|
مرض الديمقراطية العراقي وحرية قمع الآخر
وداد فاخر
الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ساد العراق بعد تفشي الفكر الفاشي العفلقي نمط خاص من الثقافة السياسية ذات النظرة الأحادية عملا بمفهوم البعث الذي بشرت به سلطة القمع الفاشي لصدام حسين( من ليس منا فهو ضدنا ) ، والتي انتقلت حتى لمن هم في غير صفوف البعث الفاشي فيزياويا وعلى طريقة انتقال الحرارة وبطريقة ( الإشعاع ) . فالكل يريد الآخرين على مقاسه في المفهوم الجديد لـ ( الديمقراطية العراقية ) الجديدة ، وتحولت مفاهيم مثل حرية الرأي والحرية الشخصية ، وحرية التعبير لمصطلحات متحجرة جامدة ، وخلد فقط شعار البعث السالف الذكر وفق مفهوم (الديمقراطية العراقية ) الجديدة . ومن لم تمكنه قدرته على استعمال قوة السلاح بسبب كونه يعيش خارج العراق يستخدم بضراوة قوة الكلمات والعبارات القمعية للحجر على حرية الآخرين ، والتهجم عليهم وشتمهم إن أمكن ذلك . هذا الفساد الفكري المخيف يدعونا للتحرك لواد مثل هذه التوجهات الفاشية التي تأثرت بحقبة خطرة من تاريخ العراق الأسود الذي تفشت فيه المفاهيم الفاشية وطرق القمع المختلفة ، والتي وصلت بحزب البعث الفاشي للتصفية الجسدية لخصومه أو حتى لأبناء الشعب البسطاء لمجرد الشك بأنهم يقفون ضمن من لا يؤمن بأفكاره السوداوية الفاشية . وتظهر طرق القمع والتصدي لحرية الآخر بالنسبة للعراقيين وخاصة من مدع الثقافة السياسية ، و ( النضال المفبرك ) عند عراقيي الخارج ممن لم تسنح لهم الفرصة بسبب من وجودهم في دول الديمقراطيات الغربية باستعمال العنف أو اللجوء للسلاح في نقاشهم السياسي وخصوصا في غرف البالتاك ، أو مواقع النشر على الانترنيت ، حيث يتبارى البعض في ممارسة سلطة قهر الآخرين ممن لا يتماشون مع مفاهيمه الخاصة ، أو لا يؤمنون بها البتة . وهناك غرف قمعية خالصة معروف توجهها العام ، وخطها البعثو –سلفي تتخذ من الاحتلال عكازة تتعكز بها لنشر مفاهيمها البعثو - سلفية السوداء ، أو دعاياتها المدفوعة الثمن سلفا ، يعرفها القاصي والداني ، ويعرف من يرتادها أيضا ، وهي جزء من الدعاية البعثية المضادة لعملية التوجه الديمقراطي ولعودة عقارب الساعة للوراء . لذا أصبحت ظاهرة ثقافية مثل غرف البالتاك والنشر في المواقع علامة مخيفة ووسيلة لنشر الرعب الثقافي وأحيانا للدعاية المضادة ضد التوجهات والمفاهيم الديمقراطية فيما إذا استعملت بالطرق الخاطئة كما يحصل في غرف ومواقع معينة خاصة ممن تحدثنا عنها ، والتي تبث سموم ومفاهيم معادية للتوجه الديمقراطي ، وتنشر بطريقة سهلة مفاهيمها السوداوية على طريقة (دس السم بالعسل ) . وأحاول هنا أن أعطي مثالا بسيطا حدث لي شخصيا عند ارتيادي لأحدى غرف البالتاك والتي اعتز بها كثيرا وتنشر عبق روح الوطنية العراقية ، وبدعوة من صديق ورفيق اعتز به كثيرا لدماثة خلقة وأدبه الجم ، وسعة صدره وتاريخه النضالي المشرف ضد الفاشية . وقد فوجئت حال دخولي الغرفة بأحد أولئك المتخفين خلف أسماء مستعارة ، ومن الذين شوهتهم الأفكار الفاشية إن كان بإرادة منه أو عن طريق الإشعاع الفكري الفاشي ، يتحامل علي مسفها أفكاري التي نشرتها في مقال يعري مواقف المسئولين العرب من الحرب الإسرائيلية العدوانية الأخيرة ضد الشعب اللبناني ، وما جرته تلك الحرب من ويلات على اللبنانيين العزل . والأغرب من هذا وذاك أن من يدير الندوة التي تستضيف فيها الغرفة احد الصحفيين العراقيين لم يحرك ساكنا ويطلب من المتهجم أن يقف عند حده أو يضطر لطرده من الغرفة كما يحدث دائما وفق نظم داخلية مرتبطة بحرية الرأي داخل هذه الغرف ، وانبرت للمتهجم فقط سيدة محترمة للرد عليه وتسفيه آراءه . وقد تماشى( الأستاذ ) المحاضر مع الشخص المتهجم ، وتجاهل عن عمد التعليق أو الإجابة على ما طرحته من رأي كمشارك في النقاش في الندوة لا بل تجاهل عن عمد رد تحيتي له وبحضور إخوة من الكتاب والمثقفين الذين أثق بنزاهتهم وحكمتهم ، ووقوفهم مع كلمة الحق رغم إن احدهم وهو من خاطبه المتهجم قهقه عن طريق الكتابة ، ولا ادري سبب ذلك هل هو تشفيا أم استهزاءا منه ؟؟! . علما إنني اعرف موقف ذلك ( الأستاذ ) وهي من باب ( شنشنة اعرفها من اخزم ) – اقصد ( الأستاذ ) المحاضر - ، فلا داع للإطالة عنه وعن موقفه المريب ذاك . وأعود فأقول إن لا سلطة لأحد علي َ شخصيا على ما اطرحه من آراء وأفكار أنا مؤمن بها شخصيا ، خاصة إذا كانت تصب في جانب الخط العام لجمهور العراقيين ، علما إن لا فضل لأحد كائنا من كان عليَ إن كان سابقا أو لاحقا ، إن كان في تدبير أمور حياتي أو معاشي . فقد تركنا نتدبر أمورنا في أكثر الأمور صعوبة وخطورة للغاية يوم كنا داخل الوطن عند حدوث أي نكبة سياسية أو خارجه عندما تركنا الوطن قبل 28 عاما هربا من قمع النظام الفاشي العفلقي ، فالمقولة الدائمة لمن جندنا كل طاقاتنا من اجلهم والدفاع عنهم أو بالأخرى عن الفكر الذي نعتنقه تقول دائما ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ) . فقد حصل ذلك في الوطن العزيز وتدبرنا امرنا منفردين ، وحصل ذلك في الكويت عند الغزو الصدامي لها عام 1990 ، وبعد تحرير الكويت عندما تركنا أيضا كل يتدبر أمره حسب شطارته ، وتركت وحيدا تحت رحمة المخابرات الإيرانية بعد وشاية ( الإخوة ) من التيار الإسلامي العراقي في إيران ، وتقاريرهم ( الوطنية ) ضدي كي أتدبر أمري بنفسي ، وها أنا أدبر أمور حياتي بدون أن يمن علي أي احد ولو بقرش واحد كما يقال . وكما قال الصديق العزيز الشاعر بدل رفو المزوري ( احنه كتاب بلوشي ) . وللعودة لمفهوم القمع الجديد على طريقة مدع الثقافة من العراقيين التي تصدر كردة فعل عن بعضهم نتيجة للأحداث السياسية والصراع الطائفي في الداخل وفق مفهوم ( الديمقراطية العراقية ) الجديدة أرى أن ينبري خيرة المثقفين العراقيين الحقيقيين بالتصدي لمثل هذه المفاهيم ووضع حد لها بغية محاصرتها وعدم السماح بانتشارها وتأججها لان في انغماس المثقفين في الصراع الفكري الطائفي الجاري داخل الوطن معناه جر العراق لويلات لا تحمد عقباها وبالتالي يصبح لدينا مفهوم جديد هو ( رضاء العراقيين غاية لا تدرك ) بدل المثل السابق الذي يقول ( رضاء الناس غاية لا تدرك)
آخر المطاف : قيل قديما ( لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه ) . * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .
#وداد_فاخر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القوى والأحزاب الوطنية العراقية في النمسا تناشد العالم الوقو
...
-
اربعاء دام ٍ آخر ينفذه القتلة من دعاة الارهاب التكفيريين
-
موقع البيت العراقي والخبر الفاجعة بالذكرى السنوية للمجرم عبد
...
-
ما حصل لثورة 14 تموز 1958 من تآمر وحصار يحدث الآن وبنفس الأش
...
-
ترحيل قسري في مناطق معينة من العراق بغية زرع بؤر ارهابية ثاب
...
-
الحادث الإرهابي الأخير في الكويت هل يعيد للكويتيين الوعي الم
...
-
الحرام والحلال حسب الفتوى الإسلامية بين دعوتي الإفطار النمسا
...
-
تصريحات جورج بوش الأخيرة دعم واضح للبلطجة والإرهاب
-
ها هو منطق القتلة ، وليكن جوابنا العين بالعين
-
نداء لكل المحبين للديمقراطية ونبذ العنف أعوان مقتدى الصدر في
...
-
سر تصاعد العنف بسبب قرب موعد تسليم السلطة للعراقيين ؟؟!
-
ماذا سيجري في الإمارات العربية المتحدة .. هل هناك طبخة جديدة
...
-
الفهم الخاطيء لعمق شهادةالحسين بن علي
-
حازم جواد ذكريات شريكٌ في الجرم.. وهذيان قاتل محترف
-
يا جماعة الخير: لا تعيدوا خطأ الزعيم عبد الكريم قاسم
-
كلمة ونص للدكتور قيس جواد العزاوي
-
يجب أن يكون لنا في يوم 8 شباط الأسود عبرة
-
المحاولة الإجرامية الآثمة على حياة السيد السيستاني كان القصد
...
-
خرافة الدفاع عن نظام البعث بحجة خلو العراق من أسلحة الدمار ا
...
-
تفجير مقر الحزب الشيوعي العراقي في المشتل لن يوقف عملية بناء
...
المزيد.....
-
أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
-
إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا
...
-
إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات
...
-
المحكمة الإدارية الفرنسية تؤكد صحة قرار الجزائر في قضية المؤ
...
-
عباس يرسل برقية للسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا فيها؟
-
إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بالسجن 11
...
-
باكستاني يقتل ابنته لنشرها فيديوهات على -تيك توك-
-
طبيب نفسي: يوجد في سوريا من 1 إلى 3 ملايين مريض نفسي
-
الولايات المتحدة: أوامر بترحيل المئات من مواطني الدول المغار
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|