أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - هيبة الدولة














المزيد.....


هيبة الدولة


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7034 - 2021 / 9 / 30 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما كان وجود هيبة الدولة اي فرض سلطتها على الارض محط اهتمام ومطالبة الكثيرين خصوصا ممن تذوقوا نتائج غياب هذه الهيبة. ربما لم ينتبه هؤلاء الى ان ثمة علاقة واضحة بين تراجع الدولة وانتشار العشائر واوضاع ما اصطلح على تسميته باللا دولة. وقد تعمد الاعلام بهدف التجهيل بالامر تغييب هذه العلاقة الواضحة. وحيث يعرف الجميع بان هذا الاعلام هو ليس إلا متاجرة وارتزاق.

تتحمل الدولة العراقية بالدرجة الاولى انتشار الفوضى في البلد وتقدم العشائر على حسابها. فهذه الدولة هي من يتعمد ضرب وإضعاف سلطتها بنفسها بهدف فسح المجال لكل قوى اللا دولة مثل العشائر من الحلول محلها والتسلط والهيمنة بالنتيجة. هذا التراجع المتعمد هو ليس إلا اعلان حرب على الشعب ومجتمعه. فهما المستهدفان من اضعاف الدولة وإحلال العشائر محلها وتسليطها عليهما. والدولة هي من يؤمن الامن والنظام والحماية للبلد وشعبه ومعها الخدمات. إن الدولة وهيبتها وقوانينها وسلطتها هي ضمان حماية المجتمع. وتراجعها يعني إضعاف المجتمع وتركه مكشوفا بلا حماية.

ومع تراجع الدولة ظهرت بالتوازي مع صعود العشائر الميليشيات المسلحة وتمددت. وطبيعي ان تتقوى وتتسلط وتتغول كل هذه الاطراف مع كل تراجع آخر إضافي للدولة. وقد اثرنا امر الميليشيات في مقالة سابقة عندما اوضحنا بان الدولة قد صارت تقوم بتمويلها وهو ما يوازي حمايتها امريكيا. ومع هذه القوى الصاعدة صعد ايضا البديل الديني ، ومعه الطائفية.

ومع تعمد الدولة ضرب هيبتها وسلطتها في نظام ما بعد 2003 صارت تتعمد ايضا التقاعس عن ردع النزاعات العشائرية المسلحة وغيرها من التصرفات مثل ما يعرف باسم (الدكة العشائرية) التي انتشرت اكثر فاكثر. ومع ازدياد هيمنة العشائر تبدأ هذه بالتنافس مع بعضها للحصول على المنافع ولتتمدد حتى الى داخل المدن وتفرض قوانينها فيها. وصارت بعض الجهات السياسية والدينية تدخل معها في تحالفات. وهو استعادة لاوضاع ما قبل ثورة تموز. ومع هذه الفوضى المفتعلة تنتشر اوضاع الانفلات الامني وتتوسع بالتوازي مع التهاون الحكومي المتعمد في تطبيق القانون ومنع انتشار السلاح. وهذه الاوضاع تؤدي الى استمرار تمدد العشائر مع زيادة في الميليشيات والعصابات المسلحة. وكلما ازدادت سطوة كل هؤلاء تتعمد الدولة التراجع اكثر وهكذا دواليك. وكل هذا هو بهدف خلق الانطباع بعجز الاخيرة. ولا بد ان الجميع قد لاحظ تفضيل الامريكيين التعامل فقط مع العشائر. فهي الجهة التي يرغبون تسيدها المشهد السياسي في العراق اسوة بباقي حلفائهم في المنطقة.

تعمد الدولة التراجع عن فرض سلطتها ، ومعها تراجع اجهزتها الرقابية ثم اهمال حتى القوانين التي تشرع في مجلس النواب ، يهدف لادامة شل البلد واضعافه. من نتائج هذه الفوضى المفتعلة التي سماها احدهم ليس عن جهل ، بالخلاقة والتي استمرت مع الاحزاب الاسلامية لدى تلقفها للفكرة هو ظهور اشكال التطرف الذي اتت منه داعش.

كل هذا ينبع كما يمكن حدسه من رغبة امريكية لمنع العراق من استعادة قوته وعرقلة عودته الى وضعه الطبيعي. وهي بالمجمل حربا على العراقيين. ويجري تطبيق تراجع الدولة مع هذه الفوضى المسماة بالخلاقة بمعية العملاء الماسكين بالسلطة في البلد. وهؤلاء هم ممن يحرص الامريكيون على حمايتهم بمعية قواتهم المحتلة. وبالتأكيد فانه لو جرى عكس هذا الوضع بحيث تبتعد الدولة عن هذه التصرفات الشاذة ، لاختفت كل هذه الظواهر.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة كثيرة حول اعترافات المتهم جمال الكربولي المسربة الى ال ...
- الاعتقالات دون اوامر قضائية هي جرائم اختطاف وتغييب يا رئيس ا ...
- قانون وزارة الكهرباء هو قانون خصخصتها
- هل يضفي الفوز بعضوية مجلس النواب اية شرعية ؟
- الكاظمي يخدم الامريكيين ضد العراق بمعية اتفاقيات وهمية
- تذكير بتآمر وتجاوزات وسرقات الرئيس برهم صالح
- اسباب تكرار استهداف قاعدة بلد الجوية
- مشروع الرفيل لحل مشكلة الازدحام في بغداد..
- رأينا لحل مشكلة استهداف الخطوط الناقلة
- حكومة الصلاحيات المحدودة
- الشركات الخاسرة حسب مستشار رئيس الحكومة... مع اسئلتنا..
- لا حقوق لمن لا ولاء له..
- الميليشيات بحماية امريكية...
- الدعوى القضائية ضد العامري والمالكي لتعاملهما مع الارهابي خم ...
- كيف تملص حاكم الزاملي من القصاص رغم انف التهم بالارهاب
- استقالة الكاظمي او الاطاحة به
- تعهدات عدم التظاهر المفروضة على المعتقلين من المتظاهرين باطل ...
- نطالب بإلغاء وحذف مواد الدستور حول الخصخصة واقتصاد السوق
- كيف ولماذا الغيت انتخابات الخارج ؟
- ارض السفارة الامريكية في بغداد مغتصبة..


المزيد.....




- مرتديا الكوفية الفلسطينية.. الأمير تركي الفيصل يهاجم مقترح ت ...
- ما هي البلدان المقترحة لاستقبال سكان غزة بعد الإعلان عن خطة ...
- نغم عيسى.. غموض حول مقتل إمرأة حامل في حمص بعد طلب فدية
- 45 ألف سنة سجن للمحتال التركي الصغير
- اعتداء عناصر في الأمن السوري على عابر جنسياً يثير مخاوف وانت ...
- خبراء يحذرون: تقديرات بانهيار 100 ألف مبنى في حال وقوع زلزال ...
- في خطوة انتقامية متبادلة.. بريطانيا تعتزم طرد دبلوماسيٍ روسي ...
- يميني وأنثوي ومزيف: الذكاء الاصطناعي يتدخل في انتخابات ألمان ...
- القضاء الألماني يحاكم أربعة أشخاص بتهمة الانتماء إلى حركة حم ...
- -لحد ما ترجعوا ودائع السوريين-.. وسائل إعلام لبنانية تكشف تف ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - هيبة الدولة