|
مسرحية الراديو.. من الأعمال العالمية تنبض بتردد بابلي حوار مع الناقد والمخرج أ د محمد حسين حبيب
فرح تركي
كاتبة
(Farah Turki)
الحوار المتمدن-العدد: 7032 - 2021 / 9 / 28 - 02:05
المحور:
مقابلات و حوارات
سأجتهد في البداية أن لا تكون تقليدية في التعريف عن حضرتك دكتور محمد حسين حبيب فهذا سيكون مدعاة للرتابة وهذا من المفترض أن يغيب مع ذكر أعمالك .... سأسألك عن التهمة التي وجهت إليك في ضبطك لتردد الراديو وفق تردد بابلي .... ما هي أقوالك عن هذه التهمة ... يمكنك أن تدافع عن نفسك ؟
أولا لم اعرف ما هي التهمة ؟ ثانيا أقول وقولي هذا من البديهيات الأساسية للمشتغلين الحقيقيين في مجال الفن والإبداع الأصل .. وهو أن التهم غير واردة في الفن والإبداع وفي النظر إلى النتاج الإبداعي سواء نقدا أو انطباعا .. إلا إذا كان ذلك الشخص الذي يوجه تهما للمبدعين يشعر بالنقص أو مريضا نفسيا أو فارغ فنيا وسطحيا في أرائه ويعمل على مبدأ خالف تعرف .. خطيه مثل هؤلاء وهم يتكاثرون ويتناسلون في وسطنا الفني والأكاديمي في زمن الاستسهال في منح الشهادات العليا لكل من هب ودب من الطارئين على الفن وعلى الحياة على حد سواء . أذن لاتهم مع الإبداع الحقيقي .. نعم النقد المهني وللرأي البناء المخلص للقضية .. افتخر بوجود أكثر من خمسين قراءة نقدية وشهادة فنية عن عرض مسرحيتي ( الراديو ) إلى الآن ، فماذا يدل هذا ؟ أكيد الجواب معروف للجميع من الفنانين الحقيقيين المبدعين ، لا أولئك المرضى والدخلاء على عملنا وانتمائنا الأصيل والنقي . _ في بعض حواراتي هناك سؤال قد طرحته على بعض الشخصيات كلا في مجاله " ألا وهو ما الذي أضافه لك ....." هنا السؤال يصاغ هل اكتفيت من أضافتك للمسرح من بحوث وأعمال ومشاركات في الإخراج ومقالات ناهيك عن ال 26 مسرحية التي أخرجتها ؟
_ أكيد لا ، لم ولن اكتف ، طالما فينا عرق ينبض ، لان رسالتنا الفنية قائمة طالما هناك حياة .. المسرح حياتنا .. المسرح هو سلاحنا الوحيد الذي نواجه به أعداء الحياة من السفلة والفاسدين والدخلاء والطارئين على مسرحنا وعلى الحياة التي نحلم والتي ينبغي أن تكون ، حياة إنسانية كريمة عادلة نزيهة وسعيدة . جميع مسرحياتي ٢٧ مع الراديو طبعا هي تحمل هذا الهدف الواحد وان اختلفت موضوعاتها ، كذلك الحال في بحوثي ودراساتي المسرحية والنقدية وجميع مشاركاتي الدولية التي تجاوزت على الخمسين مشاركة كلها تحمل ذات الأهداف وذات الهم الفني الإبداعي الخالص .
_ دكتور محمد حسين ، ما هي رؤيتك للحياة في غياب المسرح ؟ _ لا يمكن تصور الحياة بلا دراما ، بلا مسرح ، لكن ليس أي دراما ، وليس أي مسرح . قلتها مرارا وأكررها هنا . _المسرحية التي كتبها النيجيري كين تساور ويوا ، وكان ابرز شخصيتين فيهما هما الآلي وباسي .... تشابهت مع معاناة شعب أنهكته الحروب والسياسة هل تجد الشعوب عزائها في الفن لنقل معاناتها وما تقاسيه من مآسي ؟ الكاتب المسرحي الذي يكتب عن محليته الأصل هو ذلك الكاتب الذي ينطلق نحو العالمية بجدارة . فنجيب محفوظ مثلا حين حاز على جائزة نوبل للآداب عام ١٩٨٨ على ما اذكر ، حاز عليها لان كتب ثلاثيته الروائية الشهيرة ( بين القصرين وقصر الشوق والسكرية ) كتب عن محلية مصرية خالصة ، كذلك فعل الشاعر الكاتب الإفريقي كين سارو ويوا تولد ١٩٤١ وهو يكتب معاناة وفواجع مدينة لاغوس التي كانت عاصمة نيجيريا والنص مكتوب عام ١٩٧٣ فهو أيضا انطلق من محليته إلى العالمية ، فلولا صدقه وإبداعه هذا لم آتي إنا وبعد نصف قرن من كتابة هذا النص لكي اختاره وأقدمه إخراجيا في بلدي العراق اليوم ، فانا يقلقني كثيرا اختيار النص لأني اعتبر الاختيار الناجح للنص في توقيت معين ومكان معين هو انك حققت ٥٠٪ من النجاح وما يأتي بعد هذا الاختيار ما هو الا إضافة بديهية لنجاحك . _ من أيدلوجيتك ... ومن مهرجان المسرح الشبابي .خلاصة طرحت في سؤال كيف لنا أن نبحث عن وطناً ضائع منا ونحن فيه ... ؟ _ نعم وهذا حاصل الآن واقعا لكن في المسرح من واجبنا الوطني والإبداعي تثوير مثل هذه الأسئلة لأنها إجاباتها مني آو من غيري كفيلة بالفوز بوطننا سواء كنا فيه أو خارجه . نمر اليوم كعراقيين في زمن غربة و غرابة واستغراب كلها تبحث عن الوطن . وأسئلة يومية وتتضاعف مع حالات النزيف والدم والعنف والتشتت والتهجير والتجويع والإذلال وقهر واستلاب كل هذه تعصر بالوطن وبناسه لدرجة الموت لكن لا لدرجة اليأس ، الآمال كثيرة ولن نتنازل عنها أبدا مهما كلفنا ذلك من تضحيات .
