أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خليل صارم - القبضايات والبلطجية ..منطق العولمة..!!؟














المزيد.....

القبضايات والبلطجية ..منطق العولمة..!!؟


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 04:33
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في مفاهيمنا الشعبية في بلاد الشام هناك شخصية شعبية محبوبة تحظى باحترام في وجدان كبار السن لأنها أصبحت من التراث وهي شخصية القبضاي .. وهو شخص مميز بقوة جسدية الى جانب صفات إنسانية كالشهامة والمروءة والنخوة الى حد التهور أحياناً .. حتى أن قسماً من هؤلاء كانت لهم مواقف وطنية خلال حقبة الاستعمار ..ولكنهم وكونهم من أبناء الفقراء لم يتصدى أحد لكتابة تاريخهم كعبرة للأجيال اللاحقة ذلك أن القانون قد أصبح هو القبضاي في هذه الأيام , لكن انحراف هذا القانون على أيدي الفاسدين يجعلنا نتذكرهم أحياناً .
المهم أن ماقصدته الآن هو التمييز بين هذه الشخصية وبين شخصية أخرى عرفناها هنا في العقود الأخيرة وهي شخصية البلطجي أو الشبيحة .. وهذه الأخيرة شخصية نتنة قذرة لاأخلاق ولا شهامة ولاشرف . كل همها الاستيلاء على حقوق الناس وفرض منطق الخوة والابتزاز وهو يعمل أجيراً لمن يدفع له والقادرين على الدفع هم المرابين والسماسرة ومحترفي اللصوصية والقوادة بمواجهة البسطاء والفقراء ومن لاحول لهم من أشخاص يحترمون انفسهم وينأون عن المستويات لساقطة . وهؤلاء البلطجية أو الشبيحة يعتمدون على علاقة ما .. بمنحرفي السلطة.؟.الذين يوفرون لهم الغطاء والدعم . ويعملون ضمن مجموعات ( عصابات ).
هم يسمون في أماكن أخرى كمصر مثلاً بالبلطجية .أما في أمريكا ودول الغرب فيحملون اسم عصابات المافيات التي تنشط في مجالات المخدرات والقوادة والقتل المأجور وبسط النفوذ على أحياء ومدن لابتزاز سكانها . هذه الشخصية طارئة على مفهومنا الشعبي في بلاد الشام وقد اصطلح على تسميتهم ( بالشبيحة ) وكانوا يعملون كمجموعات( عصابات ) من الساقطين أخلاقياً والمطلوبين للعدالة .
النظام الأمريكي .. الذي لايعرف عبر تاريخ أمريكا منذ تأسيسها سوى ثقافة البلطجية أو الشبيحة .. فالمافيا أو الكوزانوسترا ظهرت الى الوجود مع استقلال هذه الدولة وبروزها كقوة .. وقبلها كانت هناك عصابات الكاوبوي التي تغير على الآمنين وتقطع السبل ( قتلاً وسلباً ) ( هكذا تقول قصصهم وأفلامهم على الأقل ). بالحقيقة هذه هي ثقافة النظام الأمريكي الذي مهما ضبط أعصابه وحاول الظهور بمظهر الحضاري سرعان مايعود الى هذا المفهوم وهذه الثقافة ( ثقافة البلطجة أو التشبيح ) ضارباً بالقوانين والأعراف الانسانية والدولية عرض الحائط ليفرض منطقه المنحرف والساقط . تحت شعارات شتى .. لقد اتضح بما لايقبل الشك أن ثقافة العولمة التي يسعى اليها هذا النظام هي تماماً ثقافته التي ورثها عبر تاريخ تأسيس هذه الدولة .. مدعوماً بقوة عمياء .. حمقاء .. لاتملك أية قدرة على التمييز وتفتقر الى أية مفاهيم إنسانية أخلاقية .. ولايبدو أنها قد تتطور في هذا الاتجاه .. هذا هو منطق العولمة حسب الترجمة الأمريكية له ..
كان الاتحاد السوفييتي ( طيب الذكر ) يحاول أن يظهر بمظهر ( القبضاي) آخذاً بمنطق الوقوف الى جانب الشعوب المقهورة منطلقاً من أسس آيديولوجية .. لكن أرثوذوكسية نظامه وتشدده وعدم قدرته على تطوير آليات الحكم لمصلحة الشعب وتطلعاته نحو الحرية والرفاه والعدالة .. جعله يتفكك ..طبعاً يجب أن لاننسى الانحراف والخيانة التي برزت من قلب هذا النظام . فخسرت الشعوب المضطهدة نصيراً لها .. كان يمدها على الأقل بأسباب وأدوات الثورة بمواجهة الشبيحة تابعي بلطجية أمريكا من أنظمة عفنة .
الآن لم يتبق أمام الشعوب أو الدول التي لاتريد أن تخضع لبلطجة أو تشبيح النظام الأمريكي سوى أن تنخرط في مجموعات وكتل لتدعم بعضها البعض .. وتعتمد على نفسها في مواجهة العراب الأمريكي ..هذا البلطجي القذر.. الذي يفتقر لأبسط الميزات الانسانية . ..وهنا نتساءل ...إذا كان هذا هو مستوى البلطجي الأكبر ( النظام الأمريكي ) من الانحطاط والسقوط والابتذال .. ترى ماهو مستوى تابعيه والمتعاونين معه .؟. بالتأكيد .. في الدرك الأسفل من السقوط والانحطاط الأخلاقي ..؟ فالتابع صورة قزمة وأكثر تشويهاً من المتبوع .. قد يحاول المتبوع المتزعم لهؤلاء أن يجمل صورنه في بعض الأحيان ويظهر بمظهر المدافع عن القانون حتى ولو من باب المجاملة والكذب .. لكن التابع لايملك القدرة حتى على هذا الاختيار المزيف .. أعني هنا بعض أنظمتنا العربية الخانعة والتابعة الذليلة لهذا البلطجي .. تصوروا ذلك البلطجي الساقط البعيد كل البعد عن أية ميزة أخلاقية .. ترى كيف سيكون حال من يتبعه ويلعق له حذائه في كل خطوة يخطوها .؟. هذا التابع ليس أكثر من قواد للمتبوع .. يقدم له عرضه وأرضه مقابل الحفاظ على تابعيته لسيده هذا والتمتع بحمايته له .. أما الشرفاء .. والقبضايات فهم يضحون بحياتهم مقابل ألا يضعوا أيديهم بأيدي هؤلاء النجسة .. اذا ً مالمانع في أن يتحد القبضايات ويتاكتفوا بوجه هؤلاء .. وليقل تابعي البلطجي مايقولون .. فهم على الأقل غير قادرين أن يطعنوا الطرف الآخر بشرفه وأخلاقه . المشكلة في أولئك الذين يصدقون ادعاءات وأكاذيب البلطجي وتابعيه وهم يدرون أو لايدرون أنه في النهاية سيجعل منهم مجرد قوادين له .. فهل تقبل هذه الشعوب بهكذا نهاية .. وهل تقبل أن تظل محكومة من قوادين .. هنا المشكلة والمصيبة الأعظم . هذه الشعوب لو هبت مرة واحدة لاكتشفت أن تابعي هذا البلطجي مجرد فئران تافهة لاقيمة لها وأنه غير قادر على حمايتهم بالنتيجة . أليس الموت بشرف أفضل من حياة مع قرون تزين الرؤوس وتحول البشر الى مجرد خنازير .. ؟ القرار الأخير للشعوب بالطبع فهل سترتفع الى مستوى الحدث ..ومتى ..؟ ؟؟؟؟ .



