أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - قراءة في نص .. أنياب الشمس ... للمبدعة أحلام المصري / عايده بدر














المزيد.....

قراءة في نص .. أنياب الشمس ... للمبدعة أحلام المصري / عايده بدر


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 7031 - 2021 / 9 / 27 - 03:06
المحور: الادب والفن
    


أنيـــــاب الشمس
...

كان الحلم يلهو تحت شجرة الليل
انتفض الوقت ثائراً..صفع الحلم
وعلّق الشمس على رأسه...كيداً



"أنياب الشمس"
عنوان يبدو للوهلة الأولى يحمل قسوة ، وحشية وعنفواناً فالشمس التي هي مصدر الضوء على الأرض ... منها تستمد الكائنات أنفاس الحياة أصبحت في ومضتنا هنا لها أنياب ما حفزنا لتأمل هذه الصورة الغريبة
التي تبدو فيها الشمس مصدر الحياة على الأرض تحمل أنياباً وحشية تفترس بها بدلاً من أن تعطينا الحياة فإنها هنا تأخذها وتريق دمها بلا هوادة ... هذه الصورة الشعرية غريبة التركيب لابد وأن لها ما يبررها من وجهة نظر الشاعرة
وربما مع محاولات فتحنا لأبواب الومضة باباً تلو باب نستطيع أن نعرف لماذا بدت الشمس بهذه الشراسة والتوحش


"كان الحلم يلهو تحت شجرة الليل"
الزمان ... ليلاً
المكان ..... تحت شجرة الليل
كان الحلم يلهو .....الصورة مجسمة بأبعادها الثلاثية .. نرى الحلم طفلاً يلهو وفي الطفولة براءة جميلة ... نتصور معها مدى براءة الحلم الذي لم يلتفت إلى الوقت (الليل) والذي قد لا يحمل معه كثيراً من الطمأنينة التي بدا لنا أن الحلم كان يستند عليها لتجعله هكذا يلهو مطمئناً
كان لهو الحلم تحت الشجرة يرسم صورة حالمة ليس فيها ما ينقض من طمأنينته شيئاً أو هكذا بدا له ... ورغم أن الليل غالباً ما يحمل لنا الراحة والسكون ويكون مجالاً طبيعياً لطلب راحة الجسد ومن ثم الروح لكنه أيضاً يحمل معه أصداء أخرى من الخوف والمجهول الذي لا نعلمه ... إن الحلم هنا لم ينتبه للجانب المجهول من الليل واكتفى بالأمان الذي كان يستند عليه إذ أن ما تلا ذلك من صور لم تكن ضمن حساباته المتوقعة...


انتفض الوقت ثائراً..صفع الحلم
نحن هنا أمام حدثين أفضا إلى بعضهما البعض .. بحيث تعلق الثاني بالأول وترتب عليه .. فبعد أن شاهدنا الحلم يرفل بسعادة أسفل شجرة الليل ويلهو في اطمئنان ... "انتفض الوقت ثائراً" فلماذا ثار الوقت ؟ والوقت في تعريفه هو جزء محدد من الزمن .. فهل انتفض الوقت ثورة ضد استيلاء الحلم على الليل؟ كأنه شعر بمحاولة حصار الحلم لكافة أجزائه .. فلم يترك له متنفساً .. أو أنه أراد أن يملأ كل الوقت ... فكان انتفاضه مصحوباً بثورة بدت عنيفة من جراء الفعل الثاني الذي يقابلنا
حيث "صفع الحلم" هنا نتيجة لانتفاضة الوقت وثورته العارمة... جاءت صفعة الحلم هنا فجائية عنيفة .. وبالتأكيد أنها لم تكن ضمن ما حسابات الحلم وإلا لانتبه إلى هذا الأمر .. تتعدد الأسئلة في ذهن القارئ هنا : لماذا انتفض الوقت؟ لماذا كانت الثورة ؟ وماهية هذه الصفعة التي تلقاها الحلم ؟

وعلّق الشمس على رأسه...كيداً
لعل في الجزء الأخير من الومضة ما قد يفتح لنا بعض أبواب الإجابة ... إذا كان السؤال بكيف ولماذا وماهية ووو؟ فإن الإجابة تأتينا مع نهاية الومضة وفي آخر كلمة فيها "كيداً" التي حين نقرأها نرى أن كل ما حدث للحلم من انقلاب خطير في مساره كان للكيد به .. لكن كيف حدث ذلك هو ما تجيبنا عليه بداية الجملة " علق الشمس على رأسه" ويالها من إجابة قاسية .. فنحن بمجرد أن نقرأ العبارة ونشعر بهذا الانتقال الكلي بين الليل والنهار .. نستطيع أن نستشعر هذا الطقس الذي كان الحلم يلهو فيه تحت شجرة الليل وفي الليل يكون الطقس لطيفاً يحمل نسمات باردة منعشة وإلا ما استطاع الحلم أن يلهو تحت شجرته .. ثم يحدث هذا الانتقال القوي من اللطف والانتعاش والبرودة إلى الحرارة والقيظ الذي تدلنا عليه كلمة "الشمس" بكل ما نتصوره من حرارة شديدة
هل نتخيل كيف تُعلق الشمس فوق رأس الحلم ؟ نشعر بما شعر به من فجائية الوجع .. هكذا كانت صفعة الوقت له بكل ما حملت من ألم ... هكذا كانت الصفعة التي غيرت مسار الحلم .. ولعلنا بهذا علمنا كيف تكون للشمس "أنياب" تنهش الحلم وتوقظه غصباً وتنقله من حيث الأمان والسلام الذي كان ينعم به إلى أرض الألم وقيظ الوجع
ومضة شاعرية حملت من الجمال في تراكيبها وصورها ما يجعلنا نقف أمامها متأملين بكل تقدير واعتزاز

26-9-2021



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في نص -أنياب الشمس- للمبدعة أحلام المصري / عايده بدر
- يوسف : الرمز الأسطوري ....... من حافظ الشيرازي ......... إلى ...
- قراءة في نص ( روح) للمبدعة عايده بدر / جوتيار تمر
- قراءة في نص أنا والطفولة / اهلكورد قهار /عايده بدر
- صمت .. عايده بدر
- قراءة في نص (صمت ) للمبدعة عايده بدر / جوتيار تمر
- ما بعد الثانية عشر جحيماً ...!/ عايده بدر
- ما بعد الثانية عشر جحيماً ...!
- للحب ... وأشياء أخرى
- ارتقاء اليقظة
- إلى بلاد قلبك
- الطريق ....... نحو الموت الأزرق
- مقارنة أسلوبية لقصائد فينقية للشاعرة عايده بدر / عادل عبد ال ...
- الظل من الغياب إلى الحضور...تجسيد ل اللامحسوس
- على مرمى صمتك
- منذ آخر ليل
- ال لاعابر
- قفص الكلام
- يداك والمطر
- في الغرف المسكونة


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - قراءة في نص .. أنياب الشمس ... للمبدعة أحلام المصري / عايده بدر