_ هل سبق وتعاملت مع نصوص مسرحية كتبت من تلامذتك أو كتاب شباب ... أم انك تفضل الأعمال العالمية ؟ _ في خياراتي المسرحية لا يعنيني أن كان المؤلف عراقي آو عربي أو أجنبي ، ولا يعنيني أن كان شابا ام كبيرا وخبيرا ، ولهذا تجد مسرحياتي إل ٢٧ مسرحية متنوعة في أصلها التاليفي بين عراقي وعربي وأجنبي ، بل ومنها أعدادي لروايات وقصص واشعار عراقية وعربية واجنبية ايضا وبامكانك العودة الى بث عروضي المسرحية لتجد شكسبير مثلا وميترلنك ووليم هانلي وارثر كوبيت الى جانب محي الدين زنكنه وغائب طعمة فرمان وجليل القيسي وعلي عقله عرسان بجانب شعراء امثال حسين مردان وحميد سعيد وغيرهم من خياراتي في الإعداد والاقتباس والإخراج لنصوص اختارها على وفق إيحاء فني ما هو الذي يقودني إليها منذ لحظة القراءة الأولى يأتي الحسم في قرار الاختيار ولا استثني عنه . _ كل ما تقدمه من أعمال يرتكز على منهج المدرسة الواقعية سمعبصرية وبنفس الوقت تعتبر مؤسس المسرح الرقمي ... هلا بينت لنا لغز هذا التناقض .. أم انه يرمز إلى إمكانيات عالية ؟ لم استند إلى الواقعية في جميع إعمالي ، من قال لك ذلك ؟ وثانيا تنظيري وطرحي لمشروع نظريتي العربية ولأول مرة عام ٢٠٠٥ ( نظرية المسرح الرقمي) هي نظرية تنبؤية مستقبلية ، ليست لها علاقة بما اشتغل إنا في الإخراج المسرحي منذ عام ١٩٨٢ حين أخرجت مسرحية وإنا في المرحلة الإعدادية في إعدادية الحلة للبنين …. التنظير شيء ممكن تطبيقه الآن أو لاحقا إذا تمت قناعتي به وتوفر الوسائل والأجهزة التقنية . قد أخوض مثل هذه التجربة الرقمية مستقبلا وقد لا ، لكن هناك فرق كبير بين انتمائي للمسرح مخرجا وممثلا وناقدا وتدريسيا. وبين أن أكون منظرا مؤسس لمشروع مستقبلي ، لكن هناك من لا يعرف الفرق بين هذا وذاك جهلا منه أو افتعالا للجهل ومحاولة النيل من الأخر لكن لا يعرف كيف ؟ المسكين ؟ _ مسرحية أو عمل للآن في النية عرضه ؟ المشاريع كثيرة بل وتتزايد يوما بعد أخر بازدياد ازماتنا وماسينا الحياتية وتمييع مفاهيمنا للوطن والفن والحياة . _ في لختام رؤية / رأي/ رسالة تحب أن توجهها من خلال حوارنا هذا ونحب أن نوجه لك في المقابل شكرا وامتنانا لسعه صدرك ورحابه تقبل لنا
لا يمكن تصور مجتمع ما اليوم ، لا يؤمن بان الفنون عامة والمسرح جزء أساسي من بناء وتوعية وتثقيف ناسه . فان وجد هذا المجتمع اليوم فهذا يعني انه مازال يعيش مرحلة الغاب وقانونه الحيواني المتخلف .. وهناك مقولة لمدير مسرح ألماني يقول : ( وان شخصا ما ، لا يشاهد مسرحا باستمرار عليه مراجعة إنسانيته ) شكرا جزيلا لكم.
#فرح_تركي (هاشتاغ)
Farah_Turki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخريف متهم بريء
-
عطركِ
-
دولاب القدر
-
عذراً... عقلي لا يفهم الحروب
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|