#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا ولدت الوهابية -3-
- هم حلفاء التخلف والعنصرية ..؟ أية حرية وديمقراطية ..هذه..؟
- كيف ستعيد أمريكا ترتيب أولوياتها ..؟
- شرق أوسط وطني حر ديمقراطي جديد ...
- هكذا ولدت الوهابية -2-
- وجهة نظر / العلمانيون ..والواقع الراهن ..!؟
- هكذا ولدت الوهابية ..1
- المستذئبون ..؟
- اللاعب المحترف ..واللاعب المغمور ..!؟
- اللعبة القذرة .بدأت حقيقتها تتكشف .
- مؤتمر وزراء الخارجية في بيروت.. لمصلحة من عقد ..؟
- زواريب الشرق الأوسط...!؟
- البيانوني ..إخرس من فضلك ..
- انهم ..حمقى ..حمقى..حمقى بالتأكيد ..!..لبنان القدوة فاتبعوه ...
- المهزوم هو الذي يخضع لشروط المنتصر .
- النبلاء ... السفلة.
- مجزرة قانا 2..ماالذي سيحرككم بعد..؟
- تعليقات على الأخبار ..؟
- الظواهري .. محاولة انزال فاشلة في سلة المقاومة !!؟ .
- تحذير..لعبة قذرة مشتركة بين الموساد والمخابرات الأمريكية قد ...


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خليل صارم - القبضايات والبلطجية ..منطق العولمة..!!؟