اليهودية والمسيحية في كونها ديانات : منقولة لمجتمعاتها من خارجها ، ولم يتم انتاجها داخلياً كالهندوسية والبوذية ، فهي ليست نتاج معاناة داخلية : اجتماعية او روحية او فكرية او سياسية ، بل هي تشبه ما تقوم به المجتمعات المتخلفة ، في الأوان الذي نعيش ، من عمليات استيراد للتكنولوجيا من مجتمعات صناعية متقدمة ، ويرافقها خبراء من بلاد المنشأ يتولون تدريب الجماعات المحلية على استخدامها ، وكان النبي محمد يقوم بهذه الأدوار جميعاً لوحده : ناقلاً للمعرفة ، وشارحا لها ، حتى اصبح كل ما قاله وفعله هادياً ومرشداً للمسلمين في حياتهم الدينية وتعاملاتهم اليومية ، بدرجة موازية للقرآن وتفوقه احياناً . لم يقل موسى أو المسيح أو محمد : بأنه منتج للمعرفة الدينية بل قالوا جميعاً انهم نقلوها بتكليف من آلهة دياناتهم نفسها . وعملية اختيار البشر وتكليفهم بأن يكونوا حلقة وصل بين السماء والارض ، جاءت بها الديانة اليهودية بشكل اكثر وضوحاً من أساطير وملاحم الديانات السابقة عليها : التي كانت تزخر بالعلاقة بين الآلهة والبشر الى الحد الذي تمنح الآلهة بعض اسرارها للبشر في حالة : اتوبانشتم : بطل الطوفان مثلاً . حولت الديانة اليهودية العلاقة الآلهية بالبشر الى وظيفة ينقل من خلالها البشر الذي تم اختيارهم من قبل الآلهة : المعرفة من عالم الغيب ، كما نقل موسى لوحي الشريعة اللذين يضمان : الوصايا العشر من الاله " يهوه " مباشرة . ويسمى ذلك البشر الذي تخصص بنقل المعرفة والقيادة : رسول أو ونبي ، وقد دمجت اليهودية فكرة النبوة بفكرة : شعب الله المختار " . فناقل هذا النوع من المعارف يجب ان يكون نبياً ، وان يكون على درجة عالية من المصداقية الملازمة لسلوكه اليومي في كل أطوار عمره، لكي تصدق الناس بأن ما ينقله من معارف : هو فعلاً منقول من الغيب وبأمر من الغيب : في ما بخص معتقدات الديانة ، او فيما يخص الجانب العملي منها المتعلق بالعبادات والمعاملات ( الشريعة ) . والفاطميون ومعهم عموم الشيعة ، يؤمنون بأن المعرفة المنقولة من الغيب ، لا تنقطع بموت النبي بل هي مستمرة يقوم بها أئمتهم بعد وفاة النبي محمد . ولا يمكن لاحد سوى الأئمة من القيام بهذه المهمة : اذ تم اختيارهم لها منذ الأزل ، ولهذا : لا يمكن للخليفة الذي فرض سلطته بالتغلب ، أي بحد السيف ، رغماً على ارادة الله ، القيام بمهمة نقل المعرفة الدينية . لدى الشيعة شواهد كثيرة مأخوذة من القرآن ومن احداث تاريخية ، كحادثة " غديرخم " : تدلل على ان الله لم يترك مسألة خلافة النبي بعد موته للسيف يقرر نتيجتها ، وانما امر النبي في " غدير خم " بان يعلن ان علياً بن ابي طالب : هو الوصي وهو خليفته من بعده ، وهدد الله النبي بالآية 67 من سورة المائدة : ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) وان أولاد علي من بعد ابيهم سيتولون شؤون المسلمين ، والاتصال بالغيب ونقل المعرفة المطلوبة منه . مات النبي بعد حادثة ؛ غدير خم ، بعام واحد ، ولكن المسلمين لم يبايعوا علياً خليفة لهم بعد الرسول . هل كانت ذاكرتهم هشة وضعيفة الى هذا الحد ، بحيث ينسون في عام واحد حادثة تنصيب خليفة لهم بعد وفاة النبي محمد ؟ ان استقراء الاحداث اللاحقة لوفاة النبي لم تكن نتيجته لتصب في صالح فقهاء الشيعة : 1 - رفض فقهاء السنة قبول المعنى الذي يشير الى تنصيب علي خليفة بعد موت الرسول في عبارة : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " وقد دحضوا هذا المعنى دحضاً اقنع عامتهم فحرموا فقهاء الشيعة من كسب هذا المحيط الضخم من السنة الى جانبهم . 2 - بعد وفاة الرسول محمد بسويعات ، اشتد الجدل بين الانصار والمهاجرين في سقيفة بني ساعدة حول خلافة الرسول ، وكل فريق يجتهد في ايجاد الحجج التي تثبت أحقيته في خلافة النبي ، وحين استنجد المهاجرون بحديث : " الخلافة في قريش " سكت الانصار ، وكان بإمكانهم التذكير بحادثة : غدير خم، وبأحقية علي لوحده في الخلافة . 3 - لم يورد اي مؤرخ : لا الطبري ولا بن كثير ولا المسعودي ولا اصحاب الطبقات او فتوح البلدان ، رواية واحدة : صحيحة او ضعيفة السند تشير الى ان " ردة " القبائل حدثت احتجاجاً على عدم تنصيب الامام علي خليفة للمسلمين . 4 - لم يذكر المؤرخون سبباً واحداً ، يشير الى ان قاتل عمر بن الخطاب كان مدفوعاً بالاقتصاص من الخليفة الثاني الذي وقف بوجه تنفيذ وصية الرسول بحق علي في الخلافة . 5 - اما مقتل الخليفة الثالث ، عثمان بن عفان ، فقد تم على يد ثوار كانت شعارهم : العودة الى دين محمد ( وليس الثورة من اجل حق علي المسلوب ) الذي لوثه الخليفة الثالث بما قام به من افعال : جعل من خلالها الدولة والدين معاً : ملكاً لآل بني أمية . 6 - الأهم من ذلك كله : ان النبي وهو في نهار احتضاره ، لم يطلب منهم تذكر بيعة علي في غدير خم إماماً لهم بعد موته ، بل طلب منهم احضار كتاب ليكتب " للمسلمين كتاباً لن يضلوا بعده ابداً " ، وهي الحادثة التي ذكرها المؤرخون تحت عنوان : رزية يوم الخميس ، والتي منع فيها عمر بن الخطاب الناس من تلبية رغبة الرسول قائلاً : ان الرجل ليهجر ( ليهذي ) ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - الجزء السادس : حفريات
- خطوة الرئيس التونسي التاريخية
- مفهوم :نائب الامام
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه / موضوعة : نائب الامام
- التجنيد الإجباري
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه / القسم الثالث
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه ، الجزء الثاني
- طالبان : الأرهاب الذي صدرناه : الجزء الأول
- الزعيم والقطيع
- عاشوراء وميلان كونديرا والبصل
- لبنان / بيروت
- انا اقف الى جانب ايران
- لو كان الفقر رجلاً لقتلته
- عن شبهة : الحوار الاستراتيجي
- تونس : البرلمانية ليست هي الديمقراطية
- حول الاتفاقية العراقية اللبنانية
- التفجيرات ثقافة اسلامية أصيلة وغير مجلوبة
- حكومة الكاظمي : صفر حقيقة
- عن حلم مقتدى الصدر
- الجزء الرابع من مقال : موقفي ككوزموبوليتيني من حرب حماس والل ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل شاكر الرفاعي - طالبان : الارهاب الذي صدرناه / الجزء السادس ( حفريات )