طالب عمران المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 7032 - 2021 / 9 / 28 - 13:46
المحور:
الادب والفن
عطف
افترشت باب المسجد تستجدي لأطفالها،
رقّ لحالها إمام الجماعة،
مد يده الى جيبه، أخرج حديثاً عن فضل الصوم.
اعتمد القاص في قصته وفلسفة بنائها على المفارقة (عطف ) ليس فقط على المفارقة المتضمنة في العنوان من حيث الافراد والتنكير وانما المفارقة في فلسفة رؤيته المنتجة للنص ، حدث خاطف ينطوي على عنصر الدهشة والمفاجأة والمفارقة من خلال التجريب الحداثي الذي يقوم على انتهاك الثوابت والبحث الدائم عن المغايرة
(عطف) كعتبة اولى كموجه قرائي ولعل دلالة العنوان تبقى مؤجلة لحين الولوج الى عوالم النص..
الذي يحدث مسافة التوتر وتحقيق المسافة الجمالية وهي المسافة التي تفصل بين افق النص وافق توقعات القارئ او(المتلقي)
انفتح النص على هموم الذات للناص بنسق جمالي وفق معاير القص القصيرة جدا يستغلها لخلق مناخ يعبر عن تجربته ومعاناته بما يمتلك القاص حساسية مرهفة في انتقاء الحرف والمفردة وهو ينقل لنا صورة مشهديه درامية عن حال امرأة منقطعة تستجدي، احساس بالقهر الذي يصهر الكائن المحكوم في ظل واقع مأساوي، مستدرجا المتلقي بطريقة انشائية حكائيه (افترشت باب المسجد تستجدي لأطفالها) يتنامى الحدث من خلال توظيف فعلية الجملة التي تضفي الحركية والتوتر للنص (افترشت/ تستجدي) ومن ثمة عزز التوافق بين المتلقي وأفق توقعاته (حالة العطف والاشفاق)، عاملها برفق ولين ،(عطف / رقَّ) بجملة(رقّ لحالها إمام الجماعة)
الا ن القاص يفاجئنا بقفلة يضمر لنا شيء أخر قائم على ثنائية الضد بين العطف والصد الذي لا يسمن او يغني من جوع (مد يده الى جيبه، أخرج حديثاً عن فضل الصوم)
انفردت القصة بخاصية الاختزال الكبير ، الذي شمل البنية الفنية واللغوية ، يعتمد على الإيحاء والتكثيف التقطت مشهدا من الحياة الإنسانية عبر عنها بطريقة درامية، الزمن المهيمن على النص هو الزمن الماضي(افترشت، رقّ، مدّ، اخرج) استخدم لغة سردية
اتخذت من التكثيف الدلالي وسيلة لإثارة التأويلات المختلفة لدى القارئ الواحد. انتهت القصة بقفلة مضمرة مفاجئة، مفردات تحمل دقة في التعبير وشحنة ايمائية ودلالات مضمرة تتناسب مع حالة الالم المسيطر على القاص
فيما يتعلق بالنسق الثقافي المضمر في بنية النص القابع في اللاوعي من حيث بعده الايجابي يجد حضور الصوت الانساني (دلالة انكسارية)1 من خلال الشخصية المأساوية التي استأثرت كليا باهتمام القاص والتي تكاد تكون محورية ومركزية في فضاء النص وهي صفة انسانية يتجلى فيها اقصى درجات الانسانية .
المصادر
1- الغذامي، عبد الله، النقد الثقافي قراءة في الانساق الثقافية،ط2 المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء،2005 .
#